طيار يكشف سيناريوهات سقوط الطائرة الهندية.. كارثة في علم السلامة
قدّم الطيار محمود القط خبير شئون سلامة الطيران، تحليلاً دقيقاً بشأن سقوط الطائرة الهندية اليوم، موضحاً أن المعلومات المتوفرة في هذا الحادث تؤكد أن ما وقع هو حادث غير طبيعي وعارض، خاصة وأن الطائرة سقطت بعد الإقلاع بخمسة دقائق فقط في منطقة مأهولة بالسكان، وهذا يعني أنه حدث غير طبيعي وأن الطيار كان خارجاً عن السيطرة على الطائرة.
وفق محمود، فإنه في حالة حدوث طوارئ لأي طائرة دائماً ما يكون لدى الطيار مجموعة من الإجراءات التي يتبعها على الفور، أولها إبلاغ الرقابة الجوية ويطلب أن يكون على ارتفاعات معينة، خاصة مع كونه قريباً من مطار الإقلاع الأمر الذي يعني أنه لديه القدرة على العودة مرة أخرى للمطار.
أول إبلاغ للطيار
وأوضح خبير شئون سلامة الطيران، أن أول إبلاغ للطيار قبل سقوط الطائرة بدقيقة واحدة ونزوله في منطقة مأهولة بالسكان هذا يعني أن الطائرة بالكامل خرجت عن السيطرة، وقد يكون السبب هو عيب كهربائي أو هيدروليكي، مؤكداً أن التحقيقات هي التي توضح الأسباب الكاملة والنهائية.
وعن الشركة الهندية مالكة الطائرة، أكد الطيار محمود القط، أن الشركة الهندية شركة عريقة وكبيرة وقليلة الحوادث، وآخر حادث لها كان كبيراً كان منذ 15 عام وهو أمر يدل على قدرة الشركة للحفاظ على سلامة الطيران وارتفاع معدلات الصيانة، وبالنسبة للطيارين، فهم من أصحاب الخبرات والكفاءة وسجلهم في الطيران مشهود له بالكفاءة بعد فحص سجلات الطيران الخاصة بهم.
وحول الطائرة نفسها ذكر خبير شئون سلامة الطيران، أن الطائرة حديثة وموجودة في الأسواق العالمية وحسنة السمعة: "صحيح مرت ببعض الأزمات وتم إيقاف عملها منذ عامين ولكن لم تمر بحادث كبير مثل ما وقع اليوم"، لافتاً إلى أن التحليل المبدأي للأمور يوضح ابتعاد أي سيناريوهات خاصة بخطف الطائرة أو تعرضها لهجوم سيبراني.
معدلات السلامة الجوية
وأوضح أن مختطف الطائرة يريد فقط ذهابها إلى منطقة معينة غير مأهولة بالسكان ولكن الطائرة اليوم سقطت في منطقة مأهولة بالسكان، مستبعداً أي تعرض الطائرة لأي انفجار لأنه منذ رصدها بالردار إلى أن سقطت على الأرض لم يظهر عليها أي شئ من هذا القبيل، أما مسألة الهجوم السيبراني، فالنظريات تؤكد على أنه مهما زادت التقنيات فالحل دائماً ما يكون في يد الطيار في النهائية للسيطرة على الطائرة.
ونوه إلى أن ما حدث وفق معدلات السلامة الجوية يسمى بكارثة فالكارثة أكبر بكثير من الحادث، وهو ما تؤكده إعلان السلطات المختصة بأنه لا يوجد أي ناجي من الطائرة.