جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

هل يشتعل البحر الأسود بين واشنطن وموسكو ؟

محمد عبد المعز -

حذر في وقت سابق عراب السياسة الأمريكية "هنري كيسنجر" في بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة علي أوكرانيا فبراير عام 2022 من تحدي الدب الروسي وتقديم المساعدات العسكرية من الجانب الغربي وعلي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية إلي أوكرانيا .

وشدد علي خطورة هزيمة روسيا في "حرب تقليدية" قد يكون نتيجتها اشتعال "الحرب العالمية الثالثة النووية " ويري ضرورة الانصياع للمطالب الروسية المشروعة في حماية أمنها القومي من عدم انضمام "كييف" إلي حلف الناتو العسكري والموافقة علي روسية الأقاليم الأوكرانية الأربعة المنضمة حديثا إلي روسيا بموجب استفتاءات رسمية في بداية العملية العسكرية التي تحولت إلي حرب شاملة دخلت في عامها الثاني بسبب المساعدات الهائلة المادية والعسكرية المقدمة من أوروبا والولايات المتحدة إلي كييف ويعلم بوتين جيدا استمرار الحرب التقليدية حتي عام 2025 مع إنتظار حرب الدبابات الصيف القادم .

وخلال تطور الصراع الأمريكي الروسي في أوكرانيا وقعت حادثة خطيرة وهي تحليق الطائرة الشبحية "إم كيو 9 ريبير" وتكمن خطورتها في عدم قدرة الرادارات علي رصدها ويمكنها التحليق منفردة دون طيار أو من خلف شاشة إلكترونية لأنها تعمل بالذكاء الاصطناعي .

وحلقت الطائرة الأمريكية في "البحر الأسود" جنوب أوكرانيا ليقوم الطيران الروسي بضرب الطائرة الشبحية ليحترق محركها وتضاربت الأنباء عن الذي استهدف الطائرة لتعلن الولايات المتحدة إنها اسقطت طائرتها وابطلتها لتسقطها في البحر الأسود بعد تعطل محركها .

ويتواصل وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" مع نظيره الروسي "سيرجي شويجو" بإتصال هاتفي بعد تحذير موسكو من تحليق واشنطن في "البحر الأسود" ليرد أوستن بإن الطيران الأمريكي له الحق في التحليق في الأجواء الدولية .

ويعقب الإتصال تعليق من مدير الاستخبارات الروسية "سيرجي ناريشكين " بإن روسيا سوف تحصل علي حطام المسيرة الأمريكية الغارقة في أعماق البحر لتحصل علي التكنولوجيا الأمريكية في تصنيع المسيرات في الوقت التي باتت فيه المسيرات في حروب الزمن الحالي هي عنصر الانتصار غير المكلف .

وتلك الصناعة الحديثة قد لفتت انتباه الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" خلال اعلانه زيادة ميزانية جيشه بوضع برنامج عسكري خاص لتصنيع المسيرات الحديثة بعد نجاح مسيرات "شاهد136" الإيرانية التي استخدمتها روسيا وقد اشترتها قبل اندلاع عمليتها العسكرية علي أوكرانيا .

وقد نجحت مسيرات موسكو في ضرب منظومة "هيمارس" الأمريكية للدفاع الجوي في أوكرانيا وهي باهظة الثمن مقارنةً بالمسيرة كما ضربت روسيا محطات الطاقة الكهربائية في الجانب المقابل استخدمت "كييف" نفس السلاح في استهداف مطار "ساراتوف" الروسي .

وكادت تؤدي لوقوع كارثة نووية بعد انفجار المسيرة بجوار طائرة "التابلوف 95" النووية الروسية أما جانب التناوش الروسي الأمريكي فعقب اسقاط المسيرة الأمريكية اخترق الطيران الروسي أجواء "استونيا" التابعة لحلف الناتو العسكري .