جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

في احتفالية التضامن مع الشعب الفلسطيني..

أبو الغيط: حكومة اسرائيل لا تؤمن بحل الدولتين او حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

هالة شيحة -

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ان حكومة إسرائيل تجسد مفاهيم اليمين في أشد صورها عنصرية وصلفاً وانها حكومة لا تؤمن بحل الدولتين، أو بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، برنامجها الرئيسي هو توسيع الاستيطان، والتهويد، وقمع الفلسطينيين والتنكيل بهم.

وقال انه من المؤسف أن الإجماع الدولي الكاسح على حل الدولتين كأساس وحيد للتسوية النهائية، يجد نفسه عاجزاً عن تحويل هذا الاقتناع إلى واقع ملموس، ويترك الحكومة الإسرائيلية تواصل فرض تصوراتها المُشبعة بالتطرف اليميني والجموح الأيديولوجي معتبرا ان سد الطريق في وجه الفلسطينيين الراغبين في السلام والتعايش سيكون له تبعاتٌ خطيرة على مستقبل هذه المنطقة، ومدى تمتعها بالسلام والاستقرار.

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط التي القاها نيابة عنه السفير الدكتور سعيد أبو علي الامين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة امام الفعالية التي نظمتها الجامعة العربية اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بحضور لفيف من السفراء والدبلوماسيين من مصر والدول العربية .

وقال أبو الغيط ان الارتكان إلى استمرار الوضع القائم إلى الأبد هو وهمٌ وسراب وإن فرصة تطبيق حل الدولتين لن تبقى قائمة أو متاحة لوقتٍ طويل، خاصة وأن مقومات هذا الحل تتآكل على الأرض، إذ يقوم الاحتلال يومياً بتقويضها عبر قضم الأرض والتهويد. وبدائل حل الدولتين ستضع الاحتلال نفسه في مأزق سياسي وأخلاقي ووجودي ليس من الواضح أنه يُدرك مدى خطورته.

ونبه أبو الغيط الى أنه قد حان وقت الانتقال من مرحلة إدارة الصراع والحلول المؤقتة إلى التسوية النهائية والحل الدائم. منوها في هذا الصدد بما جاء في كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، أمام الجمعية العامة للأمم المُتحدة في دورتها السادسة والسبعين، من تأكيد على تحقيق السلام بخارطة طريق نُحذّر من تداعيات تجاهلها وإهمالها.

واوضح أبو الغيط ان هذا الخطاب وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بضرورة إنفاذ وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والحفاظ على ما تبقّى من فرص حلّ الدولتين وهنا فإن المُجتمع الدولي مدعوٌّ إلى تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد لكي تستعيد الرباعية الدولية دورها، وتقوم بواجبها نحو هذه القضية التي تتعلق بالأمن والسلم الدوليين. واننا ندعو إلى انعقاد مؤتمر دولي للسلام، يُجسد الإرادة الدولية والضمير العالمي الرافض لاستمرار آخر نظام استعماري في تاريخ البشر، وبما يُفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات الدولية المُعتمدة وقرارات الأمم المُتحدة ومُبادرة السلام العربية.

الحضور الكرام،

وقدم أبو الغيط في كلمته تحية تقدير إلى كل أحرار العالم المُتضامنين مع الشعب الفلسطيني والداعمين لقضيته العادلة، كما وجه التحيّة إلى أبناء الشعب الفلسطيني المُناضل في كافة أماكن تواجده، خاصةً في الأرض الفلسطينية المُحتلة، على صموده وإرادته الصلبة، ووقوفه بشجاعة في وجه الاحتلال والعدوان والإرهاب.

وقال ان القضية الفلسطينية العادلة قضية كل أحرار العالم حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.

وأكد أهمية يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي تُحييه الأمانة العامة في كل عام لنُجدد فيه التزامنا تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونؤكد على مواصلة دعمنا الكامل لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.. وفي مُقدمتها حقّه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال إنه يومٌ نقف فيه احتراماً وتقديراً لإرادة ونضال هذا الشعب الصامد المُناضل، ونبعث فيه برسالة تضامنٍ وأمل لأبنائه.

واضاف إن التطورات الأخيرة جعلت العالم أكثر وعياً بنضال الفلسطينيين المشروع، وأعمق إدراكاً بظروف الاحتلال العنصري التي يواجهونها بشجاعة وإصرار وإيمان لا يتزعزع بعدالة القضية. وصرنا، ولأول مرة، نسمع عبارات مثل الفصل العنصري والتهجير القسري تتردد في الإعلام العالمي وفي المنابر المختلفة للإشارة إلى الفظائع التي تجري في فلسطين المحتلة، سواء في القدس الشرقية، في الشيخ جراح وسلوان وغيرها من الأحياء الفلسطينية، أو في غزة المحتلة التي تعرضت لحملة عسكرية مدمرة في مايو الماضي أسفرت عن استشهاد 259 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً.. ولا زال أبناء غزة يُكابدون معاناة حصار إسرائيلي لاإنساني وظالم.