النهار
الجمعة 4 يوليو 2025 06:25 صـ 8 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

قائد قوات الدفاع الجوي لـ ”النهار”: نمتلك أعقد وأحدث منظومة دفاعية في العالم للدفاع عن سماء مصر

الفريق ياسر الطودي - قائد قوات الدفاع الجوي
الفريق ياسر الطودي - قائد قوات الدفاع الجوي

تحتفل مصر والقوات المسلحة في الثلاثين من يونيو من كل عام بعيد قوات الدفاع الجوي، حيث تمكنت تجميعات الدفاع الجوي في هذا اليوم من إسقاط طائرتي "فانتوم" لأول مرة وطائرتي "سكاى هوك" وأسر ثلاث طيارين، وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصلت إلى 12 طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، وقد إتخذت قوات الدفاع الجوي يوم الثلاثين من يونيو عام 1970عيداً لها.

وبمناسبة الاحتفال بالعيد الـ 55 للدفاع الجوي، أجرى "النهار" لقاء مع الفريق ياسر الطودي قائد قوات الدفاع الجوي الذي أكد أن عيد الدفاع الجوي يمثل إعلاناً بالوفاء والإجلال للشُهداء والرواد الأوائل الذين ضحوا بالغالي والنفيس حتى تعلوا راية الوطن خفاقة، كما أكد الفريق الطودي أن قوات الدفاع الجوي تمتلك أحدث أنظمة الصواريخ والرادارات لمجابهة كافة التحديات ولحماية سماء مصر.

حائط الصواريخ

في البداية، تحدث الفريق ياسر الطودي عن تاريخ الدفاع الجوي والذي بدأ بإنشاء حائط الصواريخ، حيث أوضح أنه في إطار توفير الدفاع الجوي عن التجميعات الرئيسية للتشكيلات التعبوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة تم التخطيط لإنشاء حائط الصواريخ، وهو عبارة عن تجميع قتالي متنوع في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية، وقام رجال الدفاع الجوي بدراسة بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين.

أحدهما القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحده للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين اتمام انشاء التحصينات، أما الخيار الثاني هو الوصول بكتائب حائط الصواريخ الي منطقة القناة علي وثبات أطلق عليها "أسلوب الزحف البطئ" وذلك بأن يتم انشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له وهو ما أستقر الرأي عليه وقد تم الانتهاء من بناء الحائط عام 1970.

حرب أكتوبر 1973

وبالانتقال لحرب أكتوبر، قال الفريق ياسر الطودي أن رجال الدفاع الجوي بدأوا الإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر 1973 بالتدريب الواقعي أثناء حرب الاستنزاف ومن خلال حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا غرب القناة وتجلى ذلك في إسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971.

كما تم استكمال التسليح بأنظمة جديدة من الإتحاد السوفيتي تشمل 70 كتيبة سام "2 ، 3و" والكوادرات و صواريخ محمولة على الكتف وشيلكا، كذلك استكمال الحقل الرادارى على الارتفاعات المنخفضة بأجهزة رادار جديدة لها القدرة على مقاومة الإعاقة.

وأوضح أنه في اليوم الأول للقتال من الحرب، هاجم العدو القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري، توالت بعدها الهجمات الجوية بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6 / 7 أكتوبر وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات.

وكشف "الطودي" أنه خلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم، وصدرت الأوامر للعدو الجوي بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة لا تقل عن 15 كم مما جعل "موشى ديان" يعلن في رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر تكبيد العدو ٣٢٦ طائرة وأسـر ۲۲ طيار.

أعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم
وعن التطوير والتحديث الذي شهدته قوات الدفاع الجوي خلال الفترة الماضية، قال الفريق ياسر الطودي أن التطور الهائل في وسائل وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة والاستخدام الموسع للطائرات الموجهة بدون طيار والصواريخ الطوافة والباليستية أدى إلى ضرورة تواجد منظومة دفاع جوي ذات قدرات نوعية عالية تواكب التطور التكنولوجي للعدائيات الجوية الحديثة وتتميز بالتنوع والتعدد والتكامل.

وكشف "الطودي" أن منظومة الدفاع الجوي المصري تتكون من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة راداريه وعناصر مراقبة جوية بالنظر، تقوم باكتشاف العدائيات الجوية المختلفة وإنذار القوات عنها، بالإضافة إلى العناصر الإيجابية من الصواريخ والمدفعية ذات المديات المختلفة لتوفير الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية والتشكيلات التعبوية على كافة الاتجاهات الإستراتيجية.

وأكد قائد قوات الدفاع الجوي أن السيطرة على عناصر المنظومة تتم بواسطة مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل في تعاون وثيق مع القوات الجوية والبحرية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوي ومنعه من تنفيذ مهامه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.

تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي

قال الفريق ياسر الطودي قائد قوات الدفاع الجوي، أن العمليات العسكرية الأخيرة والأحداث الأخيرة أبرزت ظهور مراكز ثقل جديدة تحسم النتائج منها التفوق الجوي، والمتمثل بامتلاك المقاتلات الحديثة والمصممة بتكنولوجيا الإخفاء ومزودة برادارات متطورة ومجهزة بنقاط تعليق متعددة لحمل الذخائر الذكية فائقة الدقة، تطلق من بعد ولها القدرة على اختراق التحصينات، كذلك الاستخدام المكثف للطائرات الموجهة بدون طيار ويتم إطلاقها بكثافات كبيرة لإرباك القيادة والسيطرة واستنزاف الذخائر الصاروخية.

تحدي آخر تمثل في التفوق الصاروخي، وذلك بالتوسع في تنفيذ الضربات الصاروخية "باليستية / طوافة" ذات السرعات الفرط صوتية والقدرة العالية على المناورة، ومتعددة الرؤوس الحربية "نظام الإغراق"، أيضا التفوق التكنولوجي، عن طريق دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظم التسليح الجوي أدى إلى حدوث طفرة هائلة في دقة الإصابة وتجنب مناطق عمل وسائل الدفاع الجوي وتنفيذ هجمات سيبرانية على البنية التحتية والمعلوماتية قبل شن الضربات الجوية والصاروخية لشل وإرباك أنظمة الاتصالات ونظم المعلومات ومراكز القيادة والسيطرة وتنفيذ العمليات النفسية بكافة الوسائل للتأثير المعنوي على القوات والرأي العام وتماسك الجبهة الداخلية.

كذلك التأمين بالمعلومات الدقيقة، لرصد وتحديد مواقع الدفاع الجوى وإعداد بنك بالأهداف المخطط إستهدافها ببدء العمليات وزرع العملاء فى مواقع متقدمة بالعمق للتأثير على القواعد الجوية ووسائل دجو وتعليم أهداف الضربة للتوجيه الدقيق للذخائر الجوية.

مواجهة العدائيات

ولمجابهة العدائيات الجوية والصاروخية بأنواعها المختلفة وتأمين الأهداف الحيوية يتم الاعتماد على البعد الفضائي وشبكة الإنذار المبكر في الإنذار عن بدء إطلاق الصواريخ البالستية، كذلك الاستفادة من كافة وسائل الاستطلاع المتيسرة (الإنذار الطائر / المحمول جواً / أجهزة الرادار الأرضية المتنوعة) لاكتشاف مختلف العدائيات الجوية.

وبناء منظومة دفاع جوي متكاملة تعتمد على مفهوم تعدد الطبقات والمديات يراعى فيها تعدد أنساق المجابهة للعدائيات الجوية “المقاتلات على خطوط الاعتراض، الهل المسلح ، وسائل دجو على الوحدات البحرية ، عناصر الحرب الإلكترونية ، منظومات الصواريخ والمدفعية م ط متعددة المديات"، واستخدام موسع للأنظمة غير نمطية لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار والذخائر الذكية “أنظمة الإعاقة المتكاملة ، أنظمة الخداع ، أنظمة الليزر ، النبضة الكهرومغناطيسية عالية القدرة".

موضوعات متعلقة