علي الشرنوبي يكتب: كل سنة وغيرنا ليسوا طيبين !!

-
لافته كبيرة في الشارع تقول أن الدعوة السلفية وحزب النور يهنئان الإخوان المسلمين والحرية والعدالة بالعيد المبارك...!!تفسير هذه اللافتة خطير جدا ومعناها بالفعل مخيف.. فالدعوة السلفية بصفتها صاحبة التوكيل الحصري للإسلام في مصر وبصفتهم الأكثر إيمانا إن لم يكونوا المؤمنين الوحيدين.. يهنئون شركائهم في الإسلام والمسلمين والوحيدين الآخرين في مصر وهم الإخوان المسلمين وحزبهم الحرية والعدالة فقط بصفتهم هم فقط من يحمل حق توزيع الإسلام في مصر ومنح صكوك الشهادة والإيمان للآخرين.. أما باقي الشعب فلا هو مسلم ولا يستحق التهنئة ولا هو محسوب على من يخصه العيد المبارك بشيء.. فباقي المصريين ممن ليسوا من هاتين الفرقتين هم أقل من أن يتوجه لهم الحزبان الإسلاميان بالتهاني على أساس أنهم زنادقة وخوارج ومنافقين ولم ينالوا شرف الإسلام ولقب المسلمين..!!إذا كانت هذه هي رؤية الإسلاميين وأصحاب اللحى الى باقي الشعب فهذا بالطبع مؤشر خطير جدا ويأخذنا الى متاهات التفرقة على أساس الزي واللحية وتحديد من يستحق لقب مسلم وبالتالي لقب مواطن على أساس انتماؤه الديني ومقدار تشدده أو إلتزامه بما يعتقدون أنه الزي الرسمي أو اليونيفورم للمسلمين.. ومن لا يلتزم به أو يكون حليقا فهو بالتأكيد أقرب الى الكفر منه إلى الأيمان.. والى الطرد من جنة الرحمن.. والى الدرك الأسفل من الجحيم نتيجه للإختلاف والعصيان.هذه هي العقول - بالقاف وليس الجيم- التي تحكمنا.. والتي أعطاها الشعب الكافر الزنديق أصواته لتحكمه وتتحكم به وتركبه وتتسلط عليه، هذه هي أفكار من يجردون أنفسهم لإعطاء المثل والقدوة عن الإسلام، ويمثلون - علينا - دور حامى حمى العقيدة وأتباع السلف الصالح وخير خلف لخير سلف والمرابطين في الأرض.. فهذا هو مستقبلنا ودورنا ومكاننا الذي وضعنا وسنضع أنفسنا فيه بإختياراتنا وأصواتنا وما تجنيه أيدينا.. وهذا هو واقعنا وموقعنا الذي نعيش ونغوص فيه ونضع أبنائنا به دون ذنب جنوه أو فعل فعلوه.. فمن ظن الشعب أن موسى لم يكن سوى بديلا لفرعون.. ومن إعتقد أنهم سيحكمون كما حكم الخلفاء الراشدون لم يحكموا سوى بما فعل الغافلون.. ومن أعطى قياده لتجار الدين والشعارات لم ينجو من إحتقارهم وتصنيفهم وأصبح هو أول المطرودين من النعيم والجنات.. فمن يسخر كلام الله وأحاديث رسوله لينال أغراضه الدنيويه لا نستبعد عنه الإنقلاب على أتباعه وناخبيه إذا ما أمرته مصالحه وأهوائه بذلك.. وسيعلم الذين إختاروهم عن جهل أو حسن نية أو طمعا أو كرها للنظام البائد والعصابة القديمة أو إنخداعا بزيهم ولحاهم ومعسول كلامهم ونجواهم.. سيعلم كل هؤلاء وإولئك أي منقلب سينقلبون..وحسبنا الله ونعم الوكيل