جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

واشنطن تفكر في تخفيض الدعم العسكري لأوكرانيا

تقرير - محمد عمر -

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" كان لديها هدفان عسكريان مهيمنان في الحرب الروسية الأوكرانية، الأول هو حرمان "موسكو" من الانتصار على أوكرانيا، والثاني هو تجنب التدخل الأمريكي المباشر في القتال، فمن خلال عمليات نقل أسلحة نوعية واسعة النطاق إلى أوكرانيا، تمكنت "واشنطن" من تحقيق كلا الهدفين إلى الآن، لكن مع بداية السنة الثانية من الحرب في أوكرانيا، بدأ يلوح في الأفق تحدٍ استراتيجي ثالث وهو الحفاظ على الاستعداد العسكري الأمريكي في منطقة شرق أسيا؛ نظرًا لما تشهده تلك المنطقة من توترات بين اليابان والصين وكوريا الشمالية والجنوبية.

وأضافت أن الدعم العسكري الأمريكي غير المحدود لأوكرانيا سيقل بشكل ملموس من إمداد "البنتاجون" بالأسلحة إلى أوكرانيا، وذلك بحسب تقرير نشرته مجلة "Defence One" عن تصريحات وزير البحرية الأمريكي "كارلوس ديل تورو"، حيث قال: "إنه إذا استمر الصراع في أوكرانيا لمدة ستة أشهر أخرى، فإنه بالتأكيد سيضغط على سلسلة توريد الأسلحة إلى أوكرانيا بشكل ملحوظ"، مضيفًا أن "البنتاجون" يعتقد أن الصين تزيد من قدراتها العسكرية في الأوانة الأخيرة من أجل ضم تايوان بحلول عام 2027.

الجدير بالذكر أن الأسلحة الرئيسة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا حتى الآن، بما في ذلك قذائف المدفعية الموجهة من طراز "Excalibur" وصواريخ "جافلين"، من غير المرجح إعادة تخزينها لمدة خمس سنوات على الأقل، وذلك بحسب تقرير صدر هذا الشهر عن مركز "الدراسات الاستراتيجية والدولية".

وأوضحت أن الولايات المتحدة لديها التزامات في ثلاث مناطق رئيسة في العالم، هي شرق أسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ورأى الرئيسان "دونالد ترامب" و"جو بايدن" أن منطقة "شرق آسيا" هي المنطقة الأهم من بين تلك المناطق؛ لذلك سعى "بايدن" إلى دعم الميزانية العامة الاستراتيجة للولايات المتحدة من خلال التخلي عن الالتزامات في المناطق الأخرى.

وأفادت بأن زيادة الإنفاق العسكري من قبل إدارة "ترامب"، والضغط على دول "الناتو" لزيادة مساهمته، أديا إلى تحسين قدرة "واشنطن" على الوفاء بسياستها الخارجية، وأن الإنفاق العسكري الأمريكي لا يزال أقل بكثير كحصة من الناتج المحلي الإجمالي مما كان عليه خلال الحرب الباردة، ويسعى الجمهوريون في "الكونجرس" إلى إجراء تخفيضات في الإنفاق العسكري.

وتطرقت إلى أن الانهيار العسكري الروسي المفاجئ في أوكرانيا كان من الممكن أن يؤدي إلى تخفيف معضلة "واشنطن" الاستراتيجية، من خلال السماح لها بالتركيز بشكل مكثف على الصين في السنوات المقبلة، و"واشنطن" كانت غير مستعدة للمخاطرة بحرب مباشرة مع روسيا لتحقيق ذلك، مشيرًا إلى أنه من مصلحة الصين استمرار الحرب في أوروبا؛ حتى تُستنزف الذخائر الأمريكية؛ من أجل تسهيل عملية ضمها لـ "تايوان".