النوبيون .. هل تستطيع »كتالة« إعادة توطينهم والاعتراف بالتاريخ واللغة؟

المظاهرات المتعددة التي شهدتها القاهرة قبل عدة أسابيع تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة للنوبيين المصريين، الذين طالبوا بفتح ملف المسألة النوبية في مصر، وهو أحد الملفات العالقة منذ بداية الثورة حتى الآن.
وقال تقرير نشره موقع "دوتش فيله": "تعود بدايات المسألة النوبية إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حينما تم تهجير أهالي النوبة من أرضهم التي عاشوا فيها لآلاف السنوات من أجل بناء خزان أسوان، كما تم تهجير من تبقى منهم في الستينيات لبناء السد العالي، إذ غرقت القرى النوبية تحت مياه بحيرة ناصر، ودأبت الحكومة المصرية على اختصار المسألة النوبية في الخلافات على مقدار التعويض الذي تُدين به الحكومة للنوبيين، لكن المظاهرات التي نظمها عدد من الرابطات النوبية مؤخرًا حملت مطالب أخرى، على رأسها المطالبة بالحقوق الثقافية والسياسية"، ويوضح منير بشير، رئيس رابطة المحامين النوبيين، أبعاد تطورات القضية النوبية في العامين الماضيين، إذ يقول: "كل ما يتعلق بالقضية النوبية تتعامل معه الدولة بقرارات استثنائية وليس بقوانين واضحة ومعلنة، وطالبنا في هذا الشق بقانون لإعادة توطين النوبيين على بحيرة ناصر، حيث كانت أراضيهم"،
ويضيف بشير، أن الرابطة تقدمت بالقانون لمحمد جاد الله، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، والذي رحب به ووعد بتبني الرئاسة للقانون، إلا إن الموضوع بقي دون تجاوب من قبل مؤسسة الرئاسة حتى اللحظة، ويتابع المحامي النوبي بالقول: "طالبنا أيضًا بهيئة عليا لتنمية النوبة وجنوب الوادي، مثلما حدث في سيناء، لكن حتى هذا أيضًا لم يصلنا رد عليه، رغم عشرات اللقاءات التي تواصلنا فيها مع رئاسة الوزراء ومستشاري الرئاسة".
وأضاف التقرير : "لكن عدم تجاوب الجهات الحكومية مع مطالب النوبيين لم يكن السبب الوحيد الذي دفعهم للتظاهر أمام مبنى مجلس الشورى، فطوال الفترة التي تلت الثورة، يعانى النوبيون من تهميش سياسي غير مسبوق، إذ جرت العادة في النظام السابق على تمثيل النوبة في مجلس الشعب بمقعدين، لكن بعد الثورة تم تغيير الدوائر الانتخابية ودمج النوبة في الدائرة الانتخابية الخاصة بمحافظة أسوان، وفي هذا السياق، يقول بشير: "يبلغ مجموع أصوات النوبة 800 ألف صوت، وهو نفس عدد الأصوات في دائرة دمياط، لكن بينما يتم تمثيل دمياط باثني عشر مقعدًا، يتم تمثيل النوبة بستة مقاعد فقط، الرئيس مرسي كان قد وعد النوبة بتمثيلهم في مجلس الشورى، لكن هذا لم يتحقق".