جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: صفعة علي وجه «الرئيس»

أسامة شرشر
-

لا تزال التساؤلات تطل برأسها، في الشارع المصري، حول سبب ذهاب الرئيس محمد مرسي، لحضور اجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة بنيويورك.بديهي أنه كان من المفترض أن يرسل وزير خارجيته نظرا لحالة السخونة والاحتقان في الشارع المصري والعربي والإسلامي، وكان أقوي رد علي اوباما، من رئيس أكبر دولة في الشرق الأوسط، هو عدم الذهاب بعد الإساءات المتعمدة للمقدسات الإسلامية وخاصة الرسول عليه الصلاة والسلام.ورغم محاولات بعض المحللين، من التيار الإسلامي، لزيارة مرسي الي الأمم المتحدة والجمعية العامة، لتوصيفها علي أنها حدث تاريخي، ومحاولة تصويرها علي أنه سيغزو البيت الأبيض وسيعلن رفضه لطريقة الأمركة في التعامل مع مصر، ولكن هذا التحليل إعلاميا يفتقر إلي عدم الدقة والموضوعية بعد إعلان الإدارة الأمريكية أكثر من مرة أن اوباما لن يقابل مرسي سواء علي هامش جدول أعمال الجمعية العامة، أو في البيت الأبيض لخوفه علي تأثير هذا اللقاء علي أصواته الانتخابية.يأتي ذلك، خاصة أن المنافس الشرس رومني يصور الإخوان والرئيس مرسي بأنهم إرهابيون، ومحاولات تجميل صورة رئيس مصر في هذه المرحلة ستكون لها انعكاسات سياسية واقتصادية وعسكرية في المرحلة القادمة في حالة فوز المرشح الجمهوري الذي أعلن عداءه لوصول الإسلاميين إلي الحكم، في بعض البلدان العربية.وجاء مقتل السفير الأمريكي في ليبيا ليؤكد ويترجم وجهة نظر المرشح الجمهوري في معاقبة الإسلاميين الذين أصبحوا عبئا علي أمريكا من خلال التهديد بتفجير السفارات الأمريكية والمصالح في المنطقة العربية والشرق الأوسط.ولذلك كان من المفترض أن يرسل الرئيس المصري رسالة من داخل مصر، وألا يذهب إلي اجتماعات الجمعية العامة مهما كانت الأسباب، ويوجه رسالة قوية إلي الإدارة الأمريكية يقول فيها إن مرحلة التبعية بعد ثورة 25 يناير قد انتهت، ومرحلة المصالح المشتركة بين الدول هي الأساس، ويكون هذا هو أبلغ رد علي رسالة اوباما التي قال فيها إن مصر ليست حليفا وليست عدوا، بمعني أنها قاب قوسين أو أدني..!فهل يعقل في أول زيارة لرئيس مصر لأمريكا بعد ثورة 25 يناير، ألا يقابله الرئيس الأمريكي مهما كانت الظروف والاعتبارات السياسية، فهذه صفعة وقلم علي وجه الرئيس ووجه مصر، في عدم مقابلة الرئيس الأمريكي حتي من باب الاعتذار لمصر عن الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام.للأسف الشديد، المستشارون المحيطون بالرئيس يصورون له الموقف بأن الذهاب إلي الجمعية العامة هو الحل، وأن لقاء المسئولين هناك سيضفي نوعا من الشرعية الدولية علي مصر، وهذا المفهوم غير واقعي لأن أوروبا تنحاز إلي البوصلة الأمريكية في توجهاتها الخارجية، ولكن نحن نطالب الرئيس المنتخب محمد مرسي أن يتعامل مع كل من يحاول إهانة مصر بالطريقة الدبلوماسية والسياسية المتعارف عليها، من خلال أن تكون مصر صاحبة قرار، وليست تابعة أو فاقدة للقرار السياسي، وهذا هو المغزي الحقيقي للسيادة الوطنية لأي دولة مهما كبرت أو صغرت، فيا مستشاري الرئيس لا تهينوا مصر.. وحذار فمصر أكبر من الجميع.