جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كبير الأطباء الأمريكيين ينتقد عزوف بعض الولايات عن الترويج لتطعيم كورونا

-

انتقد الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية وكبير المستشارين الطبيين للرئيس جو بايدن، تزايد الانقسامات فيما يخص السياسة الوطنية للاستجابة لتفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وهو ما ظهر في عزوف بعض الولايات عن الترويج لحملات التطعيم ومحاولات الكونجرس لمنع مليارات الدولارات من تمويل هذه الحملات.

وقال فاوتشي (في مقابلة أجراها مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية نُشرت في عدد اليوم الأحد) إن مثل هذه الانقسامات تُعيق جهود الاستجابة الوطنية للوباء وتُشتت الانتباه اللازم للتركيز على العدو المشترك- وهو الفيروس نفسه محذرًا من أن ظاهرة "شيطنة" لقاحات كوفيد-19 وتخويف الناس من تلقيها يمكن أن تمتد إلى برامج تحصين الأطفال، ومن ثم عودة تفشي الأمراض.

وأضاف فاوتشي:" أنا قلق من تزايد وتيرة المواقف المناهضة للتطعيم لدى شرائح معينة من السكان، بنحو يُنذر بأن ينتقل مثل هذا النوع من المواقف السلبية إلى تطعيمات الأطفال، وهو أمر مأساوي للغاية"، وتابع:" إذا تراجعت عن استخدام اللقاحات ضد أمراض الطفولة الشائعة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، فسوف تصل إلى المرحلة التي ينتهي بها الأمر إلى تفشي الأمراض التي يمكن تجنبها بسهولة".

وهنا أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن ولاية نيويورك أعلنت حالة الطوارئ الأسبوع الماضي بعد اكتشاف حالات مصابة بفيروس شلل الأطفال في عدة مقاطعات..وأشارت إلى أن الأطباء شخصوا في يوليو الماضي أول حالة لشلل الأطفال في الولايات المتحدة منذ عقد من الزمان في "روكلاند"، وهي مقاطعة بها معدل تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال يبلغ 60 في المائة فقط للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين، وهي نسبة أقل بكثير من مستوى 95 في المائة اللازم للوصول إلى مناعة القطيع.

وعانت "روكلاند" أيضًا من تفشي مرض الحصبة في 2018-2019، والذي أدى إلى إصابة 312 شخصًا بالمرض، وكان مرتبطًا بانخفاض معدلات التطعيم ضد الحصبة في المقاطعة.

وفي يوليو أيضًا أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانات تظهر أكبر انخفاض مستدام في لقاحات الأطفال العالمية، منذ ثلاثة عقود بسبب الاضطراب الناجم عن كوفيد، كذلك أشارت دراسة حديثة إلى انخفاض نقطة مئوية واحدة في معدلات التغطية الأمريكية للتطعيمات الرئيسية للأطفال بين عامي 2020 و 2021.

مع ذلك أبدت إدارة بايدن قلقها من أن الانقسامات السياسية الصارخة التي عرقلت في بعض الأحيان، نشر لقاحات كوفيد في الولايات المتحدة يمكن أن تساعد على انتشار المواقف المناهضة ضدها، حيث تلقى فقط ثلثا الأمريكيين جرعتين من لقاحات كوفيد بينما حصل ثلثهم فقط على جرعة معززة، وهي أقل بكثير من معدل التغطية في معظم الدول المتقدمة الأخرى.

وحول هذا الأمر قال فاوتشي إن مسئولي الصحة العامة بحاجة إلى تكثيف الجهود لمواجهة المعلومات الخاطئة، على وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين التواصل لبناء ثقة الجمهور في اللقاحات والصحة العامة، ودعا حكومات الولايات والكونجرس إلى "التكاتف" لدعم الجهود المبذولة للقضاء على الوباء وتعزيز الصحة العامة، بما في ذلك جهود التطعيم.