جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

”أوراسيا ريفيو” تكشف مبررات محدودية الهجمات السيبرانية الروسية على أوكرانيا

محمد عمر -

• نجاح العمليات السيبرانية المعقدة يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الكيانات المختلفة، وبالتالي فإن الإخفاقات الاستخباراتية والافتقار إلى التنظيم بين الكيانات المختلفة يحول دون تحقيق عمليات سيبرانية فعالة.

• هناك اتفاق ضمني بين الدول حول حدود العمليات السيبرانية المقبولة؛ حيث لم تختلف العمليات السيبرانية الروسية تجاه أوكرانيا عما كانت عليه قبل الأزمة

• فهم المجال السيبراني يحتاج إلى تركيز أكبر على دراسة السمات الشخصية للقادة الذين يصعب التنبؤ بقراراتهم وأفعالهم، والذين يتخذون القرار بشن الهجمات السيبرانية

سلّطت مجلة " أوراسيا ريفيو" الضّوء على محدودية لجوء روسيا لاستخدام قدراتها السيبرانية في صراعها مع أوكرانيا، مفسرًا ذلك في ضوء ثلاثة عوامل رئيسة، هي: صعوبة التخطيط والبدء في العمليات السيبرانية، ومحدودية آثارها، وخطورتها على تصعيد الصراعات.

وأشار التقرير إلى أنّه بالرغم من سهولة اكتساب المهارات المطلوبة لإجراء عمليات سيبرانية، فإنّ الموارد التي يتم استثمارها في هذا المجال تحدد المدى الذي يمكن أن تصل إليه التأثيرات الاستراتيجية لهذه العمليات، ومن ثمّ تُصبح الدول ذات الموارد التكنولوجية والاقتصادية والتنظيمية الهائلة هي القادرة على شن عمليات سيبرانية مؤثرة، الأمر الذي يمكن معه تفسير تراجع قدرة روسيا على شن عمليات سيبرانية متقدمة على أوكرانيا حتى الآن.

وفي سياق متصل، ذكر التقرير أنّ نجاح العمليات السيبرانية يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الكيانات المختلفة، مُؤكدًا أنّ الإخفاقات الاستخباراتية، والافتقار إلى التنظيم بين الكيانات المختلفة يحول دون تحقيق عمليات سيبرانية فعالة، مُرجحًا أنّ إدراك روسيا لمحدودية قدراتها في تحقيق التنسيق المطلوب، جعلها تفضل استخدام وسائل الحرب التقليدية التي يسهل تنفيذها في إطار زمني قصير.

وأضاف التقرير أنّ ضعف روسيا في استخدام قدراتها السيبرانية يرجع إلى ضعف نتائج العمليات السيبرانية، وسهولة معالجة آثارها في غضون ساعات من خلال التعاون بين الجهات الحكومية وغير الحكومية في الدولة المُستهدفة، مضيفًا أنّ التخوف من التصعيد يُعد عاملًا آخر مُفسرًا لهذا الضعف، ومُوضحًا أنّ هناك اتفاقًا ضمنيًّا بين الدول حول حدود العمليات السيبرانية المقبولة؛ حيث لم تختلف العمليات السيبرانية الروسية تجاه أوكرانيا عما كانت عليه قبل الأزمة.

ويوضح التقرير أنّ المعتقدات الشخصية للقائد تلعب دورًا مهمًا في المجال السيبراني، مُشيرًا إلى أنّ غموض استراتيجية الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بشأن تحديد الأهداف الاستراتيجية، والطريقة المثلى لتحقيقها، تنعكس سلبًا على أداء روسيا في الفضاء السيبراني، خاصة وأنّ كلًّا من عدم اليقين بشأن آثار العمليات السيبرانية، وافتقاد الخبرة الكافية بجوانبها وأبعادها، فضلًا عن الحداثة النسبية للمجال السيبراني في النظام الدولي، يُجبر صانع القرار على الاعتماد على معتقداته في تحديد أداء دولته في المجال السيبراني كبديل عن تبني سياسة واضحة في هذا المجال.

وخلص التقرير إلى أنّ الأزمة الروسية الأوكرانية توضح الكثير حول حدود شن الهجمات السيبرانية، ولكنها لا تعطي تفسيرات كافية حول مبررات الدولة في استخدام قدراتها السيبرانية، مُؤكدًا أنّ فهم المجال السيبراني يحتاج إلى تركيز أكبر على دراسة السمات الشخصية للقادة الذين يصعب التنبؤ بقراراتهم وأفعالهم، والذين يتخذون القرار بشن الهجمات السيبرانية.