جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : تدويل سيناء ياريس

أسامة شرشر
-
بعيدا عن لغة الإدانات والتهويلات وبعيدا عن نظرية المؤامرة ، فمن الواضح للعيان أن الأحداث الجسام التي تجري علي أرض سيناء وخاصة ما حدث في رفح ، مخطط لها من قبل أطراف لها مصلحة حقيقية في إحداث فوضي مدمرة في مصر ، خاصة بعد ثورة 25 يناير ووصول الرئيس مرسي الي الحكم ، وأن تكون شبه جزيرة سيناء خارج السيطرة المصرية مما يحدث فراغا أمنيا واستراتيجيا تكون له أصداء دولية وإقليمية خاصة .ومما لاشك فيه أن إسرائيل تعمل جاهدة من خلال أجهزتها الاستخباراتية علي إحداث زلزال وفوضي في شبه جزيرة سيناء وخاصة في مناطق الحدود والمعابر ، بالإضافة إلي ما يجري من صراع دولي وإقليمي علي الأراضي السورية، لتعطي رسالة للعالم بضرورة التحرك والتدخل تحت مظلة الأمم المتحدة ، وبتحريض من الإدارة الأمريكيةواللوبي الصهيوني بضرورة تدويل شبه جزيرة سيناء المصرية ، وان يخضع هذا الملف الذي اصبح خارج السيطرة المصرية بالفعل للإشراف الدولي ، وتصوير ما يحدث في سيناء علي أنه كارثة لإسرائيل وخاصة في ظل التسريبات الإسرائيلية المتعمدة بأن تنظيم القاعدة - وهنا مربط الفرس لأنه يخلق تعاطفا دوليا وأمريكيا مع إسرائيل- قد أصبح موجوداً في سيناء ، ناهيك عن الجماعات الأصولية الإرهابية التي أعلنت أن سيناء إمارة إسلامية ، مما يهدد الأمن القومي الإسرائيلي ، ويؤكد ذلك تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها الأخيرة لمصر ، بأن سيناء غير (آمنة) .وفي نفس الوقت تستغل إسرائيل الأحداث لتوجيه رسالة إلي الدكتور محمد مرسي بألا يقترب من إاقية كامب ديفيد ، وملاحقها الأمنية التي تحتاج إلي التعديل بما يتيح لمصر وجيشها أن يبسط نفوذه علي أراضي سيناء المصرية ، خاصة مناطق الأنفاق التي أصبحت مصدر تهديد حقيقي للأمن القومي المصري .وإذا أضفنا إلي ما سبق انشغال القوات المسلحة وكافة الأجهزة الأمنية المصرية بكافة فروعها في الأزمات الداخلية المتسارعة والعنيفة والمتلاحقة داخل البلاد ، فيجعلنا هذا نفكر كثيرا في أن النخب السياسية التي ابتليت بها مصر والتي تسعي جاهدة لخلق حالة من عدم الثقة بين القوات المسلحة والشعب، وتحاول تشويه القوات المسلحة ، وتحرض علي الهجوم علي وزارة الدفاع ، تجد فيها إسرائيل ضالتها المنشودة ، إذ أن انشغال الجيش المصري بخلافاته وصداماته مع شعبه ، هي فرصة ذهبية لإسرائيل كي تقوم باستكمال بناء الجدار العازل ، واحتلال جزء من سيناء ، وتصدر لمصر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ، لتفرض سياسة الأمر الواقع ، بأن سيناء هي الوطن البديل والآمن للفلسطينيين ، وبهذا يتم إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ، وفق مصالح إسرائيل وحدها .وبعيدا عن الدبلوماسية وعدم استباق الأحداث ، فإنه يجب علي الرئيس مرسي باعتباره القائد الأعلي للقوات المسلحة والمجلس العسكري أن يصدر قرارات فاعلة يمكن تطبيقها علي أرض الواقع ، وذلك بأن تعلن مصر ضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد وأن تقوم ببسط السيطرة الأمنية من خلال القوات المسلحة وليس من خلال الشرطة علي كل شبر في سيناء وخاصة منطقة الحدود مع إسرائيل ومناطق المعابر والأنفاق ، وإلا سنجد أن إسرائيل وفي غفلة من الزمان تسيطر علينا مدعومة بالأمم المتحدة .إن الهدف الحقيقي لهذا المخطط يا ريس هو إسقاط الدولة المصرية وتفكيكها ، لذا يجب أن نسارع برد عملي ، قبل أن يأتي يوم لن ينفع فيه إخوان ولا غير الإخوان ، فسقوط مصر هو سقوط للعالم العربي وكفانا كلاما نريد أفعالا.. يا ريس .