جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

وول ستريت جورنال: كيف تحقق الصين استفادة من الصراع الروسي الأوكراني؟

محمد عمر -

• أكد "أنطونيو جوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة أن حل أزمة الغذاء العالمية لن يتم دون إعادة دمج المحاصيل الأوكرانية والأغذية والأسمدة التي تنتجها روسيا في الأسواق العالمية.

• اشترت الصين ما يقرب من عُشر الأراضي الصالحة للزراعة في أوكرانيا.

• جهود أمريكية لإصدار قوانين تمنع الدول الأجنبية من امتلاك أراضيها الزراعية.

ذكرت صحيفة "وول ستريت" أن الصراع الروسي الأوكراني تسبب في أزمة غذاء عالمية وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، وأشار التقرير إلى أن الاضطرابات المستقبلية في سلسلة التوريد ستؤدي إلى تفاقم الأزمة، ولذلك نبَّه التقرير العديد من البلدان بضرورة زراعة المزيد من المحاصيل.

أوضح التقرير أن الصين اشترت ما يقرب من عُشر الأراضي الصالحة للزراعة في أوكرانيا، وأضاف أن المشترين الصينيين، على مدى السنوات القليلة الماضية، اشتروا أراضي زراعية في كل من: الولايات المتحدة، وفرنسا، وفيتنام.

وتابع التقرير أنه في عام 2013، اشترت شركة "WH Group" العملاقة للأغذية ومقرها "هونغ كونغ" شركة "Smithfield"، أكبر منتج للحوم الخنازير في الولايات المتحدة، وأكثر من 146 ألف فدان من الأراضي الزراعية في "ميسوري"، كما حصلت شركة "Xinjiang Production and Construction Corps" في العام نفسه على 9% من الأراضي الزراعية الخصبة الشهيرة في أوكرانيا، أي ما يعادل 5% من إجمالي أراضي البلاد، بعقد إيجار مدته 50 عامًا.

لفت التقرير الانتباه إلى أن الصين اشترت بين عامي 2011 و2020، ما يقرب من سبعة ملايين هكتار من الأراضي الزراعية حول العالم؛ حيث اشترت الشركات الصينية من المملكة المتحدة ما يقرب من مليوني هكتار، بينما اشترت الشركات الأمريكية واليابانية أقل من مليون هكتار.

من جهته، أكد "أنطونيو جوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرًا أن حل أزمة الغذاء العالمية لن يتم دون إعادة دمج المحاصيل الأوكرانية، وكذلك الأغذية والأسمدة التي تنتجها روسيا، في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن الحبوب الأوكرانية لن تتمكن من دخول السوق العالمية في أي وقت قريب، بسبب الحصار الروسي للمواني الأوكرانية.

تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا كانت تصدر نحو 90% من حبوبها عبر موانيها البحرية قبل بدء الصراع في فبراير الماضي، وقد حاولت "كييف" في الآونة الأخيرة إرسال بعض الحبوب إلى الأسواق العالمية عبر السكك الحديدية إلى بولندا ورومانيا، ولكن القيام بذلك أمر شاق ومكلف.

وحذَّر" جوتيريش" دول العالم من أن تواجه مجاعات متعددة هذا العام، وأسوأ في عام 2023.

هذا وتطرق التقرير إلى أن فقدان الأراضي الصالحة للزراعة بمثابة "خطأ كارثي"، خاصة بعد أن أدت الأزمة الأوكرانية إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية بنسبة 18% عن العام السابق، ورجح التقرير أن ترغب الصين في شراء المزيد من الأراضي الأجنبية.

واتصالًا، ألمح التقرير إلى أنه في الوقت الذي تتخوف فيه "كييف" من سيطرة روسيا على أراضيها، إلا أن عليها أيضًا القلق من أن الصين قد تجرد ممتلكاتها بشكل مفاجئ، ما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية لأوكرانيا.

وعليه، اقترح النائب "دان نيوهاوس" مشروع قانون على مجلس النواب الأمريكي، يحظر الشركات الصينية والروسية والإيرانية والكورية الشمالية من شراء الأراضي الزراعية الأمريكية، وجاء هذا الاقتراح في أعقاب مشروع قانون قدمه سيناتور جمهوري في عام 2020، يتطلب فحص عمليات الاستحواذ على الأراضي الزراعية من قبل كيانات أجنبية.

وختامًا، أوصى التقرير بضرورة إصدار تلك القوانين بالتزامن مع جهود الولايات المتحدة في إعادة شراء الأراضي من الصين وأي منافسين استراتيجيين آخرين؛ حيث أصبح السماح للدول الأجنبية بامتلاك الأراضي الزراعية مخاطرة كبيرة، خاصة في ظل تزايد الطلب على الأراضي الصالحة للزراعة مع تغير المناخ.