بورما: أكثر من 20 الف نازح جراء العنف في ولاية راخين

-
قالت الحكومة البورمية إن أكثر من 22 ألف شخص اضطروا إلى النزوح عن مساكنهم بسبب العنف الذي اجتاح ولاية راخين البورمية، مضيفة أن معظمهم ينتمون إلى أقلية الروهينغا المسلمة.وقال مسؤولو الأمم المتحدة الذين انضموا إلى الجولة التي نظمتها الحكومة إن العديد من النازحين الذين يعيشون في ظروف معيشية بائسة بالمخيمات أو القوارب التي لجأوا إليها أو الجزر التي آووا إليها أو قمم التلال التي هربوا إليها يحتاجون إلى مساعدات عاجلة.وسمح لمسؤولي الأمم المتحدة بالانضمام إلى الجولة التي نظمتها الحكومة البورمية السبت وشملت المناطق المتضررة في ولاية راخين.واعترفت الحكومة البورمية في وقت سابق بأن أكثر من 80 شخصا قتلوا وأُحرق أكثر من 4600 منزل ودمرت قرى برمتها في العنف الدائر بين البوذيين من عرقية الراخين ومسلمي الروهينغا.وبلغ العدد الإجمالي للنازحين منذ اندلاع العنف العنف بين الطرفين في يونيو/حزيران الماضي إلى 100 ألف شخص.وتعتبر الحكومة البورمية أفراد أقلية الروهينغا مهاجرين غير شرعيين، ويقول المراسلون إن هناك حالة عداء على نطاق واسع تجاه الروهينغا.ناجونوتحدث ناجون مسلمون من العنف الطائفي في غرب البلاد الذي دام ستة أيام الاحد عن فرارهم من طلقات الرصاص والمنازل المحترقة ليهربوا على متن قوارب صيد بعد هجوم جيرانهم من عرقية راخين التي كانت تعيش يوما إلى جوارهم في سلام.وتقول الامم المتحدة ان 22587 شخصا نزحوا عن ديارهم بعد الاضطرابات بين المسلمين والراخين والتي اسفرت عن مقتل 67 شخصا على الاقل في ولاية راخين.وقالت اشرا بانو البالغة من العمر 33 عاما وهي أم لأربعة اطفال فرت من بلدة كياوكبيو بعد ازالة الحي المسلم بها يوم 24 اكتوبر/ تشرين الاول طلب منا ان نبقى في منازلنا لكنهم اضرموا فيها النار.واضافت عندما كنا نهرب كان الراخين والشرطة يطلقون النار على الناس. لم نتمكن من اطفاء النيران. حاولنا الهرب فقط.وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك نشرت في وقت سابق صورا بالاقمار االاصطناعية تظهر دمارا شبه كامل للجزء الذي تقطنه اغلبية مسلمة في كياوكبيو.أهميةوتمثل البلدة التي تقع على بعد نحو 120 كيلومترا إلى الجنوب من سيتوي عاصمة ولاية راخين اهمية كبرى لأكثر استثمارات الصين في بورما استراتيجية وهو خط الأنابيب المزدوج الذي ينقل النفط والغاز الطبيعي من خليج البنغال إلى اقاليم الصين الغربية المتعطشة للطاقة.ولم ترد انباء عن وقوع اشتباكات جديدة الاحد لكن صحفيا في رويترز في مخيم تي تشونج القريب من سيتوي شاهد تدفقا مطردا من النازحين الجدد خاصة من كياوكبيو حيث تقول منظمة هيومن رايتس ووتش بناء على تحليلها لصور الاقمار الاصطناعية ان اكثر من 811 بناية ومنزلا عائما دمروا.وقالت زوميلة البالغة من العمر 63 عاما وهي تبكي وسط حشد من الناس في مخيم تي تشونج هاجمنا الراخين بمدي.. أشعلوا النيران في منازلنا رغم أن ليس بها شيء يهمهم. غادرت بالملابس التي أرتديها فقط.وتقول الحكومة إن ثلاثة آلاف منزل على الاقل دمرت في ولاية راخين منذ 21 أكتوبر. وتقول جماعات حقوقية إن عدد القتلى أكثر بكثير على الأرجح من العدد الرسمي.إلا أن أحد البوذيين الراخين أبلغ رويترز رواية مختلفة عبر الهاتف. لقد قال إن الراخين والمسلمين اشتبكوا مع بعضهم البعض بالمدي والسيوف والهراوات ثم أشعل المسلمون النيران في منازلهم كملاذ أخير وهربوا.حفاةوترجل رجال ونساء حفاة من قوارب صيد وتسلقوا الجسور الطينية إلى مخيم تي تشونج وهم يحملون أطفالا وبعض الممتلكات التي أنقذوها من الحريق.وقالت نورا حسين البالغة من العمر 54 عاما وهي احدى ساكنات كياوكبيو رأيت العديد من القتلى.. لم نرد على العنف. كيف يمكننا ذلك؟ نحن نعيش في مكان محاط بقرى الراخين. هربنا إلى الشاطيء وفررنا بالقارب.ومخيم تي تشونج أقيم بعد تفجر سابق للعنف الطائفي في يونيو والذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا وشرد 75 ألفا على الأقل في نفس المنطقة وهو مكتظ وغير مؤهل لاستيعاب المزيد من النازحين.وقال مسؤول محلي طلب عدم نشر اسمه إن 47 قاربا يقل 1945 من الروهينجا من الرجال والنساء والأطفال وصل إلى قرى قرب سيتوي في الأيام القليلة المنصرمة.والمساعدات الوحيدة في المخيم عبارة عن أكياس من الأرز من برنامج الأغذية العالمي ويمكن استخدام الأجولة الخالية كحشيات للنوم. وينام كثيرون أسفل الأشجار.ولم ير مراسل رويترز أي أطباء وبعض سكان المخيم يعانون من الملاريا والأطفال عراة وكثير منهم يعاني من سوء التغذية.