النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:54 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الحوار.. يناقش مستقبل الشرق الأوسط بعد عام من طوفان الأقصى

نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، حلقة نقاشية بعنوان (الشرق الأوسط وحافة الهاوية...إلى أين؟) بالتزامن مع العام الأول على طوفان الاقصي؛ بحضور لفيف من المختصين في شان الشرق الأوسط؛ حيث أكد الدكتور أسامة شعث أستاذ العلاقات الدولية أن الأرقام والاحصائيات في تزايد مستمر، ومن أخطر تلك الاحصائيات أن ما يعادل 90% من ضحايا الحرب على غزة من المدنيين العزل، في إشارة إلى كارثية الأوضاع في القطاع، مشيرًا إلى أن التحركات الدولية والإقليمية لابد أن تكون أكثر حزمًا لإيقاف إطلاق النار؛ خاصة وأن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد على أن إسرائيل لا تريد حتى هذه اللحظة سلام حقيقي، وأول هذه المؤشرات سياسات التجويع التي تتبعها ضد سكان القطاع لإجبارهم على إتباع إحدي أسلوبي التهجير سواء كان طواعية أو قسريًا.
في حين بينت الدكتورة إيمان عبد الحليم مختصة في الشأن الإيراني أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط كشفت عن مجموعة من الحقائق، والتي على رأسها أن ايران اتبعت سياسة حذرة ومتوازنة في ردها على إسرائيل في خضم المواجهات الأخيرة بينهما. وأكدت على أن الداخل الإيراني لم يتبني سياسة مخالفة، بل مازال متوخيًا للحذر من تصعيد الهجوم ضد إسرائيل.
بينما أوضح الدكتور مدحت حماد أستاذ الدراسات الإيرانية أن هناك مستويين عند الحديث عن أزمات منطقة الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بالمواجهات بين إسرائيل وإيران؛ أولهما المواجهات بين دولة الاحتلال وحماس وغيره من التنظيمات الأخرى؛ وهو شكل من أشكال المواجهة الغير مباشرة، وثانيهما المواجهة المباشرة بين البلدين. كما أن عملية طوفان الأقصى أتاحت الفرصة لتحقيق مكاسب استراتيجية أمام ثلاثة أطراف وهم (إيران_إسرائيل_حماس)، وهذه المكاسب الاستراتيجية بدورها ستؤثر على خارطة تفاعلات الشرق الأوسط.
في إطار متصل أشار الأستاذ هاني الجمل خبير في الشأن الدولي أن المنطقة تشهد حروب وصراعات وأزمات متتالية قد تؤدي إلى الانفجار المتسلسل؛ ترتب على ذلك أن الإقليم بات في حالة ذروة انتشار عسكري طارئة كاستجابة للأوضاع الأمنية، كما أن أحداث المنطقة تفرض نفسها على أجندة الولايات المتحدة الأمريكية، مع اعتبارها مرحلة فاصلة في سياساتها تجاه منطقة الشرق الأوسط، وكيفية تعاملها لتهدئة تأزم الأوضاع الحالية التي تشهدها المنطقة.
وحول لبنان شارك عبر الزوم الدكتور خالد زين الدين خبير في العلاقات الدولية، وقد إلقاء الضوء على ما يحدث في عدد من دول المنطقة وليس في فلسطين فقط؛ مؤكدًا على أن هناك حرب شاملة لإضعاف الدول العربية على وجه الخصوص، خاصة وأن الحزب الحاكم في الداخل الإسرائيلي يهدف بشكل أساسي وقاطع إلى تأسيس دولة على أسس متطرفة وعنصرية على أسس دينية، بالإضافة إلى مطامع قوي كبري عالمية في دول المنطقة، وهو ما يمكن أن يفسر الاحداث المشتعلة بشكل متوالي في منطقة الشرق الأوسط.
بينما أشار الدكتور موسي عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين السوريين عبر الزوم إلى أن إسرائيل تعمل وفق خطة ممنهجة للإطاحة بالدول العربية واحدة تلو الأخرى، وبأساليب مختلفة، وهذا بدوره يستلزم وعيًا والتفافًا حول رؤية عربية موحدة لدفع هذا المخطط وإفشاله. وإسرائيل تحرص على الأخذ بكافة أسباب الصراع وفتح أبوابه على مصراعيه، لتكون حرب شاملة تحقق منها طموحاتها، ومن هنا تصبح الحاجة إلى مزيد من التكاتف وتوحيد الصوف بين الأقطار العربية؛ أكثر إلحاحًا، لضمان حلول سلمية وفعالة للأزمات المتتالية، ولحماية مستقبل الأجيال القادمة.
وفي ذات السياق بينت الدكتورة سحر عبد الرحيم مدير تحرير مجلة آفاق اقيلمية وعربية أت أن إسرائيل لن تستهدف العراق على أقل تقدير في الفترة الحالية، وذلك لتخوفها من تكتل الفصائل العراقية ضدها، ولحين الانتهاء من العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الامريكية. وفي إشارة هامة إلى أن دول المنطقة لابد أن توجه اهتمامًا أكبر لتطوير تمكينها التكنولوجي، نظرًا أن الصراعات في المنطقة وخارجها لم تعد تقتصر على الجيوش والقوة العددية والعتاد فقط؛ بل أصبحت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عاملًا مؤثرًا أيضًا.
بينما أكد الدكتورة نانيس فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن اليمن تعاني أزمة حقيقية متصاعدة نتيجة عملية طوفان الأقصى، بعد أن كادت البلاد تشهد سلام واتفاق بين الأطراف المتنازعة، يعفيها من استمرار تجرع الخسائر على كافة الأصعدة بسبب النزاع، عادت الحوثيين للدفاع بقوة عن حماس وضرب الملاحة في البحر الأحمر، حيث قُدرت السفن التي استهدفتها جماعة الحوثي من بداية الرد على إسرائيل حتى الآن؛ نحو 193 سفينة. مؤكدة على أن هذا أثر بصورة سلبية بالغة على الاقتصاد المصري بتقلص عوائد قناة السويس.
وفي سياق الجلسة النقاشية التي نظمها المركز عقب اللواء أ.ح حمدي لبيب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية على أن الصراع الإسرائيلي مع دول المنطقة يتطلب إعادة ترتيب الأولويات لدي دول المنطقة، وفتح الأنظار على المخططات الإسرائيلية والغربية التي تستهدف أمن واستقرار وخيرات المنطقة، في حين أكد اللواء أحمد ونيس مدير معهد المخابرات الحربية سابقًا ومستشار المركز على ضرورة تكاتف الصفوف العربية كما حدث في أكتوبر إذ أن الاخر لا يرغب في وجود وحدة عربية وعمل على تفيت أي توحد عربي منذ حرب أكتوبر 1973، موصيًا بضورة أن يلعب الاعلام العربي دورًا في خلق الوعي العربي بالمخاطر المحيطة بالدول العربية وخلق قيادات عربية إعلامية تنقل الواقع العربي والإقليمي، وجدير الذكر أن الندوة قد ادارها الدكتور هيثم عمران مدرس العلوم السياسية والقانون الدولي بجامعة السويس مؤكدًا على أهمية الحلقة النقاشية التي ينظمها المركز في توقيت حساس يشهد حالة من التجاذبات وارتفاع معدلات التصعيد الإقليمي.