جريدة النهار المصرية

مقالات

نهاية خط الصعيد

شعبان ثابت
-

بقلم : شعبان ثابت
(رحل شعيب خط الصعيد) فهل كان ظالم أم مظلوم)؟؟؟؟
رحل عن دنيانا ليلة أمس شعيب السيد علم الدين الشهير( بخط الصعيد) إبن قرية القرامطه غرب محافظة سوهاج بعد صراع طويل مع المرض بعد إصابته بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى المستشفى وتوفي هناك تاركا خلفه أسئلة حائرة هل كان ظالم أم مظلوم حيث بدأت قصة شعيب منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي بممارسة كافة أنواع القتل والسلب والنهب وفرض الإتاوات في سوهاج وقنا ( على حد الروايات الرسمية) وقد خاض صراع شديد مع الشرطة في مطاردات حامية الوطيس داخل زراعات الموز تارة وزراعات القصب تارة أخرى وفقدت الشرطة أحد ضباطها أثناء المطاردة وقد ذاع صيته على مستوى الجمهورية ونسجت حوله الحكايات والروايات مابين أنه مجرم عتيد في الإجرام ومابين أنه رجل خير ونصير الفقراء حيث كان يأخذ لهم حقهم من الأثرياء وأصبح قصة تروى في كل مكان وخاصة محافظة سوهاج والقرى المجاورة لقرية القرامطة غرب مسقط رأس شعيب ( خط الصعيد)!!
وقد حاولت الشرطة مرارا وتكرارا القبض عليه ولكنها فشلت في ذلك إلى أن قام شعيب بتسليم نفسه بنفسه للشرطة في أواخر شهر يناير عام 1985 وأتهم ب39 تهمة لم يثبت منها إلا إثنين فقط وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 20 سنة وأثناء سجنه توفي إبنه الوحيد ( حميد) في حادث سيارة عن عمر 27 عام وبعدها توفت زوجته أم حميد وهو أيضا داخل السجن فحزن عليهم حزننا شديدا وقرر التوبة والرجوع إلى طريق الحق والهداية!!
وبعد أن خرج من السجن يوم 4مارس عام 2005 حاول الإبتعاد عن كل مايربطه بالماضي ولكن كانت هناك بعض المشكلات التي تواجهة بسبب أن هناك بعض الأشخاص يريدون الثأر منه؟؟
وظل هكذا مطاردلمدة عشر سنوات إلى أن قام المحافظ بتوفير وظيفة (غفير) له بشادر في الدير بالمحافظة بعد علمه أنه قرر التوبة فعلا ولكن كان المرتب قليل (207) جنيه لايكفي لمواجهة أعباء الحياة خاصة أن العمل بعيد عن قريته مما إضطره إلى ركوب 3مواصلات يوميا فترك العمل وبعدها بفترة قصيرة عين بمزرعة جزيرة شندويل بالقرب من قريته وبني بيتا كان قد إشتراه قبل دخوله السجن من جاره المسيحي بدون مقابل بالبلوك الأبيض ومغطي بجريد النخل وزرع شجرة عنب وتزوج وأنجب إبنه الوحيد ( محمد) الذي أصبح قرة عينه؟
وبدأ يزرع قطعة الأرض التي يمتلكها ( ثلاثة قراريط فقط لاغير) بالخضار الذي كان يبيعه مع بعض الفاكهة وأصبح مواظب على الصلاة في وقتها في الزاوية التي بجوار بيته وكان يؤم المصلين في المسجد ويصوم رمضان وأصبح مسالما ويصلح بين الناس ويحضر أفراحهم وأحزانهم وأصبح محبوبا من الجميع ويكسب قوت يومه من عرق جبينه وتفرغ لتربية إبنه الوحيد وقد أحبه الجيران والأهل والأصدقاء إلى أن داهمه المرض وقد فارقت روحه جسده إلى خالقها ليلة أمس ليسدل الستار على قصة الفلاح الصعيدي الذي تحول إلى قصة تروى جيل بعد جيل مابين
ظالم أم مظلوم رحم الله شعيب السيد علم الدين ( خط الصعيد) وحسابه عند ربه وهو أرحم الراحمين