جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

بلومبرج: بلدان العالم بحاجة إلى زيادة المدن الخضراء لتجنب الكوارث التي تسببها درجات الحرارة المرتفعة

محمد عمر -

- على الدول أن تعمل على خفض الانبعاثات، وتعزيز الاستثمار في الطاقة الخضراء والتقنيات ذات الصلة، وتوفير التمويل للأبحاث الخاصة بالتقنيات المتعلقة بالمحافطة على البيئة، مثل: تقنية التقاط الكربون، وتقنية الاندماج النووي الحراري.

• تدرس مقاطعة "إشبيلية" الإسبانية بالتعاون مع مؤسسة "أدريان أرشت روكفلر" تصنيف موجات الحرارة ووضع معايير للتعرف عليها وتحديد حالات الطوارئ.

• تجاوزت درجات الحرارة في "نيودلهي" 49 درجة مئوية، فيما عانت الملايين في الولايات المتحدة من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة طوال شهر يوليو.

نشرت "بلومبرج" تقريراً يسلط الضوء على ارتفاع درجات الحرارة في العديد من بلدان العالم، فعلى سبيل المثال، تجاوزت درجات الحرارة في "نيودلهي" 49 درجة مئوية، فيما عانت الملايين في الولايات المتحدة من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة طوال شهر يوليو، وفي أوروبا التي اجتاحتها حرائق الغابات، أُعلنت بريطانيا حالة الطوارئ العامة بعد صدور إنذار من الدرجة الحمراء لأول مرة، بسبب موجة الحرارة الشديدة التي ضربت البلاد، إذ بلغت درجة حرارة "لندن" 40 درجة مئوية.

وتابع التقرير أن العديد من دول العالم صنفت شهري يونيو ويوليو، من بين الشهور التي ارتفعت فيها درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

ويرى العديد من خبراء المناخ أن الوضع سيزداد سوءًا؛ بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي الهند وباكستان أوضحت بعض الدراسات أن الحرارة ارتفعت 30 درجة مئوية بسبب تغير المناخ، ويعتقد البعض أن درجة الحرارة ستتجاوز 40 درجة مئوية في بريطانيا كل 3 سنوات حتى عام 2100، إذا لم يتم تقليل انبعاثات غازات الاحبتاس الحراري.

وتشهد الدول مترامية الأطراف في العالم تغيرًا كبيرًا في الطقس، كما تعاني المدن الأوروبية وخاصة في الريف، الذي كان يتميز باعتدال درجات الحرارة طوال العام، درجات حرارة مرتفعة ورطوبة شديدة أدت إلى اختناق الحيوانات، وذبول المحاصيل، كما أدت الحرارة المرتفعة إلى صعوبة تأدية الأشخاص لأعمالهم، خاصة في المناطق التي لا تتوفر بها مكيفات الهواء.

وتطرق التقرير إلى أنه ينبغي على الدول لمواكبة المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراراي، أن تعمل على خفض الانبعاثات، وتعزيز الاستثمار في الطاقة الخضراء والتقنيات ذات الصلة، وفرض عقوبات أعلى على الدول التي لا تزال تتسبب في انبعاثات الكربون، وتوفير التمويل للأبحاث الخاصة بالتقنيات المتعلقة بالمحافظة على البيئة، مثل: تقنية التقاط الكربون، وتقنية الاندماج النووي الحراري.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا مراعاة العوامل الأخرى التي تؤثر على الحرارة، مثل: الرطوبة، والتي تصعب على الإنسان تحمل الطقس الحار، كذلك دراسة أنماط الحرارة في الليل، وكيف تختلف أنماط الطقس بمرور الوقت، وكيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على البيئات المختلفة، وفي هذا الإطار، تدرس مقاطعة "إشبيلية" الإسبانية بالتعاون مع مؤسسة "أدريان أرشت روكفلر" هذه الأساليب لتصنيف موجات الحرارة ووضع معايير للتعرف عليها وتحديد حالات الطوارئ.

ونوه التقرير بضرورة تقديم المساعدات للأسر الفقيرة، والذين يقل احتمالية امتلاكهم لمكيفات هواء داخل المنازل، ويعانون من ارتفاع درجات الحرارة وتغير الطقس أكثر من غيرهم، وعلى سبيل المثال، أدخل المسؤولون في مدينة "فريتاون" عاصمة "سيراليون" مظلات لإيواء النساء في الأسواق المفتوحة، ويخططون لإضافة حدائق ومراكز تبريد في بعض الأقاليم، واستخدمت كولومبيا الممرات الخضراء لتقليل تأثير ارتفاع الحرارة.

ختامًا، أشار التقرير إلى أن العديد من المناطق الفقيرة تحاول التكيف مع الوضع لحين إيجاد حلول، بينما تعمل الدول الغنية على زراعة المزيد من الأشجار والاستفادة بشكل أفضل من الممرات المائية، وبناء بنية تحتية أكثر مرونة لتجنب انحرافات القضبان وذوبان المدارج، ومساعدة أصحاب المنازل على تطبيق فكرة المباني الخضراء التي تساعد على امتصاص ارتفاع الحرارة، والاعتماد على تقنيات الشبكة الذكية للمساعدة في تقليل خسائر الطاقة.