خمسيني يروع طفلا ويقطع ذراعه بالسيف و”كلب شارع” ينقذه من موت محقق.. وأسرة المجني عليه: محاولة مفضوحة لقلب الحقائق

شهدت منطقة أبو دراع بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، واقعة اعتداء دموي على طالب بالصف الأول الثانوي، بعدما تعرض لضرب مبرح باستخدام آلة حادة من قبل أحد الأشخاص ونجله، رغم أنه لم يكن طرفا في أي مشادة؛ بل كان يحاول فض اشتباك نشب بين صديقه وشخص آخر.
تعود أحداث الواقعة التي وثقتها الكاميرات وأظهرت لحظة الهجوم على المجني عليه، بينما كشفت تفاصيل جديدة عن تدخل غير متوقع من كلب ضال كان متواجدًا بالمنطقة، ساهم في إنقاذ الطالب من إصابات أشد خطورة بعد تدخله واشتباكه مع المعتدين.
قال والد الطالب إبراهيم السيد إبراهيم، إنه تقدم ببلاغ رسمي تم تحريره بنقطة مستشفى المحلة العام، أوضح فيه أن نجله كان جالسًا مع أحد أصدقائه في شارع الترعة بمنطقة أبو دراع على أحد الأرصفة، وفوجئ بشخص في العقد الخامس من عمره ونجله على دراجة نارية يتوجهان نحوه، قبل أن يقوم أحدهما بالاعتداء عليه مستخدمًا سيفا، ما أدى إلى إصابته بإصابات جسيمة في يده اليمنى.
وأكد والد المجني عليه، أن نجله لم يكن طرفًا في أي خلاف، وأنه كان يحاول تهدئة الأمور وفض مشاجرة بسيطة بين صديقه وأحد الأشخاص، قبل أن يتفاجأ بالاعتداء المباغت، وأضاف أن المعتدي ونجله بادرا بضرب ابنه بشكل عنيف دون مبرر، ما نتج عنه إصابات خطيرة كادت أن تؤدي إلى عاهة مستديمة.
وأوضح التقرير الطبي الصادر عن مستشفى حباظة بالمحلة، أن المجني عليه تعرض لقطع كامل في الأوتار القابضة لجميع أصابع اليد اليمنى ومنطقة الرسغ، بالإضافة إلى قطع في الشريان الكعبري والزندي، والعصبين الأوسط والزندي، نتيجة الاعتداء المباشر بجسم حاد".
وأشار التقرير إلى أن المجني عليه خضع لجراحة دقيقة استغرقت ساعات، شملت إعادة توصيل الأوتار والأعصاب، إلى جانب إصلاح الشرايين المتضررة، وبين أن حالته تستلزم علاجًا يزيد عن 21 يومًا، بالإضافة إلى متابعة طبية منتظمة لمدة لا تقل عن أربعة أشهر.
لكن المشهد الأكثر لفتًا للانتباه، كما ورد في شهادات شهود العيان والفيديو المصور، تمثل في تدخل كلب ضال كان يتجول بمحيط المكان، حيث بدأ يعوي بشدة ويهاجم المعتدين، مما أحدث حالة من الفوضى أجبرت الجناة على التراجع وترك الطالب غارقًا في دمائه.
يقول والد الطالب:
"ربنا أرسل الكلب ده رحمة لابني.. ولو ماكنش تدخل في اللحظة دي، كان ممكن إبراهيم يفقد إيده أو يتعرض لنزيف يهدد حياته، "الكلب" حس بالخطر وجري يهجم على اللي بيضربوه، خضهم وخلّى ابني ينجو من ضرب أكبر".
على جانب آخر، لجأ المتهم إلى حيلة تقديم بلاغ مضاد ضد الطالب إبراهيم، زاعما فيه أن المجني عليه "حرض الكلب على مهاجمته"، وهي الرواية التي نفتها الأسرة تمامًا، واعتبرتها محاولة مفضوحة لقلب الحقائق والتشويش على سير التحقيقات، قائلة: "ابني ماعندوش لا كلب ولا يعرفه، الكلب أصلاً كلب شارع عادي، بس تصرف بشكل غريب وكأنه شعر بالخطر على ابني".
وقد تم تحرير محضر رسمي بالواقعة رقم (13612) بنقطة مستشفى المحلة العام، وتم إرفاق التقرير الطبي والفيديوهات التي وثقت الواقعة، ويجري الآن استكمال التحقيقات تحت إشراف الجهات الأمنية والنيابة العامة.
وطالبت أسرة المجني عليه، بتوقيع أقصى العقوبة على المعتدين، ورفض محاولات تشويه الواقعة أو تصوير الضحية كمعتدٍ، مشددين على أن نجلهم لا يزال يعاني من آثار الجراحة جسديًا ونفسيًا، ويحتاج إلى رعاية طويلة الأمد بعد ما وصفوه بـ"الاعتداء الغادر".