النهار
الخميس 29 مايو 2025 06:48 صـ 1 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

ومحللون: عدوان وشيك على غزة ..

قائد كتيبة غزة بجيش الاحتلال يهدد بدموية الحرب القادمة ضد غزة

صورة أرشيفية للعدوان الاسرئيلي الأخير على غزة فى أواخر 2008
صورة أرشيفية للعدوان الاسرئيلي الأخير على غزة فى أواخر 2008
وصف قائد كتيبة غزة التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية الاسرائيلية العقيد ايل ايزنبورغ جولة القتال القادمة التي قد تندلع في غزة بالعنيفة والدموية والقاسية والمعقدة، لكنها ستشكل ضربة قاسمة ومدمرة لحماس مشبها الحرب القادمة بالنسبة لاسرائيل واستعداها لتقديم التضيحات الكثيرة والغالية بـحرب الاستقلال 2010.وأضاف قائد كتيبة غزة الذي كان يتحدث في مقابلة مع موقع يديعوت احرونوت الالكتروني الناطق بالعبرية، نشرت الجمعة : اذا ما وصلت الامور بين اسرائيل وحماس الى جولة قتال جديدة فستكون هذه الجولة قاسية جدا وكبيرة جدا ومؤلمة ومع محاولة الطرف الاخر اطلاق نار مكثف باتجاه الداخل الاسرائيلي فستقع اصابات لكننا مستعدون جيدا لهذه الاحتمالات ومن المحظور علينا ان نسلم بأي خرق للهدوء القائم وعلينا العمل بكل قوة حين يقع مثل هذا الخرق.واعتبر قائد كتيبة غزة ان اهداف عملية الرصاص المصبوب والمتمثلة بخلق واقع امني جديد قد تحققت لكن الهدوء السائد هشا وعلينا ان نرى بحماس عنوانا وحيدا بغض النظر عن الجهة التي تقوم باطلاق الصواريخ خاصة وانها اثبت في الماضي قدرتها على منع اطلاق الصواريخ لهذا نعتبرها العنوان المسؤول وحين يقع الخرق نقوم بايصال رسالتنا لها من خلال مهاجمة بعض الاهداف.إلى ذلك أكد خبراء ومحللون سياسيون أن المؤشرات والدلائل تشير إلى أن الأمور لا تنبئ بخير وأن تعزيزات وتحضيرات جيش الاحتلال العسكرية على الجبهتين الجنوبية والشمالية تأتي تحسباً لأي طارئ قد يحدث، مشددين على أن الخيار العسكري مطروح بقوة في أروقة المجلس الوزاري المصغر لدولة الاحتلال وبحاجة فقط لضوء أخضر أمريكي وتهيئة الرأي العام الدولي وتوقع الخبراء والمحللون السياسيون أن تقوم دولة الاحتلال بشن عدوان جديد على قطاع غزة، دون أن يصل بالضرورة إلى حرب واسعة إلا في حال أن يكون ذلك ضمن حرب إقليمية.وفي هذا السياق، قال الدكتور ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة إن خيار الحل الأمني والعسكري هو خيار ثابت ويأخذ أولوية لدى قادة دولة الاحتلال. مبيناً أنه ليس بالضرورة أن يأخذ العدوان شكل الحرب الواسعة على غرار الحرب الماضية على غزة، إنما قد تتمثل في صورة اغتيالات وقصف مكثف واحتلال جزئي لمناطق .وأوضح د. شراب أن إسرائيل لن تسمح بتحويل قطاع غزة لثكنة عسكرية تشكل خطورة عليها، لذلك فإنها تحاول تأليب الرأي العام الدولي والمحلي ضد القطاع، مشدداً على أن الخيار العسكري مفتوح على مصراعيه ومن السهل على العدو الصهيوني أخذ قرار بالحرب، لكن من الصعب تقرير وقفها .وجاء في تقرير أمريكي أصدره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط ونشرت بعض أجزائه صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية أن إسرائيل تخطط لاحتلال كامل قطاع غزة والقضاء على حركة حماس هناك إلى جانب احتلال أجزاء هامة وجوهرية من لبنان، مشيراً إلي إن الجيش الإسرائيلي سيحاول تحسين أدائه العسكري مقارنة بما خاضه خلال الهجوم على غزة في 2009.وحذر التقرير من أن الحرب الإسرائيلية المحتملة على لبنان لن تكون كحرب تموز 2006 بل ستكون مصيرية وستغير وجه المنطقة برمتها, مضيفاً أن إسرائيل تعد الآن لحرب متعددة الجبهات من شأنها أن تؤدي إلى احتلالها لمعظم أراضي قطاع غزة إن لم يكن كلها خلافاً لعدوانها على القطاع في شتاء 2008 ـ 2009.وجاء في التقرير الذي حمل عنوان إن وقعت الحرب إسرائيل ضد حزب الله وحلفائه أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة التحالف بين حماس وحزب الله وسورية،موضحاً التقرير أن إستراتيجية إسرائيل العسكرية ستقوم على استخدام سلاحها الجوي وبحريتها على نحو هائل لتدمير شبكة حزب الله الصاروخية وستعمل في الوقت نفسه على ردع سورية عن المشاركة في الحرب.وبيّن أستاذ العلوم السياسية لـاستقلال أن غزة لن تكون بمنأى في حال اندلعت حرب إقليمية وأن الرد الاسرائيلي على صواريخ المقاومة سيكون عنيفاً جداً، داعياً المقاومة الفلسطينية للمحافظة على قوتها وجهوزيتها لصد أي عدوان محتمل وسحب الذرائع من العدو بتوجيه ضربة قوية لغزة.بدوره أكد الخبير في الشأن الاسرائيلي المحلل إبراهيم جرايسي أن الحرب واردة في أي لحظة ومطروحة بشكل شبه دائم على أجندة القيادة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، مبيناً أن الاحتلال ينتظر الفرص المناسبة لتوجيه عدوانه الجديد ضد الشعب الفلسطيني .وشدد الخبير جرايسي على أن قادة دولة الاحتلال يتعطشون للدماء ولا يرغبون بمرور فترة من الوقت دون ارتكاب مزيد من جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، منوهاً إلي أن الحرب تخضع فقط لحسابات عسكرية داخلية والمطلوب هو الجاهزية التامة من قبل الفصائل الفلسطينية لمواجهة كافة الاحتمالات المستقبلية .وأشار جرايسي إلي أن الاحتلال لم يوقف عدوانه على قطاع غزة، لكنه يأخذ أشكالاً متعددة، موضحاً أن استمرار الحصار والتجويع لأطفال القطاع هو أخطر أنواع الحرب والعدوان التي يحاسب عليها القانون الدولي .وشكك الخبير جرايسي في صحة إدعاءات العدو حول امتلاك المقاومة صواريخ ووسائل قتالية تشكل خطورة على كيانه، مبيناً أن إسرائيل تسعى لاختلاق الذرائع أمام الرأي العام لتبرير عدوانها المرتقب ضد غزة .وهدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي ووزير البيئة الإسرائيلي جلعاد إردان بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة شبيهة بعملية الرصاص المصبوب في حال استمر إطلاق القذائف من القطاع على مناطق إسرائيلية.من جهته استبعد الدكتور محمود يزبك أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة حيفا قيام الاحتلال بشن عدوان واسع على قطاع غزة على غرار الحرب الماضية في شتاء 2008م، مؤكداً أن تصاعد عمليات القصف المتزامنة مع تعزيزات عسكرية صهيونية على طول القطاع تأتي من أجل إيجاد قوة ردع كافية في حال واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على البلدات والمدن الاسرائيلي.وأشار د. يزبك إلى أن المؤشرات والدلائل لا تنذر بقرب اندلاع حرب واسعة، مستدركاً كلامه لكن ذلك لا يعني أن دولة الاحتلال لن ترد بقوة على عمليات إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة، مشدداً على أن إسرائيل تحاول تضخيم وتهويل الخطر الذي تتعرض له من أجل الحصول على شرعية دولية لضرب قطاع غزة ضربة موجعة تخلط حسابات الفصائل وتحد من تسليحها العسكري المتنامي.وتوقع يزبك أن يكون رد دولة الاحتلال قاسيا وعنيفا على أي صاروخ يطلق من غزة فيما لو شنت إسرائيل حربا على إيران أو حلفاءها.