في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب خالد الغندور منصات التواصل المنصات التواصل الاجتماعي حولت المشهد الرياضي لساحة صراعات

نظّمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "الثقافة الرياضية"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته العشرين، بحضور الإعلامي الرياضي خالد الغندور، نجم نادي الزمالك السابق، والكاتب والشاعر عمرو الشيخ، وأدارت الندوة الإعلامية دينا سليم.

وفي كلمتها الافتتاحية، وجهت الإعلامية دينا سليم الشكر لإدارة مكتبة الإسكندرية على تنظيم مثل هذه الفعاليات التنويرية، مؤكدة أن الإسكندرية مدينة فريدة متعددة الثقافات، صنعت لنفسها هوية ومذاقًا خاصًا، لافتة إلى أن الرياضة ليست ظاهرة عابرة، بل واحدة من أهم الظواهر الحياتية التي تسهم في تشكيل الوعي وبناء الشخصية.

من جانبه، تحدث خالد الغندور عن العلاقة بين الشعر والرياضة، مؤكدًا أن كلاهما يجمع بين الموهبة والمهارة، لافتًا إلى أن الرياضة أصبحت ضرورة في حياة الإنسان، وليست مجرد وسيلة للترفيه.

وأضاف: "هناك لاعبون بعد اعتزالهم لكرة القدم لم يحافظوا على لياقتهم البدنية، وهو ما يستدعي ضرورة تثقيف الرياضيين في ما يخص النظام الغذائي والصحة العامة".

وأكد الغندور أن الرياضة تسهم في بناء الشخصية السوية، وأنها للجميع وليست حكرًا على فئة معينة، داعيًا الشباب إلى الاهتمام بالرياضة كممارسة وليس فقط كتشجيع.

وعن تأثير السوشيال ميديا على الحياة الرياضة، قال الغندور إن منصات التواصل الاجتماعي حولت المشهد الرياضي إلى ساحة من الصراعات والتعصب بين الجمهور.

وأشار نجم الزمالك السابق إلى أن الألعاب الفردية تعتمد بشكل كبير على عقلية اللاعب وقدرته على رسم خطة نجاحه، مستشهدًا بتجربة النجم محمد صلاح، الذي استطاع النجاة من الضغوط الإعلامية بفضل عقلية واعية وخطة واضحة.

وفي سياق حديثه عن الإعلام الرياضي، قال الغندور: "الإعلام الرياضي في مصر يعاني من الانتماء على حساب المهنية، حيث تطغى العاطفة والانحياز على احترام الرأي الآخر"، منتقدًا انتشار محللين رياضيين غير متخصصين يهاجمون المدربين دون امتلاكهم للخبرة أو التأهيل الكافي.

وعن تأثير غياب الجمهور، اعتبر الغندور أن هناك عددًا من الأندية لا تمتلك ظهيرًا جماهيريًا، وهو ما ينعكس سلبًا على أداء اللاعبين والمنظومة الرياضية ككل.

كما تطرق إلى قضية انتماء اللاعبين، مشيرًا إلى أن الإغراءات المالية أضعفت الانتماء مقارنة بما كان عليه الوضع سابقًا، حيث كان الاهتمام بقطاعات الناشئين والتدرج الطبيعي للفريق الأول يمثل الأساس.

وحول رواتب اللاعبين، أكد الغندور أن "الكرة أصبحت تحتوي على كم هائل من الأموال يستفيد منها عدد كبير من العناصر، من الوكلاء واللاعبين وإدارات الأندية، وهو ما يجعل من الصعب وضع نظام موحد للرواتب في مصر".

وعن ثقافة اللياقة البدنية، شدد على أن "اللاعب في سن 17 يمتلك موهبة، لكنه يحتاج لاحقًا إلى تخطيط ونظام غذائي صارم ليواصل النجاح، كما يحدث في الدوريات الأوروبية".

وفي رده على سؤال حول المدير الرياضي للزمالك جون إدور، قال الغندور: "شخص منظم وأنا أؤمن بفكرة التخصص بعيدًا عن مفهوم ابن النادي، ونتمنى له التوفيق في مهمته الجديدة".

من جانبه، تحدث الشاعر والباحث عمرو الشيخ عن العلاقة بين الشعر والرياضة، مشيرًا إلى أن الخيال هو القاسم المشترك بين المجالين.

وأضاف أن الثقافة الرياضية في مصر بحاجة إلى دعم وتوعية، في ظل غياب ثقافة ممارسة الرياضة اليومية والمشي وتناول الطعام الصحي.

وانتقد الشيخ غياب المساحات المخصصة لممارسة الرياضة سواء في الشوارع أو داخل المدارس، معتبرًا أن أحد الإيجابيات البارزة في المشهد الرياضي هي الإنجازات المتتالية في الألعاب الفردية، والتي لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي.

وفيما يتعلق بالسوشيال ميديا، أوضح أن لها جانبًا إيجابيًا يتمثل في تعزيز التفاعل بين الناس، لكنها في الوقت نفسه تُسهم في نشر السلبية والتعصب.

واختتم الشيخ كلمته بالتأكيد على أن "الثقافة الرياضية هي أسلوب حياة"، ثم ألقى قصيدة شعرية في حب نجم الزمالك المعتزل حديثا "شيكابالا"، تقديرًا لعطائه ومسيرته الرياضية مع القلعة البيضاء.

جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.

وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.