نقابة ”المهندسين” تستعرض كيفية حفظ المياه الجوفية باستخدام البوليمر غير النسيجي

نظَّمت اللجنة العلمية بنقابة المهندسين المصرية، ندوة متخصصة عن "نظام حقن البوليمر غير النسيجي للآبار الصحراوية لدعم صوامع تخزين مياه الشرب الجوفية"، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور المهندس محمد مصطفى الفحام- رئيس اللجنة، الأستاذ الدكتور المهندس كمال شاروبيم- وكيل اللجنة، والمهندس الاستشاري محمد سمير شاهين- مقرر اللجنة، وأعضاء اللجنة. تناولت الندوة سبل تعزيز كفاءة صوامع المياه الجوفية بالمناطق الصحراوية، وقدم خلالها الأستاذ الدكتور السيد أحمد النشار- عميد كلية التربية النوعية الأسبق بجامعة كفر الشيخ، رؤية علمية للتغلب على تحديات ندرة المياه باستخدام حلول صديقة للبيئة وذات جدوى اقتصادية.
في كلمته الافتتاحية، أكد الأستاذ الدكتور المهندس كمال شاروبيم، على الأهمية الكبيرة لموضوع الندوة، باعتباره قضية حيوية تمس الواقع العالمي في ظل أزمة ندرة المياه، وتزداد أهميته محليًّا في مصر، نظرًا لحاجة الدولة الملحة إلى تعظيم الاستفادة من موارد المياه الجوفية وتخزينها.
وخلال محاضرته أوضح الأستاذ الدكتور السيد أحمد النشار، أن تقنية حقن البوليمر غير النسيجي تمثل نقلة نوعية في مجال حماية الآبار الصحراوية وتعزيز كفاءة صوامع تخزين المياه الجوفية، مؤكدًا أنها تُعد من الحلول العلمية المبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة في إدارة الموارد المائية بالمناطق الصحراوية، لافتًا إلى أن الطبقات الجوفية التقليدية لم تعد قادرة على الاحتفاظ بالمياه بسبب التبخر والتسرب.
وأوضح "النشار" أن هذا الأسلوب يعتمد على حقن بالون بوليمري غير نسيجي داخل آبار الصحراء ليعمل كصومعة تخزين تحت الأرض لمياه الشرب بهدف منع تسرب المياه، والحفاظ على جودتها والحد من فقدانها، وذلك من خلال استخدام تقنيات متقدمة في تشكيل المواد البوليمرية وتبطين جدران الآبار، إلى جانب ربط النظام بأنظمة مراقبة وتحكم رقمية معتمدة على الأقمار الصناعية.
وأكد "النشار" على أن الاستثمار في إنتاج الأقمشة البلاستيكية غير المنسوجة لحقن آبار الصحراء كصوامع لتخزين المياه الجوفية، يهدف إلى تقديم حل مستدام وفعال لأزمة ندرة المياه على المستوى العالمي، كما يهدف هذا المشروع إلى تحويل الصحراء الغربية والساحل الشمالي إلى نموذج للابتكار والاستدامة والنمو الاقتصادي، حيث يمكن استخدام هذا النظام لتخزين المياه في محافظة مطروح باستخدام صوامع تحت الأرض، تستخدم لأغراض الشرب والزراعة، ويدار هذا المخزون المائي الحيوي من خلال أنظمة مراقبة وتحكم تعتمد على الأقمار الصناعية، مما يتيح ضمان كفاءته وجودته وتوزيعه كمخزون استراتيجي مستدام.
وفي ختام الندوة، دار نقاش ثري وتفاعلي بين الحضور، حيث قام الأستاذ الدكتور أحمد السيد النشار بالإجابة عن كافة الأسئلة والاستفسارات المطروحة. وخلال المناقشات، أكد الدكتور المهندس أشرف هاشم– عضو اللجنة العلمية، أن المشروع محل النقاش يمثل نقلة نوعية في مجال الحلول الذكية لتخزين المياه في البيئات القاحلة، لتوفير مياه نقية وآمنة ومستدامة.