جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

هل تعود ”ليز تراس” للمشهد السياسي في بريطانيا ؟

محمد عبد المعز -

قررت رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس من حزب المحافظين مع رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الانخراط في المشهد السياسي البريطاني الحالي وفقا للصحيفة الإنجليزية نيويورك تايمز .

لكن لنرصد المشهد البريطاني كما تحدثنا عنه في مرات عده وما هي حقيقة الوضع السياسي والاقتصادي في لندن وما طبيعة المشهد الضبابي الذي يعيشه المواطن البريطاني المكلوم ؟

بات من الواضح الآن إن الأوضاع الإستراتيجية في مختلف دول العالم يؤثر عليها عاملين مهمين وهما الركود الاقتصادي والتضخم الكبير الذي حذر منه محللون اقتصاديون في الولايات المتحدة والحرب الأوكرانية الروسية التي أثرت علي ناقلات الحبوب الأساسية حول العالم .

ونعود للمشهد البريطاني التي كانت ضالعة في الحرب الروسية الأوكرانية بإرسال السلاح إلي أوكرانيا المُتمثل في مدافع الهاوتزر البريطانية ذاتية الدفع والتي إنصهرت أثناء سير المعارك وبعدها أرسلت ذخائر وقذائف مدفعية وأربع طائرات أباتشي بالإضافة إلي منظومة صواريخ "الكبريت" الذي يعمل بالليزر .

ونرجع لحياة المواطن البريطاني الذي كان يُعاني اقتصاديا في ظل توقف امدادات الغاز الروسي إلي لندن نتيجة أعمال تخريبية لخطي الغاز نوردستريم 1-2 الروسي في بداية العملية العسكرية الروسية عام 2022 .

وكانت أصابع الاتهام تُشير إلي روسيا بحجة افتعال أزمة تعيش فيها أوروبا ويكون هناك مبرر سياسي للشعب البريطاني في إرسال السلاح إلي أوكرانيا ضد روسيا وذلك علي المستوي المحلي .

أما علي المستوي الدولي يكون تجييش الدول الأوروبية الكبري في حرب ضد روسيا لكن كانت المفاجأة عندما كشفت تحقيقات الأمم المتحدة بأن روسيا بريئة وقال المتحدث باسم الكرملين حول تدمير خطوط الغاز الروسي بأن روسيا تمتلك معلومات حول تورط بريطانيا في ذلك الهجوم .

ونرجع للمواطن الإنجليز الذي أخبره المسؤولين أنه يعيش ظروف اقتصادية خانقة بسبب تآمر الإدارة الروسية عليه !!!

وطالبوه بعدم استخدام سخانات الغاز شتاءً وخفض درجتها بسبب عدم توفر الكميات المطلوبه وعاش المواطن الإنجليزي في أزمة طاقة تسبب بها المسؤول البريطاني في حقيقة الأمر !!!

وضاق المواطن الإنجليزي ذرعا بسبب عدم قدرته علي شراء الغذاء أو دفع فواتير الكهرباء أو الإيجار وكان هناك مشهد معبر عن الوضع الاقتصادي المُتردي الذي يعيشه الإنجليز في بلادهم .

وقد ذكرناه هنا من قبل عندما التقي "ريتشي سوناك " رئيس الوزراء البريطاني الحالي قبل الكريسماس بعدة أيام في عمل خيري قام به سوناك بتوزيع وجبة الافطار مجانا .

وتحدث مع شخص يبحث عن تناول وجبة مجانية لأنه لا يجدها من الأساس عن خططته لقضاء الكريسماس فكان رد المُتشرد الإنجليزي أنه يتمني الحصول علي مكان فارغ في أي كنيسة ليقضي تلك الليلة وانه بلا منزل لأنه لايملك دفع الإيجار .

وحصل سوناك الثري البريطاني من أصول هندية علي انتقادات واسعة من الشعب البريطاني وكذلك أعضاء "مجلس العموم البريطاني " مجلس النواب عندما تذكروا واقعة ارتداء سوناك لحذاء باهظ الثمن والشعب البريطاني يعاني في أزمته وكانت العبارة الشهيرة حول ذلك بأن سوناك بعيد تماما عن الواقع .

وكان خطاب سوناك خلال الكريسماس للشعب بتحمل فواتير باهظة الثمن لإرسال الدعم العسكري إلي أوكرانيا من أجل تحقيق الانتصار علي روسيا .

ليخرج المواطن الأوروبي في إضرابات واسعة مطالبين بزيادة الأجور ورفع سقف التأمين الصحي وشملت الإضرابات في الكريسماس الممرضات وسائقي الإسعاف وسائقي القطارات وضباط الجوازات وحرس الحدود وعمال البريد الملكي ونزل الجيش البريطاني لتولي تلك المهام .

بسبب حالة الشلل التي عاشتها الدولة البريطانية وانضم إليهم لاحقا مُعلمي المدارس لكن لم تتراجع الحكومة البريطانية عن سياستها ضد شعبها دون مراعاة حقوق الإنسان في حصول المواطن الإنجليزي علي الطعام والدواء والمسكن الملائم في سبيل الانتصار في أوكرانيا!!!

وكانت تري ذلك المشهد "ليز تراس" رئيسة الوزراء السابقة التي استقالت بعد44 يوما فقط بسبب فشل خطتها الاقتصادية التي اعتمدت علي تخفيض الضرائب وزيادة الأجور والمعاشات لكن من خلال الاقتراض الخارجي وتسبب ذلك في انهيار الجنيه الإسترليني أمام العملات الأخري .

واستقالت بعد ضغط من أعضاء الحكومة وحزبها المحافظين وتري أن أعضاء حكومتها من وراء انسحابها من ذلك المنصب وتسعي للعودة للمشهد السياسي لإنقاذ بريطانيا من وضعها .

وفي اتجاه أخر حاول " بوريس جونسون" الذي عُزل هو الأخر من منصب رئاسة الوزراء البريطانية نتيجة للضغوط الاقتصادية مع العلم أنه من مرر اتفاق "البريكست" لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي وقد كلف ذلك المواطن الإنجليزي 300 جنيه إسترليني علي فواتيره الشهرية دون تخفيضها كما كان يظن ويسعي المواطن الإنجليزي للعودة إلي الاتحاد الأوروبي بعد الويلات التي عاشها .

وقد فشلت فيه تيريزا ماي وعاد جونسون كبطل أمام الشعب البريطاني في الأيام الماضية للمشهد السياسي أنه قد حصل علي تهديد بالقتل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اندلاع العملية العسكرية فبراير عام 2022 في حالة انضمام أوكرانيا إلي حلف الناتو العسكري .

وأضاف جونسون أن بوتين هدد بضرب لندن وإغراقها بصاروخ نووي في دقائق معدودة لكن نفي المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف تلك الادعاءات علي الرئيس الروسي بوتين .