وول ستريت جورنال: تحد غير متوقّع.. ”بوتين” يفقد حلفاءه في آسيا الوسطى

• فضّلت كازاخستان إلى جانب مجموعة من الدول الأخرى في آسيا الوسطى على طول الحدود الجنوبية لروسيا البقاء على الحياد بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، تاركة بيلاروسيا -الدولة السوفيتية السابقة الوحيدة- تقدم ما في وسعها لدعم موسكو.
• يمثل تباعد وجهات النظر بين روسيا وكازاخستان -بوصفها أكبر حليف لروسيا في آسيا الوسطى- تحديًا غير متوقع للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يعد الأول من نوعه على مدى عقود.
• أدت الحرب إلى بعض المخاوف بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى، كما طرحت مجموعة من المناقشات الجديدة بين هذه الدول بشأن طرق تجارة الممر الأوسط، خاصة بعد إغلاق روسيا خط أنابيب بحر قزوين مرتين في الأشهر القليلة الماضية.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً يُسلِّط الضوء على التحول في الموقف الكازاخستاني -بوصفها الحليف الأكثر قربًا لـ "موسكو"- تجاه روسيا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
مُنذ مطلع العام الجاري، شهدت كازاخستان عددًا من الاضطرابات العنيفة المناهضة للحكومة، الأمر الذي دفع روسيا إلى إرسال أكثر من 2000 جندي إلى حليفها القديم كازاخستان للمساعدة في إخماد الاضطرابات العنيفة، وبعد ستة أسابيع من هذا الموقف، ومُنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية كان من المتوقع أن تساعد كازاخستان الجانب الروسي من خلال دعم الحرب.
في المقابل، فضّلت كازاخستان إلى جانب مجموعة من الدول الأخرى في آسيا الوسطى على طول الحدود الجنوبية لروسيا البقاء على الحياد بشأن الحرب، تاركة بيلاروسيا -الدولة السوفيتية السابقة الوحيدة- تقدم ما في وسعها لدعم روسيا، كما وعدت كازاخستان بفرض عقوبات غربية على "موسكو"، مؤكدة أنها ستُعزّز صادرات النفط إلى أوروبا عبر طرق تتجاوز روسيا، بالإضافة إلى مضاعفة ميزانيتها الدفاعية بهدف إقناع الدول الأخرى في آسيا الوسطى بأن تكون أقرب إلى فلك التحالف الغربي بقيادة "واشنطن".
في هذا السياق، يمثل تباعد وجهات النظر بين روسيا وكازاخستان -بوصفها أكبر حليف لروسيا في آسيا الوسطى- تحديًا غير متوقع للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يعتبر الأول من نوعه على مدى عقود، حيثُ إنه مُنذ سقوط الاتحاد السوفيتي، عملت "موسكو" على الحفاظ على نفوذها عبر آسيا الوسطى من خلال التحالفات العسكرية والاقتصادية مع الجمهوريات الشقيقة السابقة، وأهمها كازاخستان حيثُ الموارد النفطية، ويشترك البلدان في حدود طولها 4750 ميلًا، وهي ثاني أطول حدود في العالم بعد الحدود بين الولايات المتحدة وكندا.
تجدر الإشارة إلى أن إحدى أولى إشارات كازاخستان بأنها لن تسير على الخطى نفسها مع روسيا جاءت بعد وقت قصير من بدء الحرب عندما امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة في أوائل مارس الماضي على قرار يطالب روسيا بإنهاء الحرب بدلًا من التصويت ضده، وبعد أيام من هذا الاجتماع، أرسلت طائرة من طراز "بوينج 767 " تحمل 28 طنًا من الأدوية والمساعدات الطبية العاجلة إلى أوكرانيا، وهي واحدة من عدة رحلات جوية أرسلتها لمساعدة أوكرانيا.
على الجانب الآخر، أثار موقف كازاخستان غضب البعض في روسيا، خاصةً بعد أن ساعدت القوات الروسية كازاخستان في إخماد موجة الاضطرابات العنيفة التي اجتاحت البلاد في يناير الماضي نتيجة ارتفاع أسعار الغاز، قبل أن يتحول إلى ما اعتبره كثير من الكازاخيين معركة بين النُخب على السلطة.
وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى بعض المخاوف بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى، كما طرحت مجموعة من المناقشات الجديدة بين هذه الدول بشأن طرق تجارة الممر الأوسط، خاصة بعد إغلاق روسيا خط أنابيب بحر قزوين مرتين في الأشهر القليلة الماضية، بينما توجه كازاخستان المزيد من التجارة عبر ميناءي "أكتاو" و"كوريك".