أحمد عز في عيد ميلاده الـ53.. وسيم الشاشة الذي احترف الأداء وصنع مجده بالصمت والعمل

في الرابع والعشرين من يوليو، يُطفئ النجم أحمد عز شمعة جديدة في حياته، ويحتفل بعيد ميلاده الثالث والخمسين، وهو لا يزال في أوج تألقه الفني، حضورًا واختيارًا، وجماهيريةً.
لم يكن أحمد عز مجرّد نجم وسيم عبر الشاشة، بل هو واحد من القلائل الذين استطاعوا أن يربطوا بين الشكل والحضور، وبين الموهبة والاجتهاد. بدأ مشواره بعيدًا عن الأضواء، وعمل في بداياته كعارض أزياء، إلى أن خطفته السينما، ليدخل إليها بثقة شاب يُدرك ما يريد، ويملك الكثير ليقدمه.
من الصمت إلى القمة
منذ ظهوره اللافت في "يوم الكرامة" و"مذكرات مراهقة" مطلع الألفينات، وضع أحمد عز قدميه على طريق النجومية بخطى ثابتة. لم يسعَ خلف الضجيج، بل اعتمد على العمل والتطور والصبر، ما جعله خلال سنوات قليلة يتصدر شباك التذاكر، ويصبح من أنجح نجوم السينما المصرية الحديثة.
قدّم عز أدوارًا متنوعة، ما بين الأكشن، والرومانسي، والدرامي، واستطاع أن يحافظ على جماهيريته رغم تغيّر الأذواق. من "الرهينة" و"مسجون ترانزيت"، إلى "الشبح" و"365 يوم سعادة"، وصولًا إلى الثلاثية الناجحة: "ولاد رزق" "الخلية" "كيرة والجن"، استطاع أن يطوّع كل شخصية لأدواته، دون أن يُكرر نفسه.
ممثل بدرجة مقاتل
ما يلفت في مسيرة أحمد عز، ليس فقط النجاح التجاري، بل تطوره الفني الواضح. ففي كل مرحلة، كان يُفاجئ جمهوره باختيارات أكثر نضجًا، وأدوار مركبة. وقد أثبت ذلك في أعمال درامية بارزة، مثل "أبو عمر المصري" و"هجمة مرتدة"، حيث مزج بين التحدي التمثيلي والطرح السياسي والإنساني.
وإلى جانب أدائه المقنع، يعرف عز بإتقانه للتفاصيل، والتزامه المهني الصارم، وتحضيره الجسدي والنفسي للدور، ما جعله يُلقّب بين زملائه بـ"الممثل المقاتل".
أحمد عز... نموذج النجم المتكامل في زمن السرعة
في عصر تسوده "الترندات" وتغلب عليه السرعة والاستهلاك، يبرز أحمد عز كنموذج للنجم المتكامل، الذي بنى اسمه على أسس ثابتة من الموهبة والالتزام والتطوير المستمر.
ما يُميز عز عن كثير من أبناء جيله، هو قدرته على البقاء في القمة دون أن يسلك الطرق السهلة. فهو لا يكتفي بالنجاح، بل يحرص على التجديد والتنوع، ويمضي وقتًا طويلًا في التحضير لأي دور قبل أن يقف أمام الكاميرا.
سواء كان يجسّد ضابطًا في مهمة خاصة، أو محامٍ يبحث عن العدالة، أو شابًا من أبناء الشارع الشعبي، يبقى أداؤه مقنعًا، طبيعيًا، وخاليًا من المبالغة.
خلف الكاميرا، يُعرف عز بانضباطه الشديد، واحترامه لمواعيد التصوير، وحرصه على إنجاح العمل ككل، وليس فقط "دوره". لذلك تفضّله كبرى شركات الإنتاج، ويراه كثير من المخرجين "رهانًا آمنًا" لأي عمل ضخم.
وبينما تغيب عنه الفضائح والصراعات الإعلامية، يكتفي أحمد عز بأن يترك أثره من خلال الشاشة فقط، واضعًا جمهوره أمام فن نقي، متقن، وراسخ.
بصمة مؤثرة على الجيل الجديد
لا يقتصر تأثير أحمد عز على أعماله فحسب، بل يمتد إلى أثره في تشكيل ذوق الجيل الجديد من الممثلين والجمهور. كثير من الوجوه الشابة ترى فيه نموذجًا يُحتذى فنان ملتزم، يتطوّر باستمرار، ويحترم المهنة قبل أن يطالب بحب الجمهور.
كما ساهم عز في إعادة تشكيل صورة أفلام الأكشن في السينما المصرية، من خلال تقديمها بجودة تقنية وتمثيلية عالية، جعلت الجمهور يرى هذا النوع من الأفلام ليس فقط للترفيه، بل أيضًا كمساحة للإبداع والتعبير.
تعاونه المستمر مع مخرجين متميزين أمثال طارق العريان، وشريف عرفة، جعله جزءًا من نقلة نوعية في الصناعة السينمائية، حيث صار النجاح التجاري مقرونًا بالجودة الفنية.
نجم لا يصدأ.. بل يزداد بريقًا
أحمد عز ليس مجرد نجم يحتفل بعيد ميلاده، بل هو علامة فارقة في مشهد فني دائم التغيّر. نجم استطاع أن يفرض نفسه بأدواته الخاصة، ويحجز لنفسه مكانًا في ذاكرة السينما، واحترام الجمهور، دون أن يساوم على فنه أو يسلك طرقًا مختصرة.
وفي عامه الجديد، يبقى عز مثالًا للفنان الذي لا يتكل على الماضي، بل يصنع المستقبل دورًا بعد دور، ومشروعًا بعد مشروع فهو نجم لا يصدأ، بل يزداد بريقًا مع الزمن.