جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: رسائل الرئيس فى عيد الشرطة وذكرى 25 يناير

الكاتب الصحفي أسامة شرشر - رئيس تحرير جريدة النهار
-

1) أعتقد أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى عيد الشرطة الـ70، والذكرى الـ11 لثورة يناير، وإعلانه أن مصر قدرها أن تعيش فى منطقة مضطربة كانت ولا تزال بؤرة للأحداث الدولية، هى إشارة واضحة لا تحتاج إلى تفسير، لحجم الأخطار التى تحيط بمصر والعالم العربى والاستهداف المباشر للأمن القومى العربى.

وأكدت هذه الرسائل دور الشرطة المصرية الكبير فى حفظ أمن المواطن والوطن فى ظل الجرائم الإرهابية والإلكترونية ومحاولات الغزو الاقتصادى والثقافى، تحت مسميات حقوق الإنسان والحيوان.. وأن استقرار الوضع الداخلى فى مصر فى وسط دائرة الاضطرابات والأحداث العربية والإقليمية والدولية يعطى دلالة بأننا نسير فى الاتجاه الصحيح.

وعلى الجانب الآخر.. لا شك أن قرار الرئيس تعيين 150 ألف معلم بمعدل 30 ألف معلم سنويًا لمدة 5 سنوات فى شهر يناير بالذات، هو أقوى رد على كل الذين يحاولون الوقيعة بين المواطن والدولة المصرية.

وأنا أرى أن هذا القرار من أقوى القرارات الرئاسية؛ لأنه بمثابة حياة كريمة لأهم فئة فى المجتمع وهم رجال التعليم.. العمود الفقرى لنهضة أو فشل الدول والأمم.

وفى الوقت نفسه، هناك فئة أخرى تحتاج لنظرة رئاسية وهى فئة عمال المعمار. صحيح نحن مع الدولة المصرية فى قراراتها بوقف البناء على الأراضى الزراعية، وهذا خط أحمر وأخضر وأصفر.

ولكن نتمنى أن تكون هناك بادرة ضوء وأمل فى نهاية النفق، بإعادة التفكير فى قرار وقف البناء بصورة عامة لمدة 10 سنوات، فملايين الأسر تضررت، وآلاف العاملين فى قطاع المعمار بالمحافظات أرزاقهم توقفت.

2) للأسف الشديد، كنا فى حاجة ملحة وعاجلة وهامة، لانعقاد القمة العربية المقررة فى الجزائر، قبل موعدها فى مارس، لأن الأحداث سريعة ومتلاحقة، وخاصة بعد صواريخ الحوثى التى طالت الإمارات بعد السعودية.

ولكن الخلافات العربية- العربية تكون فى ملفات شديدة الخطورة والأهمية، وخاصة الملف السورى، وعودة المقعد الدائم لسوريا فى الجامة العربية؛ لأنه ليس هناك سبب واقعى لتعليقه حتى الآن، وكذلك الملف الليبى، والملف السودانى الذى يحتاج إلى أكثر من قمة وحده.. ولا ننسى الخلافات المغربية الجزائرية، والتدخل الإيرانى العلنى فى كثير من العواصم العربية، وآخره ما حدث فى أبو ظبى.

وأمام الصمت الأمريكى والخلافات العربية، فالشارع العربى هو الذى يدفع ثمن عدم وجود قمة عربية فاعلة لا تعتمد على التوصيات ولكن على القرارات.

فتأجيل القمة العربية القادمة فى الجزائر هو رسالة صادمة للشعب العربى من المحيط إلى الخليج.

3) أزعجتنى الزيارة الأمنية الإسرائيلية الأخيرة للسودان، والتى تمت بالتنسيق مع الأمريكان، وكذلك قيام حميدتى بزيارة إثيوبيا والاتحاد الإفريقى بعد التوتر الذى استمر أكثر من عام بسبب الحدود بين السودان وإثيوبيا فى ملف سد النهضة.

فهل أصبحت إسرائيل هى اللاعب الإقليمى الثابت فى القضايا والملفات العربية، وخاصة فى السودان وأبوظبى؟ هذه وقفة تحتاج إلى وقفات.

وأخشى أن بعض الدول العربية التى ترفض رجوع سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، قد ترحب بانضمام إسرائيل كمراقب فى الجامعة العربية مثلما حدث فى الاتحاد الإفريقى!.

4) أصبح التعديل الوزارى فى مصر لغزًا وفزورة لا يمكن حلها، فالرأى العام فى مصر يتساءل عن سر تأجيله حتى الآن رغم المستجدات الأخيرة وخلو منصبى وزير الصحة ووزير الإعلام، وهو ما يبرر التغيير.

فتأجيل التعديل الوزارى يؤذى المواطنين فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وخاصة أن بعض الوزراء أصبحوا عبئًا على الشعب وعلى النظام. ونحن مقبلون على شهور كريمة أتمنى أن تستجيب السماء لهذا التغيير والتعديل الوزارى الذى أصبح مطلبًا شعبيًا وفوقيًّا.

5) الناس فى حيرة شديدة بين الإغلاق الجزئى والإغلاق الكلى بسبب فيروس كورونا وتحوراته الجديدة.

الاتجاه العالمى هو اعتبار فيروس كورونا مرضًا موسميًا مثل الإنفلونزا.

فهذا التضارب وعدم الشفافية فى إعلان الموقف المصرى حتى الآن يجعل هناك حالة ذعر وخوف من هذا المجهول.

أفيدونا يرحمكم الله.

6) نحن ننبه ونحذر قبل عرض مشروع قانون التصرفات العقارية على مجلس النواب المحترمين، يجب أن تكون التصرفات العقارية سواء للمبانى أو الأراضى رقمًا مقطوعًا وليس بنسبة 2.5% التى تجعل الناس تصرخ مثلما حدث فى قانون الشهر العقارى.

ولأن لوغاريتمات الحكومة عجيبة فى تجزئة الضريبة، طبقًا للقانون رقم 11 لسنة 2013، والذى يخلق حالة من الارتباك والتضارب فى فرض ضريبة جزئية على التعامل بالبيع والشراء.

لذا نحن نحذر بأن هناك حالة تمييز ضريبى تعد مخالفة دستورية واضحة، وهى التعامل من قبل قانون 2013 بشكل وبعده بشكل آخر.. وهذه فوضى تشريعية.

يجب أن يكون هناك تشريع موحد لضريبة التصرفات العقارية قبل وبعد 2013.

ارحموا الناس يرحمكم الله؛ لأن الشعب تحمل الكثير والكثير.

7) معرض الكتاب الذى بدأ منذ ساعات حدث ثقافى تمتاز به الدولة المصرية، وخاصة أن المعرض الحالى مختلف شكلًا وموضوعًا لما يقوم به الدكتور هيثم الحاج على، رئيس هيئة الكتاب، ورغبة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، فى أن يكون هذا المعرض معبرًا عن قضايا وهموم الوطن من خلال ندوات ولقاءات جماهيرية.. فعودته فى هذا التوقيت تعنى أن الدولة المصرية مفتوحة على الجميع، وأن فتح النوافذ والشبابيك يعطى متنفسًا حقيقيًا لطرح آراء وهموم المواطن والوطن على مائدة الثقافة المصرية فى عرسها السنوى (معرض القاهرة الدولى للكتاب).

8) من البدع والكوارث التى يقوم المتشددون والكتائب الإلكترونية الشماتة فى الموت وبيع الأوطان وتغيير الولاءات بسبب الاختلاف فى الآراء والأفكار.

يجب ألا يكون إسقاط الوطن هو الجائزة الكبرى لهذه الميليشيات غير الدينية.

وهنا يحضرنى رد الإمام على بن أبى طالب، كرّم الله وجهه، عندما اتهم أحد أصحابه معاوية بن أبى سفيان- رضى الله عنه- وأعوانه بالكفر، فرفض هذا الاتهام بحق مخالفيه، وعندما اتهمهم آخر بالنفاق رفض أيضًا، ورد الإمام على غيبة معاوية وأصحابه.

فقالوا له: كيف تصفهم إذن؟ فقال كرّم الله وجهه: (إخواننا بغوا علينا كان لهم رأى غير ما نرى، والله يفصل بيننا يوم القيامة).