علي خلفية العلاقات الجزائرية الروسية المتميزة
لماذا قبلت النيجر الوساطة الجزائرية لحل الازمة في نيامي وفض الاشتباك هناك ؟

منذ اليوم الاول لأستيلاء المجلس العسكري الحاكم علي السلطة في النيجر والانقلاب علي الرئيس المنتخب محمد بازوم واعلنت الجزائر عن توخي طريق الحوار والدبلوماسية طريقا لحل المعضلة في نيامي ورفضت رفضا قاطعا التوجهات الفرنسية المحمومة في دفع وتأليب دول مجموعة غرب افريقيا المعروفة بالايكواس في التدخل العسكري في النيجر ورفضت فتح الاجواء الجزائرية لأستغلالها في ضرب النيجر وهو ما وجد ترحيبا شديدا من السلطات الحاكمة في النيجر .
يقول الدكتور سعيد رشدي الخبير في شئون مجموعة الساحل والصحراء الافريقية ان شعوب الطوارق وابناء البادية والصحراء في الجنوب الليبي والجزائري وتشاد والنيجر ومالي تتشابة في خصائص سكانية وانثروبولوجية ودينية واحدة ولغات متشابهة ويدينون بالاسلام في الاغلب وهو ما يفسر ان رئيس النيجر بازوم من الاقلية العربية الليبية في شمالي النيجر وهو ما يفسر سر الرفض من جانب الجزائر في اي تدخل عسكري بل ان لالجزائر التي تتمتع بعلاقات سياسية مميزة مع روسيا التي تجد قبولا كبيرا في المنطقة تقدمت بمبادرتها لاحلال السلام هناك وقوبلت و أعلنت الجزائر أن النيجر قبلت وساطتها الساعية إلى حل الأزمة بالبلد الذي شهد انقلابا عسكريا في يوليو الماضي.
وقال بيان لوزارة الخارجية الجزائرية إنها تلقت خطابا رسميا من وزارة خارجية النيجر يفيد بـقبول الوساطة الجزائرية الرامية إلى بلورة حل سياسي للأزمة القائمة في هذا البلد الشقيق وذلك في إطار المبادرة التي تقدم بها الرئيس عبد المجيد تبون.
واضاف رشدي ان هذا القبول بالمبادرة الجزائرية يعزز خيار الحل السياسي للأزمة في النيجر ويفتح المجال أمام توفير الشروط الضرورية التي من شأنها أن تسهل إنهاء هذه الأزمة بالطرق السلمية بما يحفظ مصلحة النيجر والمنطقة برمتها.
وأضاف رشدي انه بعد أخذ العلم بهذا القبول كلف رئيس الجزائر وزير الخارجية أحمد عطاف بالتوجه إلى نيامي في أقرب وقت ممكن بهدف الشروع في مناقشات تحضيرية مع كافة الأطراف المعنية حول سبل تفعيل المبادرة الجزائرية وكانت الجزائر التي تجمعها حدود طويلة مع النيجر اقترحت مبادرة تتضمن فترة انتقالية مدتها 6 أشهر بقيادة شخصية مدنية وذلك عقب الانقلاب الذي وقع في 26 يوليو الماضي حيث شهدت النيجر انقلابا عسكريا أطاح الرئيس محمد بازوم ومنذ هذا الحين توالت المطالب الدولية بإطلاق سراح بازوم وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه بينما أصر المجلس العسكري الحاكم على موقفه.
واعتبر الدكتور رشدي ان الجزائر التي تتمتع بعلاقات خاصة مع النيجر والتي تشترك معه في حدود مشتركة طويلة للغاية وتتمتع بعلاقات ممتازة مع روسيا التي ترتبط بمنطقة الساحل الافريقي بعلاقات خاصة بسبب وجود مجموعة فاجنر الروسية الخاصة فيها وتقدم لها دعما لوجيستيا ماديا وعسكريا قويا وهو ما يفسر ان روسيا ملاءت الفراغ الذي احدثه خروج فرنسا من المنطقة وعليه فهو السبب الحقيقي لقبول وساطة الجزائر والترحيب بقوة فيها من قبل المجلس العسكري الحاكم في نيامي وهنا السؤال هل تشهد المنطقة سلاما يلوح في الافق علي يد الجزائر وصديقتها روسيا .