السبت 18 مايو 2024 05:35 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

رعب المضيق.. الحوثيون يستهدفون السفن التابعة للاحتلال ويضربون حركة التجارة العالمية

تصاعدت حدة التوترات في المنطقة بعد تصاعد الهجمات على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، وذلك في أعقاب الهجمات التي نُفذت بواسطة الطائرات بدون طيار الموجهة من قبل الحوثيين في اليمن.

وفي هذا السياق، فإن المدمرة الأمريكية كارني قامت بالتصدي لـ 14 طائرة بدون طيار هجومية، فيما أسقطت المدمرة البريطانية إتش إم إس دايموند طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين.

تسببت الهجمات المستمرة على السفن التجارية والعسكرية في إثارة قلق الشركات البحرية الكبرى، بما في ذلك شركة ميرسك، التي أصدرت تعليمات لسفنها بتعليق رحلاتها مؤقتًا عبر مضيق باب المندب، وتعتبر هذه الهجمات تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري.

تعمل الولايات المتحدة على تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، حيث نشرت ثلاث مدمرات إضافية في البحر الأبيض المتوسط ​​لتعزيز الوجود الأمريكي هناك. ويأتي هذا النشر في سياق استمرار التوترات في الشرق الأوسط والجهود الأمريكية للرد على التصعيد المستمر المدعوم من إيران.

من المهم أن تعمل الحكومات المعنية بسرعة لضمان سلامة خطوط الإمداد البحرية الحيوية، وذلك من خلال تحقيق التعاون الدولي واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

مع تصاعد التوترات في المنطقة، اتخذت الولايات المتحدة خطوات لتعزيز وجودها العسكري في منطقة البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى السفن الأمريكية كارني وماسون التي كانت مشغولة بمهام الدفاع والتصدي لهجمات الحوثيين في الأسابيع الأخيرة، نشرت الولايات المتحدة ثلاث مدمرات أخرى إلى المنطقة في الأسبوع الماضي.

تنضم هذه السفن إلى مجموعة جيرالد آر فورد كارير سترايك، التي كانت تعمل في المنطقة منذ هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي. وتعتبر مجموعة جيرالد آر فورد كارير سترايك جزءًا من الوجود الأمريكي الموسع في المنطقة، حيث تم تمديدها مرتين بالفعل.

تشمل السفن الأخرى التي وصلت إلى المنطقة مدمرات الدفاع الصاروخي لابون، وديلبرت دي بلاك، وذا سوليفان. ورغم وجود هذه السفن في المنطقة، لم يتم التعليق على ما إذا كانت متجهة إلى البحر الأحمر أو تبقى في البحر الأبيض المتوسط.

بالإضافة إلى إسقاط كارني للطائرات بدون طيار يوم السبت، قامت ميسون في 13 ديسمبر بإسقاط مركبة جوية بدون طيار تم إطلاقها من اليمن، وهو الحادث الثاني هذا الشهر الذي تفتح فيه السفينة الحربية الأمريكية النار.

وقبل عدة أيام فقط، تحركت ميسون بسرعة لمساعدة سفينة تجارية بعد أن تعرضت لصاروخ كروز في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر. كما قامت السفينة كارني بإعتراض عدة طائرات بدون طيار وصواريخ كروز قال مسؤولون أمريكيون إنها كانت تحلق بالقرب من السفينة.

بالإضافة إلى ذلك، دمرت السفينة البريطانية HMS Diamond يوم السبت طائرة بدون طيار كانت تستهدف الشحن التجاري، وفقًا لوزير الدفاع البريطاني جرانت شابس.

وأكد شابس أن الهجمات على السفن التجارية من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن تمثل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري.


ويأتي النشر المتزايد للسفن وهجمات الحوثيين في الوقت الذي من المقرر أن يسافر فيه وزير الدفاع لويد أوستن إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، حيث تحاول إدارة بايدن الرد على تصاعد الهجمات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية في المنطقة واحتواء إسرائيل. يدعو خطط أوستن إلى الاجتماع مع القادة في البحرين وقطر وإسرائيل.

وتم استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا من قبل الوكلاء المدعومين من إيران أكثر من 90 مرة منذ منتصف أكتوبر، مما أدى إلى ضربات جوية أمريكية ضد الجماعات ومنشآتها.

وفي البحر، تعمل إدارة بايدن على تشكيل قوة عمل بحرية دولية لمواجهة هجمات الحوثيين. يبدو أن الخطة تتمثل في أن المجموعة المخطط لها ستوسع التحالف الحالي المكون من 39 دولة، وهو قوة المهام المشتركة 153، التي تركز على مكافحة القرصنة والإرهاب في البحر الأحمر وممر باب المندب المائي وخليج عدن.

وأعرب هارالد سولبرج رئيس رابطة مالكي السفن النرويجية ومقرها أوسلو، والتي تتعقب التهديدات التي تواجه الشحن التجاري في جميع أنحاء العالم، عن قلقه العميق إزاء التهديد الذي تتعرض له السفن في البحر الأحمر.

وأضاف: "جميع الهجمات على السفن التجارية في هذه المنطقة، مثل الهجوم على ناقلة المنتجات النرويجية إم تي ستريندا هذا الأسبوع، تمثل تطوراً مقلقاً للغاية للوضع الأمني ​​للشحن المدني في البحر الأحمر، مثل هذه الهجمات خطيرة وغير مقبولة، ونحن ندعو جميع الجهات الفاعلة في المنطقة إلى إزالة المخاطر التي تهدد الشحن المدني في المنطقة بسرعة".

وتابع "يجب أن يكون من الأولويات الأساسية لجميع الحكومات المعنية ضمان بقاء خطوط الإمداد الأكثر أهمية في العالم مفتوحة."