جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : أيام فى ميونيخ

-
كنت فى زيارة خاصة إلى ألمانيا وتحديداً لمدينة ميونيخ التى تعتبر أكبر مدينة صناعية فى المانيا فالصناعات الثقيلة والسيارات تتركز فى هذه المدينة وأغنى أغنياء ألمانيا من أبناء مينشن ولكنهم يقومون بدفع الضرائب فوراً لصالح المواطن الألمانى ووطنهم ولكن مالفت نظرى هو الكم الهائل من العرب الذين يذهبون إلى السياحة العلاجية باعداد كبيرة جداً جداً وأصبح الدكتور ماير الذى قام بعلاج الرئيس مبارك علماً من اعلام ميونيخ يجئ إليه العرب وغيرهم من كل فج عميق وسمعت حكايات وحكايات كثيرة عن هذا البلد الرائع حقاً فى علاج الأورام والجهاز الهضمى والعظام وأمراض القلب وفى هذا البلد الساحر ترى يومياً كل ألوان وأشكال المناخ من شمس ومطر وبرق وثلج حتى قالت لى سيدة المانية إن الجو عندنا مجنون ورأيت مظاهرة احتجاجية فى منتهى الرقى والتحضر تحرسها أجهزة الأمن تطالب بالرفق والتعامل الإنسانى مع الحيوانات استمرت لمدة ساعتين تطالب بحق الكلاب فى الرعاية الصحية ووجدت فى هذا البلد الجميل الأمانة والصدق والضمير والإخلاص فى العمل والابتسامة فتذكرت مقولة الإمام محمد عبده إنك فى الغرب تجد الإسلام بمضمونه وجوهره الحقيقى بعيداً عن الكذب والادعاءات وقلب الحقائق، فقوانين العمل مقدسة واحترام الآخر ومساعدته لمسته عن قرب فى التعامل مع الألمان هذا الشعب الراقى الذى يحاول أن يساعدنا عند السؤال عن أى شىء لا يمكن بحال من الأحوال شعب كهذا لا يمكن أن يكون قد وافق على قتل مروة الشربينى فلا توجد عنصرية ولكن يوجد تسامح واحترام حقيقى للآخر لأن ألمانيا بحضارتها وتراثها وثقافتها استطاعت أن تتفوق على نفسها وفى طريقنا لضاحية تسمى جريمش رأيت الأماكن التى كان يجلس فيها هتلر وبهرتنى الجبال والخضرة والنظافة وروعة المكان والبحيرات الصناعية وذهبت إلى نادى بايرن ميونيخ فوجدت منظراً رائعاً وجلست فى أعلى برج فى ميونيج ورأيت فى ألمانيا درة حقيقية فالناس تعشق العمل والصدق والأمانة وهذا هو سر تقدم الشعوب والقانون يطبق على الجميع وهناك شفافية ووضوح ولا أحد فوق القانون فكانت رحلة علاجية لم نحرم أنفسنا فيها من الجانب السياحى لنرى فيها ألمانيا عن قرب لنعيش ونتعايش مع شعب يعشق الحياة وكانت سعادتى أن وفقنى الله ليكون لنا مراسل لجريدة النهار من أصول مغربية لأن جهاز الإنترنت أصبح لغة التواصل والتخاطب وتبادل الأخبار والمعلومات ورغم كل هذا شعرت بحنين إلى مصر وعندما ركبت طائرة مصر للطيران التى يعمل فيها أناس نماذج مضيئة لمصر للطيران وسفراء لمصر قدموا كل التسهيلات لنا جميعاً ولكن الشىء المحير أن بلداً مثل ميونيخ كقلعة صناعية لا يوجد لمصر مستشارون تجاريون أو قنصليات رغم أنها بلد واعدة على الخريطة الاستثمارية ويقوم بهذا الجهد المضاعف أبناء مصر للطيران فقابلت أشرف عبدالعال المدير الإقليمى لمصر للطيران وكرم فودة اللذين يقابلان كل الوفود الرسمية والشعبية وأصبحا واجهة حضارية لتقديم كل المعلومات والتسهيلات حتى للفرق الرياضية مثل الأهلى وكان هذا يجعلنى أشعر بالزهو والفخر عندما سمعت ذلك من المصريين المقيمين فى ميونيخ ناهيك عن طباعة الأفلام فى ميونيخ وكم التعاون السينمائى فى هذا البلد مما جعلنى أفكر جيداً أن يكون لجريدة النهار مكتب فى ميونيخ لأن الأيام التى قضيتها هناك جعلتنى أتعرف عن قرب على أفكار وآراء هذا الشعب الألمانى الذى له خصوصيته واعتزازه بلغته وثقافته وحضارته بسبب تحضره وتفوقه لتصبح ألمانيا قاطرة أوروبا لأن هناك تقديساً واحتراماً لحقوق الإنسان والحيوان؟غضب السماءماذا جرى فى الدنيا غضب السماء يعاقبنا ويحاصرنا ليل نهار فالفيضانات فى كل مكان تقتلع الإنسان والحيوان والطرق والسدود فما يجرى فى باكستان والصين وروسيا والسودان أشياء لا تبشر بالخير فرغم امتلاك روسيا والصين وباكستان الترسانات النووية ولكن تقلبات المناخ والاحتباس الحرارى وغضب الطبيعة والسماء جعلت الجميع يقف فى حالة ذهول أمام الخسائر البشرية والاقتصادية المروعة فموت الملايين من البشر فى الصين وباكستان والخسائر الاقتصادية التى تقدر مبدئياً بالمليارات من الدولارات واقتلاع الطرق والسدود وفشل كل عمليات الإنقاذ رغم تدخل القوات المسلحة فى كل هذه البلدان فالكارثة تعصف بمن يقف فى طريقها فالفيضانات والسيول أصبحت مجنونة وفشلت كل المراصد والتنبؤات لفك شفرة غضب السماء والرب على البشر وهذا جهاز إنذار موجه للكرة الأرضية لا فرق بين شمال وجنوب ودول غنية وأخرى فقيرة فلعنة السماء أصابت الجميع والصينى التى غزت العالم بالتكنولوجيا والعلم كأقوى بلد اقتصادى أصبحت فريسة الفيضانات والسيول والمواطنون فى روسيا يهربون من المناخ والجو فأصبحت حياتهم جهنم ويهربون إلى الضواحى والقرى والسيول تقتلع المحاصيل الزراعية وكل شىء أما باكستان فالناس تهرب من الموت بسبب موت الضمير فلا توجد بنية توقف انجرافات السيول التى تدمرهم أحياءً وأمواتاً ناهيك عن السودان الذى يغرق فى فوضى الشمال والجنوب فجاءت الأمطار لتغرق الجميع كل هذا يدور ويجرى ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك لا نملك إلا أن نتقرب إلى الله أن يحمينا ويقينا خطر وشر الفيضانات والسيول فنحن لا نتحمل غضب السماء وكفانا غضب البشر من كوارث ا لحكومة واحتكارات وبيع الوطن وكل رمضان ونحن طيبون