الجمعة 10 مايو 2024 06:56 مـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في حوار لـ«النهار»: القضية الفلسطينية لم تغب عن ضمير الأزهر.. وهذه آليات اختيار مبعوثينا للخارج

* إصدارات المجمع تركز على الشباب بأسلوب عصري وسهل

أكد الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن القضية الفلسطينية لم ولن تغب عن ضمير الأزهر الشريف بجميع هيئاته وقطاعاته المختلفة على مر العصور منذ بدايتها، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية ترتبط بدين وشرع وكرامة وعزة، وأن المتتبع للتاريخ يدرك أنه منذ اللحظة الأولى يجد أن الأزهر الشريف بقيادة علمائه عبر عصور مختلفة كان له الحظ الأوفر والنصيب الأكبر في العمل على تبصير الناس بحقيقة هذه القضية، وخصوصًا ما سطره علماء الأزهر الشريف.. جاء ذلك خلال حواره مع جريدة «النهار».. وإلى نص الحوار:

*في البداية.. كيف ترى موقف مصر من دعم القضية الفلسطينية؟

لا شك أن القضيَّة الفلسطينيَّة تمثل أهمية كبيرة للدولة المصرية وللمصريين بجميع فئاتهم وشرائحهم المجتمعية؛ حيث تبذل الدولة المصرية الجهود المختلفة سواء السياسية أو الدبلوماسية أو الشعبية من أجل دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بالإضافة إلى رفع الظلم والمعاناة عن هذا الشعب الأعز.

*وماذا عن دور الأزهر وتحركاته لدعم فلسطين وكشف جرائم الاحتلال الصهيوني؟

القضية الفلسطينية لم ولن تغيب عن ضمير الأزهر الشريف بجميع هيئاته وقطاعاته المختلفة على مر العصور منذ بدايتها؛ فالقضية الفلسطينية ترتبط بدين وشرع وكرامة وعزة، فالمتتبع للتاريخ يدرك أنه منذ اللحظة الأولى يجد أن الأزهر الشريف بقيادة علمائه عبر عصور مختلفة كان له الحظ الأوفر والنصيب الأكبر في العمل على تبصير الناس بحقيقة هذه القضية، وخصوصًا ما سطره علماء الأزهر الشريف؛ فالناظر إلى فتاوى علماء الأزهر الشريف وتراثهم العلمي الزاخر بخصوص هذه القضية؛ يجد عدداً من الفتاوى والبيانات الصادرة عنهم بخصوص هذا الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينيَّة.

كما أن موقف الأزهر من قضية فلسطين لم يكن يوما قاصرًا على ترديد الشعارات كما يدعي البعض، بل اقترن بالفعل والتضحيات الكبيرة التي دلت على حقيقة الجهود المشرفة التي قام بها الأزهر وعلماؤه وطلابه من أجل قضية فلسطين؛ فمنذ ظهور الأطماع الصهيونية بشكلها القبيح في فلسطين، لم يمل الأزهر الشريف من الدفاع عن قضيتها بكل السبل بوصفها قضية محورية لمصر، وكان لعلماء الأزهر وطلابه مواقف مشرفة مع فلسطين.

*ما أهمية افتتاح فرع مجلس حكماء المسلمين في كازاخستان؟

أُنشئ المجلسُ رغبةً في الدعوة إلى أن العالَم يتسع لأن يعيش الإنسان بجوار أخيه الإنسان، اعتمادًا على حوار رشيد، واعتمادًا على سُنة التباين الكونية، وسُنة الاختلاف الإلهية، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس المجلس، والذي يولي هذا المجلس أهمية بالغة؛ نظرًا لثقته فيه وفي أعضائه، وإيمانه بأدواره المهمة التي تفيد البشرية وتسهم في القضاء على آلامها، وإيجاد حلا لمشكلاتها.

كما وقع الاختيار على دولة كازخستان لتكون مقرًّا لمجلس حكماء المسلمين وسط آسيا، لموقعها المتفرِّد؛ إذ تمتزج فيه الثقافاتُ والديانات والمعتقدات امتزاج تكامل وتعاون.

*هل تواكب الخطة الدعوية للمجمع مستجدات الأحداث والقضايا الراهنة؟

يسير المجمع وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على النهوض بالخطاب الدعوي، حيث يركز على كل القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر وأهمها القضايا الفكرية والمجتمعية، حيث تهدد هذه القضايا المجتمع من مختلف الاتجاهات ولذلك فإنها في حاجة إلى مزيد من المعالجات البحثية لها والخروج برؤى ونتائج تسهم في بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذي يحقق آمالهم ويلبي احتياجاتهم.

كما يعمل المجمع من خلال وعاظه وواعظاته على النهوض بالخطاب الدعوي على أرض الواقع، بتضييق الخناق على الدخلاء في المجال الدعوي سواء المتشدد أو المتسيب، بالإضافة إلى لجان الفتوى المنتشرة في كل مدن ومراكز الجمهورية، والتي تجيب على استفسارات الجمهور وتساؤلاتهم المتنوعة.

*وما خطة المجمع لحماية الشباب من الوقوع في براثن الفكر المتطرف والمنحرف؟

يبذل المجمع عديد من الجهود لتصحيح المفاهيم والرد على الشبهات لمعالجة القضايا المهمة والموضوعات العصرية المتنوعة التي تشغل بال الجمهور وخصوصا الشباب، وبيان الرؤية الحقيقية للإسلام، حيث يولي المجمع الشباب والمرأة معظم اهتماماته فلو نظرنا إلى إصدارات المجمع نجدها تركز على الشباب وبأسلوب عصري وسهل، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة الشباب ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لعقد الندوات وورش العمل في مراكز الشباب والمدارس والجامعات.

*كيف يتم اختيار المبعوثين إلى الخارج وما هو الدور المنوط بهم؟

الاهتمام باختيار مبعوثي الأزهر الشريف يبدأ من مرحلة الاختيار الأولية التي تقوم على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط فهذه النماذج المبتعثة تمثل مصر والأزهر في دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجا متميزا، حتى أنه ما بعد مرحلة الاختيار فإن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب وإنما يتم تكثيف الدورات التأهيلية لهم قبل سفرهم حتى يكونوا على إمام كاف برؤية ورسالة الأزهر، فضلا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمي واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم التواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

*ختامًا.. ما الرسالة التي يود أن يرسلها فضيلتكم إلى المجتمع المصري في هذه الأيام؟

رسالتي إلى الآباء: عليكم أن تربوا أبناءكم على القيم المجتمعية والأخلاقية السليمة التي تقيم منها أجيالًا مسئولين وقادرين على العطاء، ورسالتي إلى الأبناء كونوا خير خلف لخير سلف فالأمة لا تقوم إلا على سواعد أبنائها المخلصين.