الأربعاء 8 مايو 2024 11:39 صـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

”ورطة الفوانيس”.. احتفالات رمضان تهدد خطة ”الكهرباء” وتستنزف الغاز

يحتفل المصريون كعادتهم بشهر رمضان المبارك بالزينة، ويستقبلونه بالفوانيش والأنوار المضاءة فى كل شوارع مصر، وهو ما يتعارض مع خطة الدولة التى تنفذها منذ سنوات والقائمة على تخفيف الأحمال الكهربائية، حفاظًا على الطاقة وتوفيرًا للعملة الصعبة، ولكن الوضع فى شهر رمضان مختلفًا خاصة بعد قرار رئاسة مجلس الوزراء بوقف تطبيق جدول تخفيف الأحمال بداية من أول أيام شهر رمضان المبارك، فكيف تستطيع الدولة مواجهة مخالفات الكهرباء وما هي عقوبة الإنارة بدون عداد؟ وما هي مخاطر زيادة الأحمال؟.

احتفالات المواطنين

يقول أشرف المهدي مهندس سيارات 54 عام، إنه سعيد بقرار الحكومة عدم تخفيف الأحمال خلال شهر رمضان المبارك، لأنه شهر البهجة والتجمعات والزيارات، ولا يمكن إن تفسد الدولة فرحة الناس بالشهر الكريم، ولكن يجب أن يتعامل الناس مع الأمر بشيئ من العقل من حيث ترشيد الاستهلاك، وعدم الإسراف، خاصة أن هناك حالة من عدم إدراك معنى المال العام عند بعض الناس، فيتعاملون مع الماء والكهرباء والغاز بلا مبالاة وإسراف شديد.

فيما يقول "جمال السيد" 34 سنة مهندس اتصالات، إنه حرص على تعليق زينة رمضان مع جيرانه، وتوسطها الفوانيس الملونة، وإنه أوصل كهرباء للإضاءة من خلال مكبس الكهرباء داخل شقته فى الطابق الخامس، مشيرًا إلى إنه يتحمل تكلفة التيار الكهربائي وسعيد بذلك لأنه يري الفرحة فى عيون الأطفال والكبار.

فيما تقول "أم صلاح"، تملك متجر لبيع الحلويات، إن موسم رمضان بالنسبة لها يشهد انتعاشة فى حركة البيع، ولكنها ملتزمة بمواعيد الفتح والغلق المعلنة من قبل الحكومة للمحال التجارية. وعن "فانوس رمضان" الذي تعلقه خارح المحل، قالته أنها توصل له كهرباء من أقرب عامود إنارة، وحينما أخبرناها بأنه مخالف، بررت بأنها لم تكن على علم بذلك، وقررت رفعه وتوصيله بشكل رسمي.

وقف تخفيف الأحمال

رئاسة مجلس الوزراء اتخذت قرار بوقف تطبيق جدول تخفيف الأحمال بداية من أول أيام شهر رمضان المبارك، وكشف مصدر بوزارة الكهرباء، أن هناك تعليمات مشددة صدرت لمركز التحكم القومي للشبكة الكهربائية بالالتزام بقرار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وإن القرار يدخل حيز التنفيز بداية من الشهر المبارك وحتي نهاية إجازة عيد الفطر.

وتابع المصدر، فى تصريحات لـ"النهار"، إن القرارت الخاصة بوقف الأحمال أو إعادتها يتم اتخاذها عن طريق مجلس الوزراء خلال اجتماعات الحكومة، ويتم تطبيقها بالتنسيق مع وزارة البترول.

زيادة استهلاك الغاز

فيما يقول الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة، إن الاستهلاك الزائد للكهرباء خلال شهر رمضان لن يؤدي لمشكلة فى الأحمال ولا الشبكات، ولكنه سيؤدي لزيادة استهلاك الغاز، ومصر لديها استراتيجية لتوفير جزء من الغاز لتصديره، وإحداث نوع من التوازن في الموازنة العامة.

وتابع "سلماوي"، في تصريحات خاصة لـ "النهار"، الحكومة قررت إيقاف عملية تخفيف الأحمال خلال شهر رمضان، كنوع من أنواع التخفيف علي المواطنين خلال الشهر الكريم، ولكن اتجاه المواطنين نحو إضاءة الشوارع بالأنوار والزينة لابد من أن يخضع لشروط التعاقد، فلابد من وجود عداد خاص وتصريح مؤقت من شركة الكهرباء لتعليق الإضاءة، وفي حالة ضبط أى وصلات خارجية فذلك يعتبر جريمة سرقة واعتداء علي شبكه الكهرباء.

وأضاف "سلماوي"، فى حالة قام أحد الأشخاص بفتح صندوق الكهرباء لسرقة التيار وإضاءة الزينة، فهو أولًا يعرض نفسه والمواطنين للخطر، ويضع نفسه تحت طائلة القانون، وإذا تم ضبط من يقوم بذلك يخضع للمحاكمة بتهمة "سرقة التيار"، فالمواطنين لا ينظرون للكهرباء على أنها ملكية عامة، وهذه هى المشكلة.

عقوبة سرقة الكهرباء

فيما يقول عابد كمال الوكيل، المحامي والباحث في القانون الجنائي، إن سرقة التيار الكهربائي هي جريمة من الجرائم التي يعاقب عليها بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين.

وأضاف"الوكيل"، في تصريحات خاصة لـ "النهار"، لابد من مطالبة سارق التيار الكهربائي بسداد قيمة التيار الكهربائي المسروق، بالإضافة إلى سداد ما يساوى ضعف قيمة التيار المسروق كغرامة عن مدة 12 شهرا كحد أقصى، وفى حالة تكرار السرقة تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 200 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين، فى جميع الأحوال تقضى المحكمة بإلزام المحكوم عليه برد مثلي قيمة استهلاك التيار الكهربائي المستولى عليه.

وأضاف الخبير القانوني، المشرع لم يفرق في سرقة التيار الكهربائي بين حسن وسوء استغلالها فهي جريمة صريحة الهدف منها حماية الشخص نفسه، والتي تتمثل في كم المخاطر التي من الممكن أن تنتج من هذه الجريمة، فالمشرع هنا كانت وجهة نظره عامة وليست فقط قاصرة على سرقة التيار الكهربائي، فمن الممكن أن ينتج عن عشوائية سرقة التيار الكهربائي كوارث غير محمودة.

وأختتم حديثه قائلًا، خطورة الكهرباء دفعت المشرع لوضع هذه العقوبات، حتى تكون رادعة لكل شخص تسول له نفسه ارتكاب هذا الفعل، وبالتأكيد أن الشخص الذي يقوم بسرقة التيار الكهربائي لعمل توصيلة لعُقد نور ابتهاجاً بحلول شهر رمضان المبارك أو توصيل إنارة لفانوس زينة يدخل في هذا النص القانوني العقابي، فلا فرق هنا بين شخص سرق تيار كهربائي لمنزله السكني الخاص أو لتركيب عقد إنارة، فكلاهما أمام القانون سواء، وكلاهما ارتكب نفس الفعل وهو سرقة تيار كهربائي.