جريدة النهار المصرية

فن

في ذكرى رحيلها.. رحلة معاناة «الست» مع داء «جريفز» الذي أجبرها على النضارة السوداء والمنديل

إسلام أحمد -

حنجرة ذهبية أطرب أذان العالم بأسره، وسلطنت الأطفال والكبار، قال فيها أباطرة الفن والسياسة أشعار، رغم مرور 48 عامًا على رحيلها، والذي تحل ذكراه اليوم، إلا أنها مازالت قادرة بإرثها الغنائي أن تُذهل الأجيال المتتالية حتى يومنا هذا، مستحوذة على ألقاب لم فنية كثيرة لم يستطع حتى الآن أن يقترب منها أحد، للدرجة التي تساءل فيها البعض، من أين أتت الست أم كلثوم «صاحبة الحنجرة الذهبية»، والتي لم تكن تعلم أن القدر يخبأ لها معاناة مع مرض فرط نشاط الغدة الدرقية «جريفز»، والذي سيحرمها العلاج منه من تلك الحنجرة التي أنعم الله بها عليها، وأطربت بها القاصي والداني، ففضلت أن تتحمل الإجهاد والتعرق والتوتر ورفرفة القلب وجحوظ العينين، وأن تضحي بشكلها في سبيل الاحتفاظ بحنجرتها التي أحبها الجميع، وأصبحت النضارة السوداء والمنديل جزءًا منها، فما قصة معاناة «كوكب الشرق» مع مرض فرط نشاط الغدة؟ وما علاقة النضارة السوداء والمنديل بمرضها؟

معاناة «الست» مع داء جريفز

بدأت معاناة أم كلثوم بعد إصابتها بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية «داء جريفز»، الذي أثر على مسيرتها في عالم التمثيل وأبعدها عن الأضواء بعدما قدمت 6 أفلام للسينما المصرية.

سر تمسك «كوكب الشرق» بالنضارة السوداء والمنديل

معاناة «الست» مع داء جريفز المناعي، من أعراضه التي كان منها جحوظ العينين وترهل الجفون ورعشة اليدين والتعرق الزائد باستمرار، وتضخم في الغدة الدرقية، الأمر الذي اضطرها إلى ارتداء النضارة السوداء؛ لتخفي الجحوظ الذي أصاب عينيها.

ربما يعتقد البعض حتى وقتنا هذا، أن المنديل الذي كانت تمسك به «كوكب الشرق»، أنه للزينة، إلا أنها كشفت في إحدى اللقاءات الإذاعية أن سبب استخدامها له، تعرضها للتعرُق الزائد من كفيها، ولتسيطر على الرعشة التي كانت تنتاب يديها بين الحين والآخر، وقالت: "الناس تعتقد إن المنديل زينة، ولكن لم يعرف أحد إني أقلق من الجمهور وأعمل له ألف حساب، وهو ده سر المنديل".

رحلة العلاج المميتة

ورغم تلك المعاناة اختارت أم كلثوم الأوجاع، والتغيرات الشكلية، على إجراء العملية الجراحية في الغدة الدرقية، نظرًا لقربها من الأحبال الصوتية، التي تعد رأس مالها، والعطية التي ميزها الله بها، لاسيَّما وأنها لم تحصل على ضمانات مؤكدة من الأطباء أن صوتها لن يتأثر بالعملية.

وفي 1953 أقبلت صاحبة الحنجرة الذهبية على مخاطرة أخرى، في سبيل الحفاظ على قيثارتها التي أطربت الجميع، ومحاولة لإيجاد علاج يخلصها من معاناتها دون جراحة، وسافرت إلى ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، للخضوع للعلاج باليود المُشع، شديد الخطورة -آنذاك-

مجازفة «كوكب الشرق»، بصحتها على حساب صوتها، مكنتها من الحفاظ على صوتها القوي حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، إلا أن مضاعفات المرض والتعرض لليود المُشع، سلباها صحتها شيئًا فشيئًا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، في مثل هذا اليوم، عام 1975م بمضاعفات الفشل الكُلوي.