الثلاثاء 7 مايو 2024 09:35 مـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تأجيل محاكمة سائق لإتهامه بقتل شخص والشروع في قتل شقيقه بقليوب ل9 مايو المقبل المشدد 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنية لسائق لإتجارة في الهيروين المخدر بالعبور البرلمان العربي يشارك في أعمال الدورة الخامسة لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد المشدد 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنية لعامل وعاطل لإتجارهم في الحشيش بالعبور بمشاركة 20 شركة صناعية: إفتتاح ملتقى لتوظيف الخريجين بعلوم بنها المشدد 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنية ل3 أشخاص لإتجارهم في المواد المخدرة بالخصوص المشدد 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لسائق لإتجاره في الحشيش بالقليوبية فوربس تختار كامل أبو علي ضمن أقوي قادة السياحة والسفر في الشرق الأوسط الاهلى يتفوق بثلاثية نظيفة على الاتحاد فى الشوط الاول ”الجيزاوي” يقدم التهنئة لنيافة الأنبا مرقص مطران شبرا الخيمة بمناسبة عيد القيامة المجيد حريق يلتهم أثاث شقة مفروش بقرية الشرق الأوسط بالاسماعيلية رئيس مياه القناة : بدأنا مراحل غسيل الشبكات والتأكد من جودة مياه الشرب بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد

المحافظات

أمراء الدول شاركوا في حفل إعادة افتتاح مسجد أبي العباس

يعتبر مسجد أبو العباس المرسي أشهر مساجد الإسكندرية بلا منازع، ليس فقط الشهرة وأهمية أبي العباس المرسي إنما لأنه إحتل على مر التاريخ مكانة دينية وإجتماعية كبيرة بين أهل الإسكندرية فإرتبط المسجد بوجدان أهل الإسكندرية

فيقيمون فيه أفراحهم ويصلون فيه على متوفيهم، ويفرحون فيه في أعيادهم ويُفرحون أبنائهم بزيارة الإحتفال بمولد أبي العباس حول مسجده.

هذا بالإضافة إلى كونه عمارة إسلامية فريدة من تخطيط مثمن إلى زخارف اندلسية وتأثيرات أيوبية، فيجد كل زائر للمكان مبتغاه.

لذا يتحدث الدكتور إسلام عاصم عبد الكريم أستاذ الحضارة والأثار الإسلامية

بالمعهد العالي للسياحة والفنادق بالإسكندرية لجريدة النهار..عن تاريخ نشأة

المسجد والمراحل التي مر بها عبر التاريخ *

تاريخ بناء المسجد:

عرض النص المقتبس

*من هو أبي العباس المرسي؟

هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن محمد الخزرجى الأنصاري المرسي

البلنسي وينتهي بنسبه إلى الصحابي الجليل سعد بن عباده كبير الأنصار وسيد

الخزرج، ولد في مرسيه بالأندلس عام 616هـ/1219م ونشأ بها - وإليها نسب أبو

العباس. ظهر ميله إلى الصوفية وهو لا يزال صبيا،وفي عام 640هـ/1242م قرر والد

أبو العباس الحج هو وأسرته،ولكن أثناء رحلتهم البحرية تغرق السفينة لينجو هو وأخيه فقط،ثم يتجها إلى تونس التي فيها إختار أبو العباس حياة التصوف وإتجه

إلى تعليم الصبية وكان ذلك في مكتبا أخذه في زاوية الفقيه محرز بن خلف.

وفي تونس وصل إلى أسماعه شهرة الشيخ أبو الحسن الشاذلي، ودعي إلى زيارته إلا

أنه لم يذهب إلا بعد أن رى رؤية طمأنته إلى زيارته وتلقي علوم الدين علي

يديه،فتفقه علي يديه ولازمه، حتي توطدت العلاقة وإتخذه الشاذلي كتلميذ فزوجه

من إبنته التي أنجب منها بعد ذلك جمال الدين محمد وأبي العباس أحمد وبهجة التي

زوجها ياقوت العرشي. ونظرا لما لاقاه الشاذلي من مكاره ومفاتن في تونس فقرر

الإتجاه إلى الإسكندرية مع أبو العباس في عام 642هـ/1242م، وإتخذوا دارا ناحية

كوم الدكة، وكان جامع العطارين هو مكان مجالس العلم وحلقات الدرس التي كان

يلقيها الشاذلي، وكانا يذهبان إلى القاهرة ليدعوا فيها ثم يعودا إلى

الإسكندرية،وفي عام 646هـ /1246م قدم الشاذلي أبو العباس وأعلن خلافته له، قام

أبو العباس بنشر الطريقة الشاذلية بجانب عمله كمعلم ومرشد وعالم ومهذب

لطلابه،فقد حمل لواء الدعوة بعد الشاذلي أكثر من ثلاثين عاما حتى توفي في 25

ذي القعدة 686هـ/1287م عن عمر يقرب على السبعين عاما، وخرج من تحت يديه أقطاب

وعلماء أمثال البوصيري وياقوت العرش وتاج الدين أبي العباس احمد(ابن عطاء الله

السكندري).

(الوصف المعماري )

المسجد مرتفع عن الأرض إذ يصعد إليه بسلم – يشغل أسفله أضرحة عدد من الأولياء

والبدروم- وهو مثمن الشكل متساوي الأضلاع من الداخل، ويعد بذلك أول مسجد من

نوعه من حيث التخطيط في مصر، واقدم مثال للتخطيط المثمن في العمارة الإسلامية

هو في قبة الصخرة بالقدس والتي تعود لعام 72هـ/691م، وبكل جانب من الأربعة

جوانب المحورية دعامتان، وبإزائها ستة عشر عمودا، تحمل ثمان عقود، والتي تحمل

بدورها السقف والشخشيخة، وفي كل ركن من الاركان الاربعة المحورية للمسجد، يوجد

قبة، تعلو الغربية منها ضريح أبو العباس المرسي، وملحق بالمسجد مصلى

للسيدات(مكتبة المسجد حاليا)،والسبيل والكُتاب والميضأة، كما يحيط بالمسجد من

الخارج في الأربعة زوايا حديقة.

يتوج واجهات ومداخل المسجد شرفات حجرية ذات أشكال هندسية ،يحملها صف من

المقرنصات التي دلاياتها تنتهي بشكل عمود مكونا شكل بائكة، ويدور أسفل تلك

الزخارف إفريز به بحور كتابية محصورة بين جامات مستديرة بها زخارف نباتية تأخذ

اللون الأحمر، إلا أن تلك البحور فارغة مثلها مثل جميع كتابات الواجهة تقريبا

وبعض الكتابات داخل المسجد لم تتم بالرغم من وثائق الاوقاف بها الآيات التي

كان يجب أن تكتب لتشغل تلك الفراغات، إلا أن الحالة الاقتصادية والسياسية

المضطربة للبلاد، ومقدار ما بذل من المال والوقت جعل الإفتتاح الرسمي بعد

ثمانية عشر عاما من صدور أمر بنائه هو نهاية الأعمال به و لو كانت غير مكتملة.

(المئذنة )

تقوم المئذنة على الجهة الشرقية من جدار القبلة، ويصعد إليها من خلال سلم يوجد

إلى يمين الباب الشمالي الغربي، الذي يؤدي إلى السطح ثم من خلال السطح يفتح في

قاعدة المئذنة باب ينزل إليه بدرجتين يؤدي إلى سلم المئذنة الحلزوني الخرساني

الذي يدور حول عامود من الخرسانة، وكانتتلك المئذنة أعلى مبني بالمدينة عند

إنشائها حيث يبلغ إرتفاعها 80 مترا من سطح الأرض، تحمل قمة المئذنة من القلة

النحاسية التي تنتهي بالهلال النحاسي، والذي ركبت بين شعبتيه سارية مانعة

للصواعق، يمتد منها سلك الى الجهاز المثبت تحت جذع المئذنة.

(الأعمدة والعقود)

يوجد بالمسجد ستة عشر عمودا جرانيتي اأحضرت من إيطاليا خصيصا- زنة كل منها 16

طن-لضرورة تقنية إستلزمتها الأثقال الكبيرة الواقعة عليها، إذ قدرت التجارب أن

هذا النوع يصل قدرة تحمله إلى90 كيلوجرام لكل سنتيمتر مربع

(الشخشيخة )

يتوسط سقف المسجد الخرساني الشخشيخة المحمولة على ثمان عقود مدببة، و فتح في

رقبة الشخشيخة أربعة وعشرين شباكا، والشبابيك تنتهي بعقد حدوة الفرس وزخرفت

صنجاتها باللونين الأبيض والأحمر بالتناوب، وزخرفت كوشتي كل عقد بزخارف نباتية

يأطرها جفت لاعب ذو ميمات دائرية، وسقف الشخشيخة ذو زخارف نباتية ملونة من

الأصفر والأخضر والرمادي والبني، والزخارف النباتية تحصرها أشكال زخرفية ، في

حين يتدلى من صرة السقف المركزية المقعرة ثريا مستديرة برونزية ضخمة يتناسب

حجمها مع حجم و إرتفاع المسجد.

(السقف )

السقف زخرف بزخارف بديعة ومتناسقة من زخارف هندسية ونباتية متنوعة، فكل جزء

من أجزاء السقف لوحة فنية مميزة.

(القباب )

كان التخطيط الأصلي للمسجد أن يحل محل الشخشيخة قبة تعلو منتصف بيت الصلاة،

ومن المرجح أن ماريو روسي معماري المسجد قد تخلى عن تنفيذ هذه القبة لأخطاء

حسابية تقنية.

والقباب الأربعة التي في أركان المسجد الرئيسية هي من الخرسانة المسلحة، وكل

منها مكونة من مستويين الأول خارجي، وزخرف بزخارف حجرية هندسية ونباتية بديعة

من الخارج وينتهي كل منها بهلال نحاسي، ويفتح في رقبتها ستة عشر شباك لتمرير

الضوء والهواء الى القسم الداخلي ،وبذلك إستطاع المعماري أن ينقل الضوء

والتهوية من القبة الخارجية إلى القبة الداخلية إلى داخل المسجد، بدون أن ينفذ

ماء الامطار.

(المحراب)

مزخرفبزخارف هندسية منفذة بطريقة الفسيفساء الرخامية، وزخرف أيضا بزخارف

نباتية، و يحد وجه وكوشتي عقد الدخلة جفت لاعب ذو ميمات دائرية، وبه زخارف

كتابية نفذتإسم رسول الله صلى الله عليه وسلم "محمد" أربعة مرات بالخط الكوفي

المربع، وبدن المحراب يغشيه زخارف هندسية منفذة بطريقة الفسيفساء قوامها أطباق

نجمية،وطاقية المحرابزخرفت بشريط أفقي عريض يقطع باطن المحراب ودخلته ويحوي

بحر كتابي قرآني بالخط الكوفي

نصها:"فَنَادَتْهُالْمَلَائِكَةُوَهُوَقَائِمٌيُصَلِّيفِيالْمِحْرَابِ".

(المنبر)

هو منبر خشبي بديع الزخارف، إستخدم في صناعته خشب الزان والعزيزي، وصنعت

حشواته من خشب الجوز التركي، وطعمت الزخارف بسن الفيل والأبنوس، و شرفاته من

خشب الماهوجنا.

-جدران بيت الصلاة:

كسيت جدران المسجد الداخلية بالحجر الاصطناعي في جزئه السفلي- ذوالزخارف

الهندسية والنباتية المتنوعة يتخللها زخارف كتابية نفذت بالخط الكوفي المورق

والمضفر، وإنتشرت البخاريات والأفاريز في النصف العلوي من الجدران إلا أنها

فارغة من أي كتابات، وقد بالمسجد كتابات القرآنية وعبارات الدينيةنفذت بإسلوب

يبرز مدى تأثر الفنان بالزخارف الأندلسية، والعبارات التي إنتشرت على جدران

قصر الحمراء بالأندلس، والتي تعد زخارف مسجد ابي العباس المرسي هي نسخة حديثة

منها، ولا سيما أن صاحب المسجد ذو اصل اندلسي لذا حاول الفنان الربط بين زخارف

المسجد ومنشأ ابو العباس.

(ملحقات المسجد)

-مكتبة المسجد (مصلى السيدات):

يعلو باب الميضأة في الضلع الجنوبي الغربي، مشربية خشبية صنعت من خشب الزان

والعزيزى على الطراز العربي، وقد أنشئ مصلي السيدات بأمر الملك فاروق حيث لاحظ

أن التصميم لا يوجد به مكان للنساء، فقام المعماري بإضافة هذا الجزء فوق

الميضأة، إلا أنه في عام1402هـ/1982م قامت وزارة الأوقاف بتعديل وظيفة مصلى

السيدات إلى مكتبة المسجد، وجعل مصلى السيدات حالياً القسم الأخير من المسجد

حيث المدخل الشمالي الغربي الذي هو حاليا مدخل السيدات إلى المسجد، وفصل بين

هذا الجزء وباقي المسجد بحجاب خشبي، وقام بتحويل مصلى السيدات الأصلي إلى

مكتبة للتراث الإسلامي المخطوط والمطبوع، وتم إعداد المكان من الناحية الفنية

والزخرفية ليكون ذو طابع اسلامي مميز، وجمع فيها كل المخطوطات التي كانت مهملة

في مساجد الإسكندريةالتي نقلت بدورها حاليا إلى مكتبة الإسكندرية.

*-السبيل و الكتاب*

تبعا للتقاليد المعروفة في إنشاء المساجد أن تحتوي على *سبيل* يعلوه* كُتَّاب*،

لذا وضع ذلك في تخطيط المسجد، فأنشئ السبيل بجدار القبلة من الخارج يعلوه صالة

تشرف على الميدان بواسطة مشربية تمثل الكُتَّاب، إلا أن الاوقاف كان قد خططت

ان تكون مكتبة المسجد،والأن هذه الصالة غير مستغلة.

*-البدروم:*

شغل إرتفاع أرضية المسجد عن مستوى الأرض دور أرضي للتهوية أسفل المصلين

ولإستخدامه مخزنا للمسجد، وكانت له فائدة أخرى لم تكن القصد من إنشائه، وهي

عند إشتداد الغارات الجوية على المدينة في فترة الحرب العالمية الثانية إستخدم

كمخبأ فاتسع لثلاثة آلاف شخص.

*(الأضرحة)*

يوجد تحت ساحة المسجد – البدروم- ضريحان أحدهما في الركن الغربي به رفات أبو

العباس المرسي وولديه أحمد أبى العباس ومحمد جمال الدين، وقد شيدت عليه مصطبة-

إرتفاعها 80 سنتيمتر بهما مرقدان مرقد أبو العباس وإلى يساره مرقد ولديه ،

وفوق هذا الضريح من بيت الصلاة ركبت مقصورة من النحاس تحت القبة الغربية

للمسجد ، أما عن من هم مدفونين في الضريح الشمالي، وهم إبن ابي شامة، والإمام

الفقيه إبن الحاجب، والفاكهاني، وشمس الدين اللبان، والأمير قجماس

الاسحاقيوالي الإسكندرية في عصر قايتباي،على أن المدفونين هم شمس الدين اللبان

والقاضي والفاكهاني والسيدة مهجة بنت ابي العباس المرسي وبهجة بنت ياقوت العرش.