النهار
الخميس 5 يونيو 2025 05:09 صـ 8 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

سائق يضحي بنفسه لمنع كارثة بمحطة وقود في العاشر من رمضان.. طار بالنيران بعيدا عن البنزين

لم يتردد لحظة واحدة، فبين ألسنة اللهب والدخان الكثيف، اتخذ السائق خالد عبدالعال قرارًا بطوليًا قد يكلّفه حياته، حين قاد سيارته المشتعلة بعيدًا عن محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان، منقذًا المئات من كارثة محققة.


الواقعة المؤلمة تعود إلى السبت الماضي، حين اندلعت النيران في مؤخرة شاحنة وقود كانت داخل محطة بنزين بالمجاورة 70، نطاق قسم ثانٍ العاشر من رمضان، أثناء تزويدها المحطة بالبنزين. وربما سخونة شديدة في التانك تسببت في انفجاره المفاجئ، ما أشعل النيران في الشاحنة وهدد بانفجار كامل للمحطة وإزهاق أرواح المئات.


في لحظة فارقة، صعد خالد عبدالعال إلى مقعد القيادة، وأدار المحرك، ثم انطلق بالشاحنة المشتعلة خارج المحطة محاولًا الوصول إلى منطقة خالية. لم يفكر في جسده الذي بدأت ألسنة اللهب تلتهمه، بقدر ما ركّز على إنقاذ أرواح المواطنين المحيطين.

وقد نجح بالفعل في قيادة الشاحنة لمسافة آمنة، مما قلل من حجم الخطر وسهّل مهمة قوات الحماية المدنية التي دفعت بـ4 سيارات إطفاء، وتمكنت من السيطرة على الحريق قبل امتداده.


أسفر الحادث عن إصابة أربعة أشخاص، كان من بينهم خالد، الذي نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد إصابته بحروق شديدة غطت أجزاء متفرقة من جسده، وذابت ملابسه بفعل النيران.

وصفه المواطنون بـ"البطل الفدائي"، مشبهين ما فعله بـ"معركة استمرت ثوانٍ أنقذت مدينة بأكملها". تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور السائق المصاب، مصحوبة برسائل دعم ومطالبات بتكريمه رسميًا، وعلاجه على نفقة الدولة. وبالفعل، استجابت مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق لاستغاثات المواطنين، واستقبلت خالد لتلقي الرعاية اللازمة.


كانت غرفة العمليات بمديرية أمن الشرقية قد تلقت بلاغًا بالحريق، وعلى الفور تحركت القوات لموقع الحادث. وتم تحرير محضر بالواقعة، فيما تباشر النيابة العامة تحقيقاتها لكشف أسباب الانفجار.