جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: زمن خيرت الشاطر

-
ونحن نحتفل ونستقبل عاما جديدا علي مصر المرتبكة سياسيا واقتصاديا نجد أنفسنا أمام شخصية من الطراز الخاص، قلما تتواجد علي مر الأيام والتاريخ !.. نعيش زمن خيرت الشاطر، ذلك الرجل الذي قام بتنفيذ المخطط الإخواني للتمكين والسيطرة علي كل مفاصل وأركان الدولة ضاربا عرض الحائط بأصوات المعارضة ، والقوي السياسية ، والنخب التي اكتشفت أن الشاطر هو الجدار السياسي العازل في عدم التوافق للعبور بمصر من هذه المرحلة الانتقالية التي قد تمتد طويلا..

العجيب والغريب أن خيرت الشاطر وصف هذه الأصوات ب الفقاقيع السياسية التي لا وجود لها في الشارع ، فمخطط الشاطر يسير بعد معركة الاتحادية وبعد إقرار الدستور ، لأنه صاحب اليد الطولي والقوية والحديدية داخل مكتب إرشاد الجماعة ، والذراع العسكرية النافذة التي تأمر فتطاع والأب الروحي والحقيقي للميليشيات التي تنفذ ما يريد وما لا يريد ! ..

هو لايحب الكلام بل مؤمن بالأفعال ، علي أرض الواقع لأنه صاحب نظرية صراع الأجيال داخل التنظيم الإخواني ، وعلي استعداد تام لاستخدام كل الأدوات المشروعة وغيرالمشروعة ، للوصول إلي الهدف ، وهو صاحب مدرسة التحالف المصري- القطري والتركي والأمريكي ، ليكون نقطة التواصل بين الداخل والخارج التي تمتلك كل مفاتيح النفوذ السياسي والاقتصادي والمادي والمعنوي ، للوصول للهدف الذي يريده ويفرضه علي الجميع !.. فخيرت الشاطر استطاع في زمن قياسي بعد الانضمام لمكتب الإرشاد للجماعة الخلاص من كل الشخصيات الإصلاحية غير المتشددة ، والتي تقبل الآخر وتتعايش بالحوارمع كل ألوان الطيف السياسي .

وفي محبسه استطاع الشاطر أن يتخلص من الدكتور محمد حبيب، ذلك النموذج الوطني الفريد الذي يتمتع بأفق سياسي كبير ، ويحظي بقبول لأرائه وأفكاره ، ورؤيته داخل مكتب الإرشاد حتي أصبح حبيب قاسما مشتركا في التعامل مع كل القوي السياسية والوطنية الفاعلة ، وكان لابد من التخلص من الكابوس الإصلاحي ، الذي كان في وجود المرشد العام مهدي عاكف نقطة اللقاء والالتقاء بين أعضاء مكتب الإرشاد وشباب الإخوان . والأدهي والامر أنه نفذ مخططه الجهنمي في الإطاحة بالدكتورحبيب ، الذي ظل يمثل صوت العقل والضمير الوطني ، ليكون انطلاقة جديدة له في اتخاذ قراره الاستراتيجي الثاني بالإسراع في محو اسم عبدالمنعم أبوالفتوح من علي خارطة التنظيم ، لأنه صوتا إصلاحي هو الآخر ، وله قراراته الثورية التي لاقت قبولا واسعا عند شباب الإخوان ومعظم أعضاء التنظيم !

والأخطرفي هذه الإطاحة أن أبوالفتوح كشف عورات الشاطر السياسية ونفوذه غير المبرر وسيطرته الكاملة علي قرارات التنظيم فاستغل الشاطر إعلان أبوالفتوح اعتزامه الترشح للرئاسة ، واعتبرها الفرصة الذهبية للإطاحة به هو الآخر ، وهو ذكاء يحسب للشاطر .

يذكرنا ذلك بتاريخ محمد علي عندما جمع المماليك وتخلص منهم ليفرض سيطرته ونفوذه علي البلاد والعباد ، لأنه لايؤمن ب تواصل الأجيال ، وانما ب صراع الأجيال والبقاء للأقوي والغاية تبرر الوسيلة !..أيا كانت هذه الوسيلة .

أرسل الشاطر رسائله السياسية للجميع بأنه الحاكم الفعلي والمتحكم في مقاليد الأمور ، ويستطيع أن ينفذ ما يريده ، ويتردد بقوة داخل الكواليس الحزبية بأنه صاحب الطلقة الأولي في تفجيرحزب النور السلفي من داخله، لتقسيمه إلي شطرين «حزبين» والبقية تأتي..!!.

يقول بعض الخبثاء السياسيين إن الشاطر بهذا الفعل وجه إنذارا أحمر للقوي السياسية بأنه قادرعلي اقتحام أي حزب ، ولكم في حزب الوفد عبرة يا أولي الالباب .

وقال الشاطرعلنا إن له رجاله داخل الأحزاب والصحف ويعرف كل ما يدور فيها ، فهو دولة داخل الدولة ، لها رجالها ومنفذوها ، فالولاء للشاطر أولا !!..هو القاعدة قبل الوطن والدولة ، وهو المحرك الحقيقي للأحداث في مصر وجماعة الإخوان ، بيده البوصلة يوجهها للاتجاه الذي يريده ، ولأننا نعيش في زمن اللامعقود فانه يحدد من يبقي ومن يرحل سواء في الخفاء أو العلن أو في الحكومة أو مؤسسة الرئاسة أو في أي قطاع من قطاعات الدولة ، بداية بالأمن ونهاية بالمحليات !

ولست مبالغا إن قلت أنني أرشح الشاطرليكون أخر شخصية في مصر لأنه يفوق شخصية جمال حمدان في توصيفه لمصر ، لكن ليس علي الطريقة الحمدانية ، ولكن علي الطريقة الشاطرية ، لأنه يمتلك مفاتيح الثغرات وخزائن الأسرار الإخوانية التي تحكم مصر لفترات قادمة - كما قال - فقد قال أيضا : أنا الدولة والدولة أنا .. وعجبي