جريدة النهار المصرية

في اعقاب حادثة الحدود المصرية الاسرائيلية     

التهريب والارهاب وجهان لعملة واحدة رديئة تؤجج الصراعات وتدمر الاوطان

نوفل البرادعي -



اللواء الشهاوي : التنسيق الامني المصري الاسرائيلي جاري ودخول المعدات المصرية الي خط الحدود بعلم اسرائيل

بتوقيع الرئيس الراحل انور السادات ومناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل الراحل علي معاهدة السلام عام 1979 والتي تنهي حالة الحرب بين البلدين وتفسح الطريق جليا الي اقرار السلام الشامل والعادل واستكمال عودة التراب الوطني المصري بعودة طابا عام 1989 الي السيادة الوطنية شهدت المناطق الحدودية بين مصر واسرائيل هدوئا كبيرا ولم تتخله الا حركات المهربين وتجار المخدرات والمتاجرين بالبشر ممن يحاولون تهريب الافارقة الي داخل اسرائيل او محاولات تسلل الارهابيين الي سيناء الحبيبة خاصة في مناطق جنوب معبر العوجة بين البلدين الي ان وقع حادث الامس القريب والذي تم وصفه في الجانب الاسرئيلي ب "حدث أمني استثنائي وخطير" وصفته مصادر عسكرية وإعلامية إسرائيلية حادثة إطلاق النار على الحدود مع مصر قرب معبر العوجة التجاري والذي أسفر عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وعنصر أمن مصري أثناء تبادل لإطلاق النار عند الحدود وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء التحقيقات المشتركة مع الجانب المصري عقب وقوع الحادثة مباشرة وبعد ساعات من الحادث وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجندي المصري بـ"المخرب" وهو الوصف الذي يُطلقه الاحتلال على منفذي العمليات.

بالتزامن مع ذلك نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن الجندي المصري نصب كمينًا للجنود الإسرائيليين وكان يخطط لقتلهم.

ماذا وراء مصادقة إسرائيل على تعزيز مصر قواتها العسكرية في سيناء؟

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فاعتبر أن الحادث على الحدود مع مصر "عابر" ولن يؤثر على التعاون المشترك.

يقول اللواء اركان الحرب محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة المصرية إلى أن "وزير الدفاع المصري اتصل بنظيره الإسرائيلي وقدم له التعازي بعد مقتل جنود إسرائيليين" خاصة وأن "العلاقات بين مصر وإسرائيل وتحديدًا عند المنطقة الحدودية مبنية على التعاون والتنسيق لمواجهة كل التحديات".

وأشار الشهاوي إلى أن "التحدي الأبرز الذي واجهته مصر وإسرائيل على الحدود كان تواجد الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة" كما أن "هذه الشراكة بين الطرفين أدت إلى مواجهة عصابات التهريب والمخدرات".

واضاف الشهاوي أن "الحادثة في شبه جزيرة سيناء غير مرتبطة بتلك الأحداث التي عاشتها إسرائيل في الأشهر الماضية" سواء في احداث الضفة الغربية وغزة وغيرها وانه لا يعدو حادث مطاردة فردي لعصابات المهربين وتجار المخدرات وتجار البشر والذين يهددون وجود الاوطان خاصة وان الارهابيين والمهربين وجهي لعملة واحدة وهي تهدد الاوطان وتخرب العلاقات وكفانا في مصر ما عانيناه من ويلات الارهاب الاسود والذي اشتاط في الارض في اعقاب ثورة 2011 وحاول سلخ سيناء الحبيبة من احضان الوطن وفي عام 2021 تم تعديل ملاحق معاهدة السلام التي افضت الي دخول اسلحة ومعدات قواتنا المسلحة الباسلة الي خط الحدود الدولية بل وان الطائرات المقاتلة الهجومية كانت اثناء ملاحقة الارهابيين في محيط رفح تقوم بمناورات جوية فوق خط الحدود او داخل الاراضي الاسرئيلية والهدف الحماية المشتركة لمصر واسرائيل من خط الارهاب البغيض وللقضاء علي الجماعات التكفيرية المدمرة .

واضاف الشهاوي ان التنسيق الامني والعسكري بيننا وبين اسرائيل قائم طوال الوقت ولم ينقطع يوما واحدا وهو يصب لصالح الدولتين من اجل القضاء علي الارهابيين والمهربين اعداء الحياة .