جريدة النهار المصرية

أفريقيات

خطورة تمدد الإرهاب في أفريقيا... داعش وبوكو حرام الأبرز.. وجهود دولية وإقليمية لمواجهته

إيمان الشعراوي -

منذ سقوط تنظيم داعش الإرهابي وخسارته في سوريا والعراق، بدأ التنظيم يبحث عن معاقل أخرى له، وانطلق من أفريقيا جنوب الصحراء خاصة منطقة الساحل والصحراء وذلك بسبب عدم ضبط الحدود وتمتع هذه المنطقة بموارد طبيعية.
ويشكل الإرهاب خطراً كبيراً على السلم والأمن الدوليين، وكما هو الحال في سائر أنواع الجرائم، ليس هناك تعريف للإرهاب متفق عليه دوليًّا، بل هناك توافق عالمي على اعتبار عدد من الأفعال بمثابة أفعال إرهابية. وتشمل الجرائم المتعلقة بالإرهاب استخدام العنف لأغراض سياسية، مثل خطف الطائرات واستهداف السفن البحرية واستخدام الأسلحة الكيميائية أو النووية ضد المدنيين واختطاف الأشخاص وغير ذلك من أشكال استهداف المدنيين. والإرهاب نفسه ليس ظاهرة جديدة، غير أنَّ بدايات القرن الحادي والعشرين أخذت تتسم بتركيز أشد على هذه المسألة وبازدياد الوعي بشأن الأفعال والجماعات الإرهابية..

إستراتيجية داعش في أفريقيا
وينطلق تنظيم داعش فى أفريقيا من إستراتيجية ترتكز على أربع محاور رئيسية، المحور الأول يتمثل فى استعادة قوته بعد خسارته فى سوريا والعراق وتنظيم صفوفه عن طريق استقطاب العديد من الشباب فى أفريقيا وخارجها للانضمام له، أما المحور الثانى، فيتمثل فى مواجهة الجيوش المحلية الأفريقية وإضعافها والتحالف مع الجماعات المتمردة فى المناطق المهمشة وذلك لزيادة مناطق سيطرته فى أفريقيا ، أما المحور الثالث فيتمثل فى إستغلال الثروات والموارد الطبيعية التى تتمتع بها القارة الافريقية خاصة منطقة الساحل والصحراء والاستفادة من الصحراء الكبرى فى عمليات التهريب واحتجاز الرهائن، أما المحور الرابع والأخير متعلق بالاستفادة مما تتيحه التكنولوجيا الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعى وشن حرب نفسية وفكرية ضد الدول المستهدفة، عن طريق إطلاق منصات إعلامية يركز محتواها، على استعراض نشاطات، وتحركات، وعمليات التنظيم بكل ما تحتويه من رسائل أيديولوجية، وتوجيهات سلوكية، وصور دعائية.
أبرز التنظيمات الإرهابية في أفريقيا
بوكو حرام: نشأت بوكو حرام في مدينة ميدوجوري في عام 2002 باسم بوكو حرام الذي جاء من اللغة المحلية (الهوسا) بمعنى "التعليم الغربي حرام" لأنه سبب انتشار الفساد في المجتمع الإسلامي، أي أن الجماعة نشأت لمناهضة انتشار التعليم الغربي الذي ألحق الضرر بآلاف المسلمين الذين يعانون البطالة والتهميش (كما يرى أنصار الحركة)، وكانت تضم مثقفين وأكاديميين. ومن هنا جاءت مواجهتها للحكومة التي سمحت بذلك، ومع استمرار اعتماد الدولة على المسار الأمني من دون غيره تصاعدت أعمال العنف من الجهة الأخرى حتى تحولت الجماعة لتنظيم متطرف وعنيف.
حركة أنصار الدين: بعد سقوط نظام العقيد القذافي في ليبيا عاد إياد غالي (وكان قائداً قومياً قاد حركة تمرد على حكومة مالي وتم توقيع اتفاقية سلام بين حركته والحكومة عام 1992 ثم أرسلته الحكومة قنصلاً لها في جدة) إلى أزواد، حيث سلسلة جبال أغارغا، ثم بدأ في تجميع المقاتلين الطوارق نظراً لمكانته الاجتماعية وانتمائه القبلي.
حركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا: ظهرت الحركة إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وقام بعض أعضائها بتأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية في أزواد أسوة بسرية "الأنصار" في تنظيم القاعدة التي تضم المقاتلين الطوارق. وأعلنت الحركة أول بيان لها في أكتوبر 2011 معلنة الجهاد في أكبر قطاع من غرب أفريقيا، وتوصف بأنها "الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي".
حركة شباب المجاهدين في الصومال: ظهرت الحركة مستغلة أجواء عدم الاستقرار بالصومال، وتم استقطاب المؤيدين لمواقفها، وبدأت الارتباط بتنظيم القاعدة مع إنشاء عدد من معسكرات التدريب في دول القرن الأفريقي.
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: جاء التنظيم امتداداً للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة في عام 1997، اعتراضاً على استهداف الجماعة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة في البداية على المواقع العسكرية، ولكن مع الاحتلال الأمريكي للعراق، تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب، ثم اتخذت أعمالها أبعاداً إقليمية خاصة بعد إعلان أيمن الظواهري عن تحالف القاعدة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، لتتحول إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.