جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

فورين أفيرز: هل تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدًا مقبلًا؟

محمد عمر -

• حديث الغرب المستمر عن تجاوز روسيا للخطوط الحمراء لا يتعدى المستوى الخطابي، بينما يلتزم الجانبان فعليًّا منذ بداية الأزمة بقواعد غير معلنة تمنع اتساع رقعة الصراع

• هدف الولايات المتحدة من تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا هو مساندتها في الدفاع عن نفسها، دون شن هجمات على روسيا، تجنبًا لاتساع نطاق الصراع

• خطاب الكرملين العدواني الذي يصف الحرب بأنها صراع بين روسيا والغرب قد ينتج عنه عرضيًّا توسيع نطاق الصراع

ذكر تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز"، أن كلًّا من الغرب وروسيا التزما بعدم تجاوز الخطوط الحمراء في الحرب الأوكرانية، مع تأكيد أن حديث الغرب المستمر عن تجاوز روسيا للخطوط الحمراء لا يتعدى المستوى الخطابي، بينما يلتزم الجانبان فعليًّا منذ بداية الأزمة بقواعد غير معلنة تمنع اتساع رقعة الصراع.

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من التزام الغرب وروسيا بالخطوط الحمراء، فإنه من المرجّح أن تشهد الحرب تصعيدًا خلال الفترة المقبلة، بالنظر إلى عدم وجود آلية واضحة لاحتواء الأزمة، موضحًا أن التصعيد قد يحدث بشكلٍ غير مُتعمد.

وتهدف الولايات المتحدة الأمريكية من تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إلى مساندتها في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها، وذلك دون شن هجمات على روسيا، حتى لا تتحول الحرب إلى حرب إقليمية، مؤكدًا أن روسيا لا تستطيع تحمل عواقب اتساع رقعة الصراع، لا سيما مع نقص القوة البشرية في الجيش الروسي، وهو ما يُمثّل عقبة كبيرة أمام الكرملين.

وتطرّق التقرير إلى التهديدات التي من شأنها خرق الخطوط الحمراء والقواعد غير المعلنة التي وضعتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الأوكرانية، وذلك حال جهل قيادات الجيش الروسي بهذه القواعد، أو شنهم هجومًا قد تفسره الولايات المتحدة الأمريكية على أنه تصعيد من جانب الكرملين، مضيفًا أن خطاب الكرملين العدواني الذي يصف الحرب بأنها صراع بين روسيا والغرب قد ينتج عنه عرضيًا توسيع نطاق الصراع.

على الجانب الآخر، أشار التقرير إلى أن التصعيد قد يتم من جانب أوكرانيا أيضًا، وذلك من خلال شنها ضربات غير مقصودة على أهداف مدنية رئيسة داخل روسيا، وهي الخطوة التي قد يظنها الكرملين مدعومة من الغرب، وبالتالي يقوم على إثرها بضرب الإمدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا.

وختامًا، خلص التقرير إلى أن التنسيق الذي تم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في سوريا من الممكن تكراره في أوكرانيا، مشيرًا إلى أهمية تجاهل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لخطاب الكرملين الاستفزازي، وتهديداته باستخدام القوة النووية، مع الابتعاد عن تصوير الأزمة على أنها حرب عالمية ثالثة، لا سيما في ظل ما يعاني منه الجيش الروسي من قيود ومواطن ضعف.