جنازة شعبية لضحية ”عيادة الموت” بالمحلة وملاحقة الجراح المزيف بعد فراره

شهدت محافظة الغربية، حالة من الغضب الشعبي عقب وفاة شاب يُدعى "محمد ربيع" نتيجة عملية جراحية بالبواسير أجريت له داخل عيادة غير مرخصة لإجراء مثل هذه العمليات، وعلى يد طبيب غير متخصص في الجراحة.
وفي هذا السياق، أعلنت نقابة الأطباء بالغربية أنها تتابع الواقعة عن كثب، وأكد الدكتور بهاء توفيق، نقيب الأطباء بالمحافظة، أن القانون واضح وصريح في هذا الشأن، إذ يمنع تمامًا إجراء أي عمليات جراحية داخل العيادات الخاصة، ولا يسمح بها إلا داخل مستشفى أو مركز طبي مرخص من وزارة الصحة.
وأضاف أنه في حال ثبوت المخالفة، سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق الطبيب المسؤول.
وكشفت التحقيقات الأولية أن الطبيب "ف. ج"، الذي يحمل ترخيصًا كممارس عام منذ أكثر من 20 عامًا، أجرى عملية بواسير للمتوفي رغم كونه متخصصًا في التخدير فقط وليس الجراحة، الأمر الذي تسبب في مضاعفات خطيرة للمريض انتهت بوفاته بعد أيام من النزيف.
وفور علمه بوفاة الشاب، أغلق الطبيب عيادته بالأقفال والجنازير، واختفى عن الأنظار، وسط حالة من الصدمة والحزن بين أهالي مدينة المحلة الكبرى، الذين وصفوا العيادة بـ"عيادة الموت".
وقد أمر الدكتور أسامة بلبل، وكيل وزارة الصحة بالغربية، بتشكيل لجنة من إدارة العلاج الحر لمعاينة العيادة والتحقق من تراخيصها ومباشرة التحقيقات اللازمة.
وأكدت اللجنة، خلال زيارتها للموقع، أن العيادة مغلقة بالكامل، وأن الطبيب أغلق هاتفه الشخصي وغادر المنطقة.
وقد بدأت الجهات المعنية في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الطبيب، مع إحالة الواقعة للنيابة العامة، خاصة بعد عرض جثمان الشاب على الطب الشرعي بمستشفى المنشاوي بطنطا لتحديد أسباب الوفاة بشكل دقيق.
وقد شيع المئات من أبناء المحلة عقب أداء صلاة الظهر بمسجد الششتاوي، جنازة الشاب محمد ربيع ضحية التزييف الطبي، وسط مشاركة أقاربه وأصدقائه حتى دفن بمثواه الأخير بمقابر أسرته وسط الدعوات له بالرحمة والمغفرة.