جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: فقدان الذاكرة الإسلامية

أسامة شرشر
-
في وقفة مع الذات والإنسان المسلم في كل بقاع الأرض نجد أن الجميع متهم بفقد الذاكرة الإسلامية، كعقيدة وسلوك وتعامل واحترام وصدق، فما جري وسيجري مستقبليا من الإساءة لمحمد بن عبدالله خاتم المرسلين لن يكون هذا العمل اللاإنساني الذي أصاب الجميع بالذهول، المسيحيين قبل المسلمين لن يكون الأخير لعدة أسباب واقعية، إننا كمسلمين لا يشغلنا إلا تشويه أنفسنا ونشر الفضائح والشائعات والأكاذيب علي بعضها وخاصة في عالمنا العربي الإسلامي الذي أصبح فيه اصطياد الأخطاء والتجسس علي الآخر ونشر عوارات كل الأنظمة العربية الإسلامية هو الهدف الرئيسي وهذا تأكيد لمقولة تتردد في الأزمات: أعطني إعلاما فاسدا أصنع شعبا ضائعا همجيا فوضويا.ناهيك عن الاستعانة بأمريكا بصفة خاصة في كشف المستور حتي نبقي في الحكم علي حساب القيم الأخلاقية والمعتقدات الإسلامية، ذلك الكنز الذي يعلمنا كل شيء، ولكن مشكلة العالم الإسلامي والعربي أنه يعتقد في الأمريكان فيسلم الوطن والثروة والتراث والإنسان لهذه العصابات التي تريد أن تدمر الدين الإسلامي بصفة عامة والرسول عليه الصلاة والسلام، لأنهما القوة الحقيقية التي ستعم العالم إن آجلا أو عاجلا فالإسلام سيعم وسينتشر في أرجاء الأرض وتعاليم الرسول ستكون علي البشرية بأثرها، فلذلك الحروب حول الإسلام من خلال حرق القرآن الكريم والإساءة للرسول من خلال الصور أو الأفلام السينمائية يجعلنا نتوقف: لماذا الرسول بالذات ولماذا الدين الإسلامي؟ والسبب في ذلك نطقه جورج بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر: إن الحرب الآن بين الإسلام والصليبيين، فالدين والعقيدة الإسلامية والمسلمون هم المستهدفون في الأرض في كل مكان في العالم لأنهم مسلمون فلذلك يجب تشويههم علي أنهم إرهابيون وقتلة وغير آدميين وهم أسباب نكبة البشرية والدمار الذي يحدث في العالم.السبب الآخر: افتقادنا وتنازلنا عن هويتنا الإسلامية وتراثنا وثقافتنا العربية ونشر الفكر الإسلامي الحر المتحضر الذي يسبق كل زمان ومكان في شكل حوارات وأفلام ومسرحيات تجوب العالم تشرح وتوضح وتحلل للآخرين مدي سماحة الإسلام واحترامه لعقائد الآخرين وقدرته علي التواصل في كل مجالات الحياة سواء ثقافية أو دينية أو علمية أو بحثية سيجعل مفهوم العالم الآخر للدين الإسلامي فهما حقيقيا ولكن نحن للأسف الشديد نقلنا أسوأ ما فينا ونقلناها للأديان والشعوب الأخري من خلال أناس ومواطنين ينتمون إلي هويتنا المصرية وعقيدتنا الإسلامية فأعطيناهم السلاح والخنجر الذي يطعنوننا به وجها لوجه في عقيدتنا وديننا ورسولنا والصحابة رضي الله عنهم جميعا لأنه بغياب الضمير والوعي والفهم الحقيقي للدين والانتماء لتراب الوطن نجحنا أن نعطي للغرب صورة عنا كمسلمين تسيء إلي أنفسنا للأسف الشديد، بالله عليكم أين منظمة التعاون الإسلامي التي تضم كل الدول الإسلامية التي تتباري في الإعلان عن هويتها الإسلامية كشعار وليس أفعالا، فهل الدول الإسلامية تقيم اتفاقيات لإسقاط كل الحواجز التي وضعها الاستعمار وتكون رابطة واحدة لغويا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا تكون كيانا إسلاميا قويا يواجه الكيانات الدولية الأخري ويخشاه الجميع؟ فالدول الإسلامية والعربية تضع كل ثرواتها وأموالها في البنوك الأمريكية والأوروبية لتكون أداة لقتل ونهب وتقسيم العالم الإسلامي والعربي والآن في التطاول وتشويه وازدراء الدين الإسلامي والرسول عليه الصلاة والسلام هذا كله نتيجة إعطاء الغرب كل فضائح وأسرار عالمنا الإسلامي والعربي فأصبحوا هم السادة ونحن العبيد لديهم، واليوم يصرخ الجميع ويقول: إلا رسول الله وتقام المظاهرات والاعتصامات لتدمر وتقتل والمحصلة النهائية.. نهدأ، وينظر إلينا العالم أننا المعتدون وهم الملائكة والأبرياء والمغلوبون علي أمرهم.المطلوب أن نهدأ ونفكر ونقاوم ونثور لكن من خلال خطة عامة موحدة للمسلمين، وما أكثرهم في العالم.. مليار وخمسمائة مليون مواطن مسلم لتكون هناك وقفة من العلماء والمفكرين والباحثين المسلمين لوضع خارطة طريق مستقبلية لمواجهة أي إساءة للمقدسات الدينية والأنبياء والرموز الدينية من خلال القنوات القانونية والدبلوماسية والمواثيق والمنظمات الدولية ليحاكمه العالم أولا قبل أن نحاكمه، ومن هنا نكون وضعنا حدا للافتراءات والإهانات والازدراءات علي الدين الإسلامي والأنبياء لأنها أصبحت وسيلة رخيصة للشهرة وجلب الأموال ودخول التاريخ لكن من خلال الأبواب الخلفية لأنهم حشرات تحتاج لمبيد إنساني ليطهر البشرية منهم، ارحموا الإسلام والأنبياء من ضعف وفقدان الذاكرة الإسلامية فتوحدنا هو أول رد فعل حقيقي لمواجهة هذا الطوفان القادم.. فانتبهوا!!