جريدة النهار المصرية

مقالات

شعبان خليفة يكتب : تقرير ”كوليرز” حول سوق التعليم فى مصر

شعبان خليفة
-

"مؤسسة كوليرز لخدمات التقييم والاستشارات التعليمية" مؤسسة عالمية كبيرة ورائدة فى مجال خدمات الاستشارات التعليمية والعقارية لها حوالى 512 مكتبًا فى 68 بلدًا، ولها مقر إقليمى فى دولة الإمارات.. أصدرت المؤسسة تقريرًا مهمًا وموثقًا عن "قطاع التعليم المدرسى فى مصر" والفرص غير المحدودة للاستثمار فيه حتى عام 2030، تلقيت نسخة منه. يأتى اهتمام المؤسسة بالتعليم فى مصر والفرص المتاحة للاستثمار فيه بحسب التقرير كون مصر أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، حيث يصل تعدادها السكانى إلى أكثر من 100 مليون نسمة، يشكل طلاب المدارس حوالى 31% منهم، ولذا تضم مصر أكبر عدد من طلاب مرحلة التعليم المدرسى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث بلغ عددهم حوالى 23 مليون طالب عام 2020، وتحتضن منطقة القاهرة الكبرى نسبة 20% منهم. ويمثل التعليم أحد الأعمدة الأساسية لعملية التنمية فى مصر، حيث ينص الدستور المصرى على أحقية كل مواطن فى الحصول على التعليم المجانى الذى توفره الدولة، مع تخصيص 4% على الأقل من الناتج المحلى الإجمالى للتعليم. ومن المقرر أن يحظى التعليم بـ8.26% من إجمالى الإنفاق المخطط له فى ميزانية 2022- 2023 والبالغ 1.2 تريليون جنيه مصرى، أى ما يعادل 6.555 مليار جنيه مصرى، والذى يشكل زيادة بنسبة 8.22% بالمقارنة مع ميزانية 2021 – 2022، كما سيتم تخصيص3.15 من إجمالى الميزانية، أى ما يعادل 317 مليار جنيه مصرى، لمرحلة التعليم المدرسى. ويشير التقرير إلى التوسعات التى شهدتها القاهرة والنمو العقارى فيها، حيث يقدر عدد الوحدات السكنية فى منطقة القاهرة الكبرى بحوالى 5.5 مليون وحدة سكنية، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.6 مليون وحدة بحلول عام 2030 مع تحولات فى رغبات المواطنين من السكن فى الوحدات الفردية إلى السكن فى التجمعات السكنية، حيث يتوفر لهذه التجمعات مرافق مناسبة، مثل مرافق الصحة والتعليم والبيع بالتجزئة والترفيه. حسب التقرير الذى بين أيدينا فإن هذه التغييرات أدت إلى زيادة الطلب على المدارس القريبة من هذه التجمعات السكنية فى مختلف أنحاء مصر؛ مما يتطلب مزيدًا من الاستثمارات فى التعليم. يتوقع التقرير أن قطاع التعليم المدرسى بحلول عام 2030 وبناءً على معدل النمو السكانى السنوى مصر البالغ 5.2% أن يصل إجمالى الطلب على التعليم المدرسى فى مصر إلى 34 مليون طالب جديد بحلول عام 2030، بالمقارنة مع 23 مليون طالب جديد فى عام 2020، مما يفرض الحاجة إلى 11 مليون مقعد دراسى جديد بحلول 2030. وبملاحظة زيادة الإقبال على التعليم الخاص، خاصة فى القاهرة التى تحتضن 54% من الطلاب المسجلين فى المدارس الخاصة بمصر أى أكثر من نصف الطلاب، فإن ذلك يشير إلى وجود فرص ضخمة للاستثمار فى التعليم بمصر. والتقرير ينتهى بالأرقام إلى حقيقة أن مصر هى أكثر الوجهات الجاذبة للاستثمار فى الشرق الأوسط لمن يتطلعون إلى إثبات حضورهم فى هذا المجال.