جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

شبح نفاد الوقود يهدد الأوروبيين في الشتاء القادم

محمد عبد المعز -

حذرت وكالة الطاقة الدولية الاوروبيين اليوم الاثنين من نفاد الوقود في الشتاء القادم وأنهم ينبغي ان يقتصدوا في إستهلاك الغاز تجنبا لنفاذ المخزون في الشتاء القادم ،فقد اوضحت إشارات المسح للصناعات التحويلية تراجعا في منطقة اليورو.

وجاء في تقرير الغاز للوكالة الموجودة بباريس أنه من أجل الحفاظ علي أحتياطي الغاز ينبغي تقليل الاستخدام بنسبة تتراوح مابين 9الي 13 بالمئة مقارنة بمتوسط الاستهلاك في الأعوام الخمسة الماضية،ويقول التقرير اذا استمرت نسب إنخفاض الغاز بنسبة تتراوح مابين 25 الي 30 بالمئة من الممكن ان تتعرض إمدادات الغاز للإنقطاع اذا تعرضت لموجة برد شديدة قد تنقطع تماما .

ومن المتوقع ان تقوم موسكو بوقف الإمدادات تماما في نوفمبر المقبل في ظل ما يحدث من تحالف غربي أوروبي مع أوكرانيا ضد موسكو إعتراضا علي حربها التي شنتها علي أوكرانيا في فبراير الماضي من عامنا هذا وقد جاءت العقوبات الاقتصادية المشددة علي روسيا ليأتي الرد الروسي بتقليص توريد الغاز لأوروبا من خط نورد ستريم1.

ثم وقع حادث تخريبي بخط غاز نورد ستريم 2 المار من روسيا عبر بحر البلطيق الي ألمانيا أدي الي تسرب الغاز من الخط وبالتالي توقفه تماما عن العمل .

وتبادلت الاتهامات بين موسكو والدول الغربية حول من قام بتلك الاعمال التخريبية في الخط ،فقد صرح مدير الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي نارشيكين ،ان روسيا تواصل جمع الحقائق حول الاعمال التخريبة لخطي أنابيب نورد ستريم .

وقد ذكر مدير الاستخبارات ذلك وفقا لوكالة "تاس" الروسية للانباء عند ظهوره تليفزونيا عبر قناة روسيا1 قائلا انهم يواصلو جمع المعلومات وان البيانات التي نشرت من قبل ،والبيانات التي لم تنشر تشير الي اتجاه أصابع الإتهام نحو الغرب .

ويؤكد مدير الاستخبارات ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل ان التحالف الأنجلو ساكسوني يواصل تدمير البنية التحتية للطاقة في اوروبا وقال انه من الواضح للجميع من المستفيد.

وعلي الاتجاه الاخر قد تلجأ الدول الأوروبية الي البحث عن بديل سريع قبل دخول الشتاء بإستخدام محطات الطاقة النووية في توليد الكهرباء .

فقد اعلنت وزيرة الطاقة الفرنسية انييس بانييه روناتشر ف3سبتمبر الماضي ان عملاق الطاقة الفرنسية "إي دي أف" الذي يستخدم الطاقة النووية يستأنف العمل بعدما كانت هناك خطة للتوقف عن استخدام الطاقة الذرية لإنتاج الكهرباء فقد توقف 32 مفاعلا عن العمل من أصل 65 مفاعلا في البلاد .

وتعتمد باريس في انتاج كهربائها علي الطاقة النووية بنسبة 67% و7% من الغاز الروسي وبدأت باستئناف العمل لتوفير الكهرباء لباقي الدول الاوروبية خلال الشتاء القادم بسبب الازمة الروسية.

وقد اعلنت باريس ان هناك جدولا زمنيا لعمل جميع محطات الكهرباء النووية لكن من المتوقع ان تنقطع الكهرباء عن المنازل الفرنسية لمدة ساعتين يوميا في الشتاء القادم حتي تدخل جميع المحطات للخدمة التي يحدث لبعض منها صيانات دوريةأو إصلاحات نتيجة التآكلات التي تصيبها.

وعلي طريقة باريس تسير الدول الاوروبية فقد ظهرت دعوات في الحزب الديمقراطي الحر بألمانيا الي التراجع عن تقليص استخدام المفاعلات النووية في إنتاج الكهرباء .

وقد صار علي ذلك النهج كلا من بلجيكا والسويد التي كانت تفكر في تقليص استخدام الطاقة النووية خلال العشر سنوات الماضية لكن مع احتدام الازمة الروسية الاوروبية بسبب الحرب الحالية يصبح البديل النووي للطاقة الكهربائية افضل لانه أرخص ثمنا ويبقي بشكل أكبر .