عمار الحكيم من القاهرة : علاقتنا مع مصر ليست على حساب دول أخرى !

العراق يشهد تطورا سياسيا وامنيا وانفتاحا لم يحدث منذ عشرين عاما
نرحب بعودة سوريا للجامعة العربية ..ونحتاج لشراكات سياسية وامنية تعيدنا للعمل المشترك
أسامة شرشر و هالة شيحة
في ليلة عربية خالصة، وفي القاهرة «بيت العرب»، التقى عدد من كبار الساسة والسفراء العرب، في دار السفير العراقي بالقاهرة، واستمعوا لرؤية ضيف مصر سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي، حول الأوضاع في العراق والعالم العربي، في ظل عالم يتغير كل يوم بل وكل لحظة، وقوى دولية تنهار وأخرى تصعد بسرعة الصاروخ، وكيف يمكن للعراق والدول العربية التعاون فيما بينها والتكاتف للخروج من التبعية لهذه الدول التى لا تريد للعالم العربي إلا التقسيم والخراب والانهيار.
وشدد سماحة عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي، على عمق العلاقات الاخوية والتاريخية التي تربط بلاده مع مصر معربا عن تطلعه لتعاون وثيق بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية .
وأشاد الحكيم بلقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي عكس حرصا كبيرا على توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين .
وقال الحكيم : في حديثنا مع الرئيس السيسي اكدنا ان علاقتنا مع مصر ليست على حساب الاخرين وانما تصب في حسابهم وكلما قويت العلاقات المصرية - العراقية كلما انعكست على المنطقة بشكل كبير .
جاء ذلك خلال لقاء موسع لرئيس تيار الحكمة عمار الحكيم عقد بمقر سفارة العراق بالقاهرة بحضور سفير العراق لدى مصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية أحمد الدليمي ، والسيد عمرو موسى الامين العام الاسبق لجامعة الدول العربية ودولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف، والمستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب المصري وعدد كبير من السفراء والمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية والامناء العامين المساعدين لدى الامانة العامة، وعدد من الاعلاميين .
واضاف الحكيم ان موقع العراق ودوره وكونه يتوسط اللاعبين الكبار "ايران وتركيا والكويت وسوريا والسعودية " جعلته يلعب ادوارا استثنائية ، وهذا كله يدفع العراق لأن يكون له دور كبير في المنطقة ، و مصر ننظر لها كعرب كدولة خاصة وفي اطار العمل المشترك كان لمصر والعراق دور في الحفاظ على وحدة الامة العربية والتصدي لازمات المنطقة برمتها ومن هنا فاننا نحترم ونقدر الدور المصري في منظومة العمل العربي المشترك ، ونتطلع لعلاقات رصينة وتكامل ادوار فيما تلعبه مصر مع الاخرين ايضا .
وبعث الحكيم من القاهرة رسائل طمأنة فيما يخص الشأن العراقي والعربي بشكل عام خاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم.
وقال ان العراق محط اهتمام الجميع لانه يخص الجميع وما جرى من ظروف وتداعيات تركت اثارها على المنطقة والوضع الدولي برمته وما يحدث في العراق ينعكس على المنطقة .
ويوم الانتصار على عصابات داعش شكل انتصارا العالم على الارهاب .
واكد أن الوضع العام في العراق مطمئن سياسيا وأمنيًا واقتصاديا .
واضاف ان اوضاع العراق بحكم تركيبته العشائرية والمتغيرات بعد سقوط النظام السابق ، عبرت الدول المتوجسة من الشان العراقي بطريقتها ووسائل الاعلام لعبت دور في هذا الصدد وهناك دول ادت لمواقف متشددة ادت لكثير من التعقيد والاستعانة بلاعب خارجي لم يكن بالشكل الصحيح لان الخارج يكيف مصالحه في التعاطي مع الشأن العراقي بما يحقق اهدافه بالاساس .
وتوصل العراقيون الى تصور انه ليس هناك حلا الا بان يجلسوا ويحلوا مشكلاتهم بأنفسهم ، مما افضى الى لغة عميقة بين الجميع .
واعتبر الحكيم ان الاختلاف بين القوى السياسية العراقية هو حالة صحية والاختلاف ليس معيبا لكن لابد من ادارة الاختلاف، ونحن حريصون على ان نتعايش بالصورة المطلوبة وعلى ادارة الاختلاف والتنوع بما يصب لصالح العراق وشعبه، و ليمتد العراق بعلاقاته لما هو اوسع من الحدود الجغرافية ، فكرذ العراق هم طريقنا لكرد العالم وتركمان العراق كذلك، ومسيحيو العراق ايضا، فادارة التنوع امر مهم ونحن نوظف مفردة المكونات للتعبير عن التنوع بين المكونات العراقية ، واليوم هناك تفاهم جيد بين كافة المكونات .
ونوه الحكيم بزيارته مؤخرا لكركوك قبل زيارته للقاهرة قائلا: شعرت بارتياح كبير في الزيارة ولمست التطور والانسجام بين نسيج كركوك بما يعكس الصورة العامة لبلادنا وارتياح نحو عراق مستقر ومكونات تتعاطى مع بعضها ، ولا نريد لاحد من العراقيين الا ان يعبر عن مكوناته وتقاليده القومية فالعراق لا يتطلب تنازلا عن الخصوصية
والتركيز هنا يكون على الهوية الوطنية الجامعة كهوية اساسية ومشتركة بين جميع العراقيين لترسيخ ارتياح اجتماعي.
و يمكن القول بان الجو العام في العراق مطمئن رغم التحديات فلدينا حياة وبدون حياة لا توجد مشاكل.
دحر داعش :
وعلى المستوى الأمني استعرض الحكيم جهود العراق في دحر تنظيم داعش الارهابي موضحا ان العراقيون عايشوا سنوات عجاف شهدت انفجار عشرين او ثلاثين سيارة مفخخة في اماكن متفرقة خلفت الاف الضحايا وكان العراقيون شعبا منكوبا من الارهاب ولكنهم تمكنوا من السيطرة على الموقف فكان تنظيم داعش وحوش بشرية
وفي 2014 وصلوا لاسوار بغداد واحتلوا 40 بالمائة من اراضي العراق
وبايدن كان نائبا لاوباما وزار العراق وذكرته بالاتفاقية الاطارية بين البلدين وما يخص حماية بغداد وطلبت ان يساعدوا العراق في مواجهة داعش لكنه قال ان نوري المالكي رئيس الوزراء في ذلك الوقت وغير مقبول ان ندخل حماية للشيعة وليس بطلب من الحكومة الجديدة .
وقلت له لابد ان تساعدونا لان تشكيل الحكومة يتطلب وقتا ، وقال لا نستطيع الدخول ما لم تشكل الحكومة ، ثم جاءت فتوى السيستاني للتصدي لهذا الزحف الداعشي .
وفي ديالى وخلال مواجهة الدواعش تم القاء القبض على داعشي تكشف انه قائد من ضباط صدام
وتحرر العراق من الاحتلال الداعشي وكانت هناك قوافل من الشهداء والمناطق التي تواجد فيها الدواعش نينوى وغيرها قيدت المواطنين واصبح لدى العراقيين حصانة تجاه الارهاب .
و اليوم نستطيع القول بان الوضع الامني العراقي في تحسن كبير واصبح جيدا في ظل مناعة شعبية وتطور امني واستخباراتي متعاظم.
وهناك اريحية واستقرار امني يجعل الناس يخرجون في الاماكن العامة براحة تامة .
ولفت الى ان رئيس الوزراء شياع السوداني كان في زيارة للموصل التي كانت معقلا للدواعش وقال : كان يحدثني بان برامجه تتواصل لوقت متاخر وكان الرجل الاول في البلاد يطمئن على اوضاع الناس في الشوارع ويتحدث معهم وهذا يعكس مستوى عال من الامن في العراق .
تطور سياسي واقتصادي:
واشاد الحكيم بدور الائتلاف الحاكم والذي يظل الاقوى ويحمي الحكومة وهذا تطور ينعكس على استقرار العراق
كما ان العراق يشهد تطورا في الاداء الاقتصادي
موضحا ان العراق لم يشهد استقرارا منذ 20 عاما كما هو الان ، واستيعاب عربي كبير لدور العراق .
واضاف ان هناك توجها اقليميا دوليا لتصفير المشكلات بالمنطقة وتحقيق الاستقرار بها منوها في هذا الاطار بعودة سوريا للجامعة العربية ومؤشرات حلحلة الاوضاع في لبنان ، والوضع في اليمن لافتا الى رؤية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في هذا الاطار ، في ظل رئاسة السعودية للقمة العربية ، ودورها في اعادة اللحمة للعالم العربي ، وهو ما سيجعل الاخرين يعملون للعرب حسابا ونشعر بهذه الوحدة ونتماسك بشكل اقوى .
واوضح الحكيم ان المناخ العربي المشترك اصبح مهيأ لعمل مشترك ونحتاج لشراكات سياسية وامنية تعيدنا للعمل العربي المشترك و الفاعل ولمصر دورها الفاعل في هذا الجانب .
من جهته رحب السفير احمد نايف الدليمي سفير العراق لدى مصر بزيارة رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم ، وتطرق لما تعرض له العراق من تحديات وارهاب من عصابات داعش وانتصر عليه حيث حارب عن المنطقة باكملها
وقال ان العديد من الدول حاربت الارهاب الا ان ما حدث بالعراق يختلف كثيرا حيث ان ملايين النازحين والاف الضحايا قدمها العراق للانتصار على هذه العصابة وفتوى المرجعية والحكومة مكنت من صد هذه العصابات .
واوضح ان العراق اليوم في طور البناء والاعمار والمنطقة كلها امام تطورات واحداث متسارعة حيث الحرب الروسية الاوكرانية والنزاعات في العديد من البلدان.
الا ان العراق يشهد تطورا كبيرا والعراق لديه وفرة اقتصادية حوالي 130 مليار دولار احتياطية فضلا عن الموارد الاقتصادية المتنوعة والعراق منفتح على الجميع باستثناء اسرائيل ولا يتخلى عن اشقائه العرب ومنفتحين على عملية اعادة الاعمار والتنسيق الامني المشترك .
من جهته اعرب السيد عمرو موسى عن سعادته بما قدمه سماحة عمار الحكيم من شرح عميق حول الوضع في العراق
وقال ان الاختلاف في الراي بين العراقيين اصبح بعيدا عن العنف ونتمنى للعراق كل الخير فهو دولة مهمة ومصر والعراق والسعودية دول مهمة في اقرار الوضع الاقليمي والتعامل مع دول الجوار "تركيا واسرائيل وايران "،
واكد اهمية الاتفاق الايراني السعودي، معربا عن سعادته بسماع رؤية السيد عمار الحكيم وبمقارنة الوضع هناك اختلاف كبير وهو قد اسهم ووالده في اقرار موقف شيعي عربي اسلامي عراقي منطقي للغاية
ونوه بمبادرة شيخ الازهر الذي تحدث مؤخرا في البحرين عن مبادرة حول الحديث بين الشيعة والسنة اعتبرها متوازنة وموازية للطريق الجديد الذي تتخذه السعودية ، فلا تقدم الا بالحوار بين الشيعة والسنة .
السفير احمد الدليمي
أسامة شرشر و سماحة عمار الحكيم