جيورجي بوريسينكو: روسيا سعيدة للغاية بالتطور الناجح للعلاقات مع مصر في مختلف المجالات

ألقى سفير روسيا الاتحادية في جمهورية مصر العربية، جيورجي بوريسينكو، كلمة في الاحتفالية بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية في 12 يونيو 2025، حيث استضافت دار الأوبرا المصرية حفل استقبال بمناسبة عيد روسيا الوطني تضمن عرضا مشتركا لفرقة "كوستروما" للباليه الوطنية الروسية وفرقة "رضا" للفنون الشعبية المصرية مخصصا لتقاليد الرقص الشعبي للبلدين، وجاءت في كلمة السفير،أيها الأصدقاء المصريون والزملاء في السلك الدبلوماسي الأعزاء، أعرب عن خالص الشكر والتقدير لكم لقبول الدعوة للاحتفال معنا بالعيد الوطني الروسي. إننا ممتنون جدا لدار الاوبرا المصرية المشهور لتوفير منصته العظيمة.
وأضاف، إننا نحتفل اليوم العيد الوطني للبلد الذي يمتد ل١١ منطقة زمنية عبر أوراسيا كلها – من بحر البلطيق في الغرب الى مضيق بيرنغ في الشرق. إن تأريخ دولة روسيا، بطبيعة حال، أقل شأنا من تأريخ دولة مصر، ولكن على الرغم من ذلك يمتد على مدى حولي ١٢ قرنا ويحتوي على عدد كبير من الأسماء والانتصارات المجيدة.
مرارا وتكرارا وجدت روسيا نفسها في وسط الاحداث العالمية وأثرت عليها بشكل حاسم بما في ذلك في القرن العشرين أنقذت روسيا البشرية من المانيا النازية وحلفائها ولعبت دورا هاما في القضاء على النظام الاستعماري غير العادل. خلال أربع السنوات يجب علينا مجددا أن نتعارض مطالبا أخرا للهيمنة العالمية وهو كتلة الناتو العدوانية.
مشيراً، إن هذه الكتلة جاءت الى حدودنا وتحولت جزء أرض أجدادنا الى الترسخ العسكري ضدنا أملا في إضعاف روسيا وتدميرها من خلال الحرب بالوكالة التي تم دفع أوكرانيا اليها. لهذا السبب ليس فقط ندافع عن مصالح أمننا الخاص بل نحمي حق الشعوب كلها في الحياة وفقا للتقاليد الخاصة بهم وليس بأمر أجنبي.
إن القوات العسكرية الروسية من جديد تصلبت في المعركة ولديها أسلحة أفضل من الأسلحة المتعددة لكتلة الناتو التي تستهدف ضدنا. رغم ٢٩ ألف عقوبة التي تم فرضها على روسيا من قبل الدول الغربية التي تحلم بعودة عصور الاستعمار، ارتفع اقتصادنا الى المكان الأول ويحتل المكان الأربع في كل العالم فيما يخص بتعادل القوى الشرائية. وقد حققنا ذلك بمساعدة القاعدة الصناعية التي أصبحت أقوى بعد انسحاب الشركات الغربية بالإضافة الى القطاع الزراعي الذي قام بقفزة فعالية والعلم القوي، وبطبيعة الحال، القدرة الروحية للشعب.
لا تقل شهرة روسيا عن مآثرها العسكرية وإنجازاتها الاقتصادية والعلمية، بل بثقافتها العظيمة. وهذا بالضبط ما نود أن نستعرضه بكل سرور مرة أخرى الآن، وهذا المسرح مناسب جدا له.
ستشاهدون فرقة الباليه الوطنية الروسية "كوستروما"، وهي فرقة رقص شهيرة عالميا تجمع بشكل مذهل بين مهارات الباليه الكلاسيكي والتقاليد الشعبية من مختلف أنحاء روسيا. تقدم لكم عرضا رقصيا فريدا يروي تأريخ بلدنا ويُظهر تنوعها الثقافي.
إن هذا العرض جزء من المشروع الثقافي والتعليمي الدولي "افتتاحية رقص العالمي"، الذي تم إطلاقه في أكتوبر ٢٠٢٤ خلال إجراء قمة مجموعة البريكس في مدينة قازان الروسية، بمشاركة الرئيسين الروسي والمصري فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي. وستشاهدون هذا المساء تجسيدا لهذا المشروع من خلال الجهود المشتركة لوزارة الثقافة المصرية وفرقة الباليه "كوستروما".
ولكن قبل إفساح المسرح للفن الراقي، أود أن أؤكد بشكل خاص أن روسيا سعيدة للغاية بالتطور الناجح للعلاقات مع مصر في مختلف المجالات. إن معاهدة الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، التي وقعها الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي، والعضوية المشتركة المذكورة في مجموعة البريكس، التي ستحدد شكل نظام العالمي متعددة الأقطاب في المستقبل، تدل على التفاهم والثقة المتبادلة بيننا.
نعتز بعناية بصداقتنا الراسخة طويلة الأمد ونعمل معا لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وعلى وجه الخصوص، نتفق في وجهة النظر تجاه الأحداث المأساوية في فلسطين، ونبذل جهودنا لضمان حصول شعبها، الذي تحاول قوات الاحتلال تهجيره من وطنه، على دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
بالإضافة الى ذلك، يتم توسيع التعاون الروسي المصري في مجال الاقتصاد. وتجاوز التبادل التجاري الثنائي في العام الماضي على ٩ مليار دولار. وتزود روسيا مصر بالقمح وتقوم ببناء المحطة النووية. وفي نفس الوقت يستمتع ملايين من السياح الروس بضيافة مصرية خلال زيارة منتجعات البحرين الأحمر والمتوسط وكذلك الاثار التاريخية في وادي النيل.
تعكس عمق العلاقات الثنائية بشكل واضح زيارة فخامة الرئيس / عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية الى روسيا في ٩ مايو بالدعوة من فخامة الرئيس / فلاديمير بوتين – رئيس روسيا الاتحادية للمشاركة في الاحتفال بالذكرى ال٨٠ للنصر على النازية الألمانية. وعلاوة على ذلك، مشى الجنود المصرية في صف واحد مع الجنود الروسية خلال العرض العسكري في الساحة الحمراء في موسكو.
بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية أتمنى للأصدقاء في مصر والدول الأخرى بالنجاح في جميع الاتجاهات والسلام والمزاج الجيد. وانا مقتنع باننا مشتركا سنكون قادرين على التغلب على جميع الصعوبات وتحسين الحياة على الأرض.