النهار
السبت 27 يوليو 2024 04:50 صـ 21 محرّم 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

عميد طب المنصورة: ما رأيناه في المصابين الفلسطينيين لا يجب أن يغفل عنه ضمير العالم

لا يمكن أن ينكر أحد ما تقوم به مصر من جهود شاملة لحماية أشقائنا في غزة حماية كاملة، ومن أهمها الرعاية الصحية المتميزة التي تقدمها مصر للمصابين من جراء الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية التي لم يسبق لها أن حدثت على مدار تاريخ الصراعات والحروب.

ألتقت "النهار" د. أشرف شومة عميد كلية الطب بجامعة المنصورة للاطمئنان على المصابين الفلسطينيين من جراء القصف الاسرائيلي لقطاع غزة، صرح د. اشرف شومة ان مستشفيات الجامعه استقبلت 11 مصابا فلسطينيا، وقبل وصولهم الي المنصورة كانوا قد تلقوا بعض العلاج في مستشفيات مصرية أخرى كمستشفى العريش والإسماعيلية، وبعض المصابين حضروا إلينا بحالة مستقرة، والبعض الآخر حضر بحالة ملحة لإجراء عمليات جراحية، وكذلك يحتاجون إلى رعاية طبية دقيقة، استقبل مستشفى الطوارئ الجامعي أشقائنا الجرحى وتم تقسيمهم إلى قسمين، الأول يحتاج إلى تدخل جراحي سريع ورعاية طبية فائقة، والقسم الاخر يحتاج إلى فترة نقاهة بعد اجرائهم لعمليات سابقة في المستشفيات المصرية التي سبق ان اشرت اليه، ونقوم بكامل واجبنا نحوهم.

وعن أعمار المصابين أكد د. شومة أن أعمار المصابين متباينة جدا، أطفالا وكبارا، ذكورا وإناثا، أما عن أنواع الاصابات فمعظمها عظام وتحتاج مسامير وشرائح وتثبيت خارجي، وبعض المرضى حضروا بجروح فيها التهاب بكتيرية، وهناك أطفال مصابين بحروق بعد عمل رقعات جراحية، وهناك اصابات في العين، وإصابات عصبية أدت إلى عدم القدرة على السير، وكذلك إصابات في الفقرات عنقية أو الضفيرة العصبية، وقد قمنا بتحويل المصابين الذين دخلوا مرحلة النقاهة إلى مستشفى الطلبة، وهي مستشفى متميزة جدا داخل الجامعة، ونحن نتابعهم بالزيارة المستمرة، وأطمئنكم أنهم يتلقون رعاية طبية فائقة تناسب حالاتهم، ورغم بشاعة ماحدث ويحدث لهم إلا أننا سعداء بخدمتهم في وطنهم الثاني مصر.

وأوضح دكتور شومة متألما أن اكثر الاصابات موجعة جدا، وخلفها قصص أكثر وجعا، وحين سمعنا من المصابين اسبابها تأكدنا أن ما يحدث جرائم ضد الانسانية حقا، جرائم لا يجب ان يغفل عنها المجتمع الدولي أبدا، هناك مثلا احد المنازل المجاورة لبعض المصابين اصابتها القذائف الإسرائيلية فانهار فوق المنزل المجاور فوق رؤوس كل من كان فيه، قصص مؤذية للغاية، ويجب أن يخجل العالم لوجود مصابين بهذه الصورة، وهم مدنيون وليسوا مسلحين حتى يكون هناك مبرر لقصفهم.

وحول السماح بوجود مرافقين مع الحالات الموجودة بمستشفيات جامعة المنصورة، أفاد د. شومة عميد طب المنصورة بوجود مرافقين، وأحيانا المصاب يكون معه أحد أقاربه كخاله او عمه مثلا وذلك بسبب إنشغال الأم والأب بالاهتمام بأبنائهم المصابين الآخرين المحتجزين بمكان اخر، وقد امر د. شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة أن نرتب للمرافقين والمصابين القادرين على الحركة جولة بنادي جامعة المنصورة وكذلك بالحرم الجامعي، وذلك لإخراج المصابين من حالة الضيق النفسي بسبب الاصابة وبسبب ما رأوه من العدوان الغاشم، أو ان يقوموا بزيارات خارج الحرم الجامعي بما يلبي احتياجاتهم.

وعن عودة المصابين إلى حياتهم الطبيعية، أكد د. شومة عميد طب المنصورة أن الاصابات كانت شديدة، واطمئن الجميع أننا كفريق طبي وتمريضي واداريين قمنا بعمل الجهد اللازم، ولا نغفل مساعدات المجتمع المدني، وهناك مرضى سيخرجون قريبا وستأتي مجموعة جديدة وقدرتنا الطبية تؤكد أننا نقدم لهم رعاية كاملة وفائقة لإزالة آثار العدوان الذي يعدو الأسوأ في تاريخ الظلم على سطح الارض.