مدير المركز العربي للبحوث لـ ” النهار ” واشنطن تواجه العزلة والصين تلتهم التأثير الأمريكي فى الشرق الأوسط
فى ضوء استيلاء عناصر الحرس الثوري الإيراني على ناقلتي نفط ، واحتجاز تلك الناقلات قبالة سواحل إيران بالقرب من مضيق "هرمز" في "بندر عباس" القاعدة البحرية الإيرانية الرئيسة في الخليج العربي، دفعت هذه العملية الولايات المتحدة الأمريكية لنشر قواتها البحرية بشكل أكبر لحماية الشحن التجاري في الخليج من العدوان الإيراني.
من جهته قال هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشأن الإيراني إن قرار واشنطن الانتشار مرة أخرى والعودة لمنطقة الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الإيرانية متأخر بشكل كبير نظرا لأنها ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها إيران المياه الاقليمية وتهدد الملاحة البحرية أو تعتدي على سفن، ولكن السياق الإقليمي والدولي مغاير تماما نظرا للاتفاق السعودي الإماراتي.
وأضاف " سليمان " أن واشنطن أدركت أنها دون غطاء وفي حالة عزلة وهي تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه واستعادة ما تبقى لها من دورها بعدما تلاشت الشخصية الأمريكية في المنطقة وأصبحت تتوارى في مقابل ظهور فاعلين دوليين وإقليميين جدد مثل الصين وروسيا وإيران، وفي ظل عدم اعتمادية دول الخليج أو الدول الفاعلة إقليميا على الولايات المتحدة الأمريكية بما يشكله ذلك من فقدان الثقة مع واشنطن وقدرتها على اتخاذ تدابير وإجراءات أو حماية مصالح حلفائها وبالتالي أدت هذه الانتكاسة الأمريكية والسياسة الخارجية الضعيفة وعدم القدرة على التعاطي مع الملفات المهمة ومنها الملف الإيراني إلى بحث دول الخليج والسعودية على إدارة هذا الملف بشكل أحادي مع إيران وهو ما أفضى عن الاتفاق السعودي الايراني.
واعتبر " المتخصص فى الشؤون الإيرانية " أن هذه العودة مهمه لكنها غير مقنعة وهي عودة لاستعادة بعض الرونق وبعض المصالح لكن في النهاية ليست كافية وفقا لاختلاف العديد من الأمور على مستوى التحالفات الإقليمية والدولية حتى أن لم تكن بشكل معلن، مضيفا أن إدارة جو بايدن فشلت بشكل كبير في بناء صورة ذهنية ومدركات إيجابية، وبالنسبة للولايات المتحدة هي لم تنجح في التعاطي مع الأزمات المختلفة ولم تقنع الحلفاء أو حتى الدول الأخرى إلى مزيد من الثقة واليقين في التعاطي والتعامل مع الولايات المتحدة، وبالتالي هذه العودة هي ربما بداية لتصحيح بعض الأخطاء لكن قد لا تحقق هدفها لأن الأوضاع إقليما ودوليا وعلى مستوى الفاعلية والتأثير باتت في صالح إيران والجانب الروسي والصيني في هذه المنطقة لأسباب كثيرة وتقع المسؤولية الأساسية على الولايات المتحدة ذاتها في إدارة هذه الملفات.
واختتم " سليمان " حديثه بأن القرار سيخلف مزيد من الصدام ما بين واشنطن وطهران وسنعود مرة أخرى إلى مسألة المناوشات وحرب الناقلات والأدوات والأساليب الخاصة بالحرس الثوري وفيلق القدس والبحرية الأمريكية، وسيكون هناك مزيد من الصدام خلال الفترة القادمة ما بين طهران من جانب واشنطن وتل ابيب من جانب آخر.