النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

زيارة سلطان عُمان لقطر تفتح آفاقاً رحبة في مختلف المجالات

هالة شيحة -

[5:25 pm, 22/11/2021] +20 106 345 4349: عقد الخبراء المتحدثون بالمائدة المستديرة اجتماعاً افتراضياً لتقييم آثار تغير المناخ على الموارد المائية في المنطقة العربية وانعكاساته على التنمية الإقليمية، حيث نبهوا إلى أن المخاطر المناخية ستؤدي - بشكل مباشر - إلى تفاقم التحديات الكبيرة المتعلقة بالمياه التي تواجهها الدول العربية، والتي تعتبر أكثر منطقة تعاني من ندرة المياه في العالم. وذلك في ختام المائدة المستديرة السادسة رفيعة المستوى المعنية بالسياسات التي نظمتها جامعة الدول العربية، والحكومة اليابانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
قال الدكتور نصر الدين العبيد، مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) "سيؤثر تغير المناخ في منطقة العربية تأثيراً بالغاً على قطاع المياه والزراعة. ومن المتوقع أن يقل توقف الأنهار الرئيسية بحوالي 20٪، كما يُتوقع انخفاض معدل إنتاج المحاصيل الأساسية مثل القمح بنسبة 30٪، وهو ما سيكون له تأثير بالغ على الأمن المائي والغذائي في منطقتنا. وعليه، ينبغي إعطاء تدابير التكيف مع تغير المناخ أولوية قصوى إذ يجب أن تكون عنصراً جوهرياً ضمن أي سياسة إنمائية من أجل تجنب الآثار السلبية لتغير المناخ.
سلّط الخبراء المشاركون في هذه المائدة المستديرة الضوء على التداعيات الخطيرة لتفاقم تدهور الأمن المائي على الاقتصاد، والاستقرار الاجتماعي والمعيشي، ولا سيما الفئات الضعيفة التي تتأثر أكثر من غيرها في بلدان المنطقة.
وأشار السيد توموفومي نيشيناغا، نائب المدير العام لمكتب شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، بوزارة الخارجية، اليابان أنه "حان الوقت أن نستجمع الحكمة بشأن قضايا المياه في المنطقة العربية، خاصة وأن مصر ستستضيف العام القادم الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في شرم الشيخ، وتود اليابان أن تنتهز هذه الفرصة لتعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال تغير المناخ.
وأردف قائلاً "نعتقد أن سلسلة المناقشات وسُبل التعاون، التي يُطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مثل المائدة المستديرة التي عقدت اليوم، ستعمل على تعميق أواصر الثقة وعلاقات الصداقة بين اليابان والدول العربية".
أكدت المائدة المستديرة على أهمية إدارة الموارد المائية في المنطقة بشكل مستدام وعقلاني. وشددوا على أهمية معالجة المخاطر المناخية والانتقال إلى نماذج التنمية الأكثر مراعاة للبيئة، وقدموا أمثلة للنُهُج والسياسات المبتكرة، فضلاً عن التقنيات والسُبُل المتاحة لدعم هذا التحول.
صرحت الدكتورة خالدة بوزار، الأمين العام المساعد ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقول "تعتبر المياه موضوعاً شاملاً لكافة أهداف التنمية المستدامة، حيث تعد عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة. وتؤثر ندرة المياه في منطقتنا على الجميع، وتؤثر قلتها بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفاً. وتشكل دافعاً رئيسياً للنزوح والاضطرابات الاجتماعية، وتساهم بشكل كبير في تنامي الصراعات في المنطقة. وبالتالي، فإننا نعطي الأولوية للعلاقة بين المناخ والمياه في سياق خطتنا الإستراتيجية القادمة ونركّز على توسيع نطاق الشراكات لرفع مستوى الطموح المتعلق بالمناخ مع شركائنا."
تعتبر المائدة المستديرة - التي عُقدت اليوم على نحو افتراضي - جزءاً من سلسلة الحوار بشأن السياسات، والتي تشارك في استضافتها الأطراف الثلاثة منذ عام 2019، إذ بدأت في أعقاب اختتام الحوار السياسي العربي الياباني الأول بنجاح، والذي عُقد في سبتمبر 2017. وتهدف سلسلة اجتماعات المائدة المستديرة إلى تعزيز أواصر التعاون بين اليابان والدول العربية وإنشاء منصة للحوار بشأن السياسات تتضمن الأولويات والشواغل المتعلقة بالتنمية ذات الاهتمام المشترك في المنطقة
[5:27 pm, 22/11/2021] +20 106 345 4349: زيارة سلطان عُمان لقطر تفتح آفاقاً رحبة في مختلف المجالات
هالة شيحة
تأتي الزيارة التي بدأها اليوم السّلطان هيثم بن طارق إلى دولة قطر، تعزيزًا للعلاقات الوطيدة المتميزة بين السلطنة وقطر وتوثيقًا للروابط الثنائية بين البلدين، وتأكيدًا على حرص قيادتيهما على الارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات.
كما تأتي زيارة السلطان هيثم تلبية للدعوة الكريمة من أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في هذا التوقيت وهي الزيارة الخارجية الثانية للسلطان هيثم بن طارق منذ توليه الحكم مطلع عام 2020، بعد زيارته للمملكة العربية السعودية في يوليو الماضي لتعكس عمق العلاقات الأخوية والوثيقة بين البلدين الشقيقين وتؤكد على حرص قيادتي البلدين على تعزيز أوجه التعاون المختلفة بين البلدين الشقيقين، والفرص الممكنة لتعزيزها، والارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات.
تبحث الزيارة عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقًا للغايات المرتجاة للبلدين وتطلعاتهما، ووصولًا لنتائج مثمرة تخدم مصالحهما المشتركة، وتكفل لأبنائهما مزيدًا من النماء، والرّخاء، والاستقرار في الحاضر والمستقبل.

ويعكس الوفد الرسميّ رفيع المستوى المرافق للسّلطان هيثم، أهمية الزيارة التاريخية ومتانة العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المختلفة.
وتمثل العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة قطر، نموذجا لواحدة من أقوى العلاقات الإستراتيجية في المنطقة، وهي علاقات تستمد جذورها الأخوية العميقة من روابط التاريخ والجغرافيا ومن الدعم والرعاية المستمرة من السلطان هيثم بن طارق والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حاليا من تطور وتكامل في كل المجالات.
وتتميز العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ودولة قطر بالاستقرار والثبات والازدهار، حيث شكل عامل الثقة والاحترام المتبادل أكبر ركائز هذه العلاقة بين البلدين اللذين تجمعهما الرؤى المشتركة وتقارب المواقف والتنسيق والتشاور المستمر فيما بينهما في كل المجالات والتقارب في وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية. فيما تمتد أواصر العلاقات بين شعبي البلدين بامتداد التداخل والتصاهر والأخوة الراسخة.
ويمكن وصف العلاقات العمانية القطرية بأنها نموذجية فهي علاقات أخوية قوية ومتجذرة، وقائمة على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل، ومثال يحتذى به، وتشهد باستمرار تطورًا وتوسعًا في مختلف المجالات تحقيقًا لرؤى القيادتين الحكيمتين، السلطان هيثم بن طارق وأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
وأكّد نجيب بن يحيى البلوشي سفير سلطنة عمان لدى دولة قطر أنّ العلاقات العمانية القطرية علاقات أخوية وثيقة وتربط الشعبين الشقيقين روابط تاريخية تستند على دعائم متينة بفضل التوجيهات السامية من لدن المقام السامي للسلطان هيثم بن طارق وأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
وقال إن العلاقات العمانية القطرية تعدّ نموذجًا لعلاقات التعاون بين الأشقاء بفضل حرص القائدين على تطويرها وتنميتها في المجالات جميعها وصولًا إلى أعلى درجات التعاون والشراكة خدمةً للمصلحة المتبادلة.
وتمتلك سلطنة عمان وشقيقتها دولة قطر واحدة من أقوى العلاقات الاستراتيجية في المنطقة، التي تربطها الأخوة الراسخة، والتنسيق فيما بينهما في كل المجالات، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا مجلس التعاون الخليجي والمنطقة.
وتعتبر العلاقات العمانية القطرية مثالًا واقعيًا على متانة العلاقات الدولية التي تجمع بين الدول الشقيقة والصديقة التي يسودها الهدوء حيث يعتبر البلدان شريكين متفاعلين في كل المجالات.
وارتبطت سلطنة عمان بعلاقات تاريخية وثيقة مع دولة قطر، وازدادت هذه العلاقات عمقًا في جميع المجالات بعد استقلال دولة قطر، ففي عام 1973 صدر المرسوم الأميري رقم (2) بتعيين أول سفير لدولة قطر لدى سلطنة عمان، في حين قدم أول سفير لسلطنة عمان أوراق اعتماده إلى أمير دولة قطر في عام 1974.

وارتسمت معالم العلاقات العمانية القطرية في شكلها الحديث منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم، حيث كان البلدان يشقان طريقهما نحو بناء الدولة الحديثة وكان التعاون في مجال التعليم من أبرز مجالات التعاون.
ومع التداخل البنيوي في العلاقة بين البلدين عبر مشروعات تنموية تجارية، تخطت العلاقة بينهما المستوى الرسمي إلى المستوى الشعبي، إذ اكتست تلك العلاقة طابعًا اجتماعيًا وتوغلت في ثنايا المجتمعين العماني والقطري اللذين توطدت الروابط بينهما.
وعلاوة على المحبة المتبادلة بين الشعبين القطري والعماني تتميز العلاقات العمانية القطرية بالتنسيق السياسي المتواصل بين القيادات القطرية المتعاقبة والعمانية من خلال عضويتهما في مجلس التعاون الخليجي، أو من خلال جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية.
وعلى المستوى الشعبي جاءت المواقف السياسية الشعبية لتعزز الموقف السياسي فكان التواصل الشعبي والتبادل التجاري والمشروعات التنموية المشتركة، يدعمها التنسيق السياسي والمبادرات الدبلوماسية المشتركة لتعزيز الروابط وتمتين العلاقة العمانية-القطرية.
وأكّد السفير الشيخ جاسم بن عبدالرحمن آل ثاني سفير دولة قطر المعتمد لدى سلطنة عمان أن هذه الزيارة ستعمل على تأسيس مرحلة ترضي طموحات الشعبين الشقيقين وستحمل في طيّاتها العديد من الرؤى والمشروعات التي ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا. وتفتح الزيارة آفاقا جديدة من التعاون والتنسيق والتكامل بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، استكمالا لمسيرة حافلة من التعاون المشترك، والتواصل الدائم، والعلاقات الأخوية الوطيدة.
وينظر القطريون لهذه الزيارة بقدر كبير من الاهتمام، والترحيب بالسلطان هيثم بن طارق وتثمين عال للدور البناء التي تضطلع به سلطنة عمان في المنطقة لما فيه من الحكمة وتحقيق الاتزان الإقليمي.
ويرى المراقبون أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى الدوحة تشكل منعطفا جديدًا في مسيرة هذه العلاقات العمانية القطرية وإعطاء هذه العلاقات قوة دفع جديدة، تنطلق بها لتحقيق مكاسب تعزز من التعاون والشراكة القائمة بين البلدين الشقيقين.