جريدة النهار المصرية

ثقافة

حسين حمودة ناعيا صلاح فضل: الراحل امتلك مشروعا متكاملا

 الدكتور حسين حمودة
-

أعرب الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة، عن حزنه على رحيل الناقد والمفكر صلاح فضل عن عمر ناهز 84 عاما، بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز.

وقال حمودة: "في غمرة الحزن والتعب لا أستطيع الآن الكتابة عنه، فقط أجلس منهكا وأستدعي المسيرة التي أتاحت لي فرصا عظيمة للقاء به في مؤتمرات، وفي مناقشات رسائل وفي اجتماعات وعبر مكالمات مطولة، ولا أستطيع الآن أن أشير ولو بسرعة، لما يستحق التوقف عنده بالتفصيل فيما تركه لنا من عطاء نقدي".

وأضاف في منشور له على صفحته الشخصية "فيسبوك": "فقط أستعيد، بسرعة ملامح كنت قد رصدتها بتأنٍ عن مشروعه النقدي: مشروع الدكتور صلاح فضل النقدي ممتد ومتنوع وغني ومتكامل أيضا".

وتابع: "فهو ممتد زمنيًا، وعلى مستويات أخرى، مُنذ كتابه المبكر: من الرومانث الإسباني- دراسة ونماذج، الصادر قرب منتصف سبعينيات القرن الماضي، وحتى كتبه الأخيرة ومنها سرديات القرن الجديد وشعر هذه الأيام".

واستطرد: "ومُنذ الكتاب الأول وحتى الكتب الأخيرة، رحلة قطعها صلاح فضل، ولم يتوقف فيها أبدًا، عبر ما يزيد على 4 عقود.. ولم يتشكك خلالها أبدًا في جدوى العمل الدائم، ولم يَشكُ فيها أبدًا من طول المسيرة".

وواصل حمودة: "ومشروعه متنوع لأنه زاوج بين ما لا يتزاوج عادة، وجمع بين اهتمامات كلها تترامى في حقول إبداعية ومعرفية متنوعة، وتمتد نماذجها الإبداعية عبر فترات تاريخية طويلة جدًا".

واختتم: "مشروعه متسائل تأسس على تساؤلات وقضايا حقيقية حول المناهج النقدية الغربية الحديثة وعلاقتنا بها، وحول حراك الأنواع الأدبية، وحول وشائج الثقافات المتعددة، وحول ما يبقى وما يتوارى من نماذج الإبداع في عصور مختلفة، وحول أبعاد الصلة بين النقد النظري والنقد التطبيقي، وحول علاقة التخيل الإبداعي بالحرية، وغير هذا كثير، ولهذا كله فمشروعه غني ومتكامل، ومن المؤكد أنه مما سوف يبقي فيما سوف يبقي من الكتابات النقدية العربية كبيرة القيمة وكبيرة المقام وله الراحة والرحمة، ولنا التعب والحزن".