جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

أطباء تيجراي يتسولون للحصول على الطعام

-

قال مصدر طبي في إقليم تيجراي الذي مزقته الحرب في إثيوبيا، إن بعض الممرضات والأطباء في أكبر مستشفى في تيجراي، يضطرون إلى التسول للحصول على الطعام، مضيفا أنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ ثمانية أشهر، مما أجبرهم على إيجاد طرق أخرى لإعالة أسرهم.

وتأتي رواية الطبيب في الوقت الذي تشير فيه تقارير الأمم المتحدة إلى أن "المجاعة الحادة" تفتك بالمزيد من المواطنين في تيجراي، مؤكدة أن ما يزيد على 2 مليون مواطن في تيجراي يعانون من نقص شديد في الغذاء، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي".

وعبر طبيب من مستشفى آيدر، في ميكيلي، عاصمة تيجراي عن معاناة الأطباء في الإقليم، متحدثا إلى "بي.بي.سي" شريطة عدم الكشف عن هويته، قائلا إن رؤية الممرضات والأطباء يصطفون في طوابير للحصول على طرود غذائية، أصبح أمرا طبيعيا خلال الأشهر السبعة الماضية.

وقال الطبيب: "معظمهم خفضوا عدد الوجبات التي يمكنهم تناولها في اليوم، وارتفعت أسعار زيت الطعام والخضروات والحبوب إلى حد لا يمكن تصوره، وبدأ البعض في التسول للحصول على الطعام".

كما تحدث الطبيب عن تأثير نقص الإمدادات الطبية على العلاج، فبدلا من الشاش الجراحي المعقم، الضروري لتنظيف الجروح أثناء الجراحة وبعدها، يعتمد مستشفى آيدر على التبرعات بالملابس التي يتم تقطيعها وتعقيمها بعد ذلك.

وخلص مسح لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن نصف النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية.

وتمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الأسبوع من نقل مساعدات طبية إلى ميكيلي لأول مرة منذ سبتمبر الماضي.

ولم تصل أي قافلة غذائية تابعة للأمم المتحدة إلى تيجراي منذ منتصف ديسمبر، لكن برنامج الأغذية العالمي يقول إن هناك حاجة إلى 100 شاحنة في اليوم لمنع المجاعة.

وبدأ الصراع في إقليم تيجراي في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، قوات الجيش الفيدرالي للتخلص من السلطات المحلية المنبثقة عن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بعدما اتهمها بمهاجمة ثكنات للجيش في الإقليم.

ومنذ ذلك الحين امتدت المعارك لتشمل منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين في حين غرق إقليم تيجراي بما تصفه الأمم المتحدة بحصار إنساني بحكم الأمر الواقع ما يغذي المخاوف من حصول مجاعة واسعة الانتشار على غرار ما حصل في إثيوبيا في الثمانينات.