”فات الميعاد”.. عندما يصبح التتر هو البطل الأول للمسلسل

"فات الميعاد".. أحد أعظم كلاسيكات كوكب الشرق أم كلثوم، تحولت إلى مدخل درامي لعلاقات تنفجر على الشاشة؛ الأغنية التي تتحدث عن خيبة أمل بعد حب، وعودة متأخرة لا تشفع لمن تأخر، تحمل مضمونًا عاطفيًا حقيقيًا يوازي حكاية عمل درامي يحمل الاسم نفسه، ليتحول التتر من مجرد دور تعبيري عابر إلى وصف للحكاية قبل بدايتها.
اختيار "فات الميعاد" كتتر للمسلسل لم يكن مجرد توظيف لموروث غنائي، بل جاء تمهيدًا لشعور دقيق في قصة تبدأ بخلافات زوجية ثم طلب طلاق، يقابله محاولات من الزوج للتراجع، ولكن "فات الميعاد" بالنسبة للزوجة، وهو ما نال إعجاب الجمهور، الذين اعتبروا التتر هو "البطل الأول" في المسلسل، وسببًا مباشرًا في الارتباط الوجداني بالعمل، حتى قبل أن تتكشف خطوط الدراما.
يرى الناقد كمال القاضى أن التراث الكلاسيكى لا يزال يحتفظ بقيمته الفنية فى الدراما الحديثة، موضحًا أن الكلاسيكيات هي المرجعية، وهمزة الوصل بين الماضي والحاضر، وأن الخلافات الزوجية حديثًا أو قديمًا لا تختلف كثيراً في جوهرها، وتكون العبرة بطريقة المعالجة والاقتراب الحقيقى من المشكلة.
وأكد لـ "النهار" أن اللجوء لأغنية بحجم "فات الميعاد" كتتر لعمل درامي حديث يضيف ثقلًا وجدانيًا له، خاصة أن أحداث العمل تدور في مساحة من العلاقات والألم العاطفي.
وأشار القاضى إلى أن التتر هو المدخل المغرى للمسلسل، والعنوان التفسيرى له فى كثير من الأحيان، وهو عنصر جذب قوى للغاية وفاتح لشهية المشاهد، لذا كان من الذكاء لدى صناع العمل اللجوء لتراث أم كلثوم لما له من تأثير بالغ فنياً ودرامياً.
ومن جانبه؛ قال الناقد الموسيقي مصطفى حمدي إن اختيار أغنية "فات الميعاد" كتتر للمسلسل كان اختيارًا بديهيًا وموفقًا في الوقت نفسه، خاصة أن فكرة العمل ارتبطت بالمشاعر التي تنقلها الأغنية.
وأوضح لـ "النهار" أن الأمر لم يتطلب ذكاء من صناع العمل أو بحث عن جملة موسيقية جديدة تصف الحالة الدرامية، لأنهم وجدوا في الكلاسيكيات أغنية عبرت عن مضمون العمل.
واعتبر حمدي أن التتر قد يكون أحد عناصر الإشادة بالمسلسل في حال نال إعجاب الجمهور، لكنه لا يراهن عليه كسبب لمتابعة العمل، قائلًا: "مفيش حد هيروح يشوف مسلسل علشان التتر، لكنه يظل اختيار موفق جدًا".