هل توجد حالات شفيت من خشونة الركبة نهائيًا؟

في محاولة للشفاء من مشكلة خشونة الركبة المزمنة وتجنُب الحاجة إلى التدخلات الجراحية قدر المستطاع، يعمل بعض المرضى على إنقاص أوزانهم الزائدة لتخفيف الحِمل الواقع على الركبة، ويتناولون أدوية مُسكنة للألم، وأخرى تحتوي على الكولاجين لدعم تَجدُد غضاريف المفصل المتآكلة، إلا أن محاولتهم تلك قد لا تنتهي إلى الشفاء التام (بحسب ما يؤكده أخصائيو العلاج الطبيعي).
فالأخصائيون ينفون وجود حالات شفيت من خشونة الركبة شفاءًا تامًا عبر تلك الوسائل التحفظية نظرًا لعدم كفايتها للحفاظ على وظائف المفصل الميكانيكية (الحركية) على المدى الطويل، ومن جهة أخرى، هُم يصرحون بأن لتقنيات العلاج الطبيعي دور في تحسين حالة المفصل ومنع تآكل غضاريفه.
الحقيقة وراء وجود حالات شفيت من خشونة الركبة نهائيًا
خشونة الركبة مرض مزمن يُصيب الغضاريف التي تغطي نهايات عظام مفصل الركبة مما يسبب تآكلها التدريجي، وهو ما يترك فرصة كبيرة لاحتكاك تلك العظام والتهاب الأنسجة المحيطة بها.
وعادةً ما تفشل عمليات الجسم الحيوية المسؤولة عن تَجَدُد الأنسجة والتئامها في تعويض أجزاء المفصل المتآكلة أو إعادة عظام المفصل إلى حالتها الطبيعية، لذلك يُعد مرض خشونة الركبة مرضًا مزمنًا لا شفاء نهائي منه، إنما يمكن الحد من أعراضه، والوقاية من مضاعفاته عبر عدة وسائل تحفظية تُسهم في الارتقاء بجودة حياة المرضى، وتساعدهم على ممارسة أنشطتهم اليومية من دون ألم.
إضاءات سريعة حول تجربتي في علاج خشونة الركبة عبر التمارين العلاجية
إنّ الضغط الذي يُشكله وزن الجسم على مفصل الركبة العليل يزيد شدة الألم والالتهاب، بالتالي فإن أي وسيلة تعمل على تخفيف ذلك الضغط -أو إزالته- سوف تُسهم في تخفيف ألم الركبة وإبطاء معدل تآكل الغضاريف.
وذلك ما تقوم عليه فكرة تمارين العلاج الطبيعي، فهي تستهدف تقوية عضلة الساق الأمامية (Quadriceps femoris) مما يهيئها لتحمّل جزء كبير من وزن الجسم، وهو ما يخفف العبء عن مفصل الركبة.
ومن أمثلة تلك التمارين:
-
الاستلقاء (النوم) على الظهر، ووضع منشفة ملفوفة أو وسادة صغيرة أسفل الركبة، ثم مد الساق ورفعها إلى الأعلى بزاوية 45 درجة تقريبًا، وتثبيتها في هذا الوضع مدة 10 ثوانٍ.
-
الجلوس على كرسي مريح، ثم ثني الساق ورفعها عدة مرات ببطء، وإبقائها في تلك الوضعية لثوانٍ معدودة.
وعند ممارسة كلا التمرينين -المذكورين أعلاه- ينبغي شد (قبض) عضلات الساق الأمامية للحصول على أقصى درجات الفائدة. عادة لا نسمع جملة "تجربتي في علاج خشونة الركبة كانت ناجحة" من المرضى إلا بعد التزامهم بتطبيق هذه التمارين، والالتزام بكافة التعليمات الطبية الموجهة لهم.
" تعرف على افضل دكتور تجميل انف "
هل توجد حالات شفيت من خشونة الركبة عبر أجهزة العلاج الطبيعي والكمادات الموضعية؟
لا تعتمد خطة العلاج الطبيعي لخشونة الركبة على التمارين العلاجية فقط، إنما تشتمل -أيضًا- على استخدام أجهزة التنبيه الكهربي لعضلات الفخذ Transcutaneous electrical nerve stimulation أو (TNS).
وتعمل تلك الأجهزة على تخفيف الألم المقترن بخشونة الركبة عبر إصدار نبضات كهربية (محسوبة الشدة) تمنع إشارات الألم -الصادرة من الأعصاب الموجودة موضع الإصابة- عن الوصول إلى النخاع الشوكي والدماغ.
ومن أجل تخفيف تورم الركبة المصاحب للخشونة ينصح أخصائيو العلاج الطبيعي بتطبيق كمادات الثلج على الركبة المصابة مدة نصف ساعة -تقريبًا- ثلاث مرات يوميًا، فالحرارة المنخفضة تحفز الأوعية الدموية على الانقباض، وهو الأمر الذي يقلل معدل تدفق الدم إلى المنطقة الملتهبة، وعليه تنخفض شدة الالتهاب والتورم.
نستنتج مما سبق أن وجود حالات شفيت من خشونة الركبة بالكامل عبر أجهزة العلاج الطبيعي والكمادات الموضعية أمر يشوبه الخطأ، فتلك الوسائل تخفف الألم والتورم، وتساعد المريض على عيش حياة مستقرة سليمة.
علاج طبيعي لخشونة الركبة.. جلسات ضرورية وليست رفاهية
عدم الانتظام على جلسات الـ علاج الطبيعي لخشونة الركبة وإهمال ممارسة التمارين العلاجية المخصصة لتقوية عضلات الساق يُعرض المرضى لعواقب عدة أبرزها استمرار احتكاك عظام المفصل وتشوهها، وهو الأمر الذي يسبب للمرضى صعوبة الحركة، ويخفض جودة حياتهم، وقد يؤدي -في النهاية- إلى العجز عن تحريك الركبة لما يسببه تقدّم درجة الخشونة من تشوهات في هيكل العظام.
إذًا فالخضوع لجلسات علاج طبيعي لخشونة الركبة ليس رفاهية علاجية يمكن التخلي عنها باختيار المريض، بل إنها حجر أساس تُبنى عليه خطة العلاج -تحت إشراف الطبيب المختص-، وتستقيم به حياة المريض إلى حد كبير، فحتى لو لم يتعاف كليًا من المرض، فيكفيه ألا يشعر بألم خلال أداء الصلوات أو عند المشي واستخدام السلالم.
خلاصة النقاش حول وجود حالات شفيت من خشونة الركبة من عدمه
لا توجد حالات شفيت من خشونة الركبة شفاءًا نهائيًا، لكن التمارين العلاجية وأجهزة العلاج الطبيعي وسائل علاجية مساعِدة تُسهم في تحسين حالة المفصل وإعادته إلى حالة قريبة من حالته الطبيعية ما قبل الإصابة مما يمنع تآكل المزيد من أنسجة المفصل مستقبلًا.
كلمات أخيرة..
في الأخير نقول إن معاناة مرض خشونة الركبة تستوجب الحيطة والحذر في أثناء الحركة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بصعود السلالم أو نزولها، فعلى المريض الصعود والنزول ببطء، وأن يُقدم ساقه ذات الركبة السليمة في أثناء الصعود، وأن يقدم ساقه ذات المفصل المصاب في أثناء النزول، وأن يتجنب حمل الأشياء الثقيلة في أثناء صعوده ونزوله.
إضافة إلى ما سبق، ينبغي للمريض محاولة تخفيف ثَِقل وزن جسمه الواقع على الركبة في أثناء استخدام السلالم، عبر الاتكاء على "دربزين" السلم، وتثبيت باطن قدمه كاملة على كل درجة من درجات السلم. وفي جميع الأحوال، ينصح الأطباء باستخدام المصعد الكهربائي بدلًا من السلالم -إن كان الأمر متاحًا-.
Ref: