النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

وزير الخارجية البرازيلي السابق: مصر أكبر شريك تجاري لنا إفريقيًا.. وعلاقاتنا تعود إلى 150 عامًا

-

قال سفير البرازيل بالقاهرة ووزير الخارجية السابق، أنطونيو باتريوتا إن بلاده ومصر ستحتفلان عام ٢٠٢٤ بمرور ١٠٠ سنة على بدء العلاقات الدبلوماسية، مؤكدا أن العلاقات تعود إلى القرن التاسع عشر عندما زار الإمبراطور البرازيلي دوم بيدرو الثانى مصر في عهد الخديوي إسماعيل عام ١٨٧١، وسجل بكاميرته الشخصية توثيقا بالصور للأراضي المصرية من شمالها حتى جنوبها، وأن تلك الصور معروضة الآن في معرض الصور بمناسبة مرور ١٥٠ سنة على تلك الزيارة بمركز الجزيرة للفنون.

وأضاف خلال ندوة نظمها مركز الحوار للدراسات السياسية، أن مصر هي أكبر شريك تجاري لبلاده في إفريقيا، بحجم تبادل تجاري سنوي يصل إلى أكثر من ٢ مليار دولار، موضحا أن تفعيل انضمام مصر إلى تجمع الميركسور عام ٢٠١٧ ضاعف حجم الصادرات المصرية للبرازيل بمقدار ٢٠٠٪، وأن مصر تستورد من البرازيل البن والذرة وزيت الصويا كما أن السوق المصري هو الأكبر إفريقيا في استيراد اللحوم البرازيلية، منوها إلى أن الاقتصاد البرازيلي رغم ضخامته إلا أنه يعتمد على الأسمدة المصرية بشكل أساسي.

وطالب وزير الخارجية البرازيلي السابق، بضرورة ألا يقتصر التعاون بين البلدين على المجال الزراعي، موضحا أنه تمت مناقشة التعاون في مجال التصنيع خلال زيارة نائب الرئيس البرازيلي هامليتون موراو إلى مصر في ٢٨ سبتمبر الماضي، ولقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، حيث تناولت المناقشات إقامة خط طيران مباشر بين القاهرة وساو باولو، وتم افتتاح غرفة التجارة العربية البرازيلية لتعزيز حركة التجارة وإيجاد وسائل اتصال مباشرة بين القطاعات الاقتصادية المختلفة من شركات وهيئات بكلا البلدين، مؤكدا وجود تصنيع مشترك بين مصر والبرازيل في مجال الاتوبيسات وصناعة الأسمنت.

وأكد السفير أنطونيو باتريوتا خلال الندوة التي أدارها نائب رئيس مركز الحوار الدكتور محمد طلعت، أن بلاده دعمت الاقتراح المصري الذي قدمته خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، بخصوص نزع السلاح النووي، مضيفا أن هناك دولة مجاورة لمصر لم تعلن عن قدراتها النووية حتى الآن، مؤكدا أن مصر لاعب مهم وقوي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وشرق المتوسط، كما أن بلاده تتبوأ نفس المكانة في أمريكا اللاتينية.

ووجه الشكر إلى مصر لترشيحها البرازيل لنيل العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن لعامي ٢٠٢٢ - ٢٠٢٤، كما هنأ المصريين بمناسبة استضافة مدينة شرم الشيخ مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف المختص بالتغير المناخي العام القادم، مؤكدًا أنه رغم قلة عدد المصريين ضمن الجالية العربية في البرازيل إلا أنهم على درجة عالية من الكفاءة، حيث وصلت المصرية ملك الشيشني لمنصب مستشار الرئيس البرازيلي السابق فيرناندو كاردوسو، كما أن تامر منصور أحد أهم كوادر الحركة التجارية بين البرازيل والدول العربية، مشيرا إلى أن بلاده أكبر موطن للعرب المهاجرين بالعالم، حيث يصل عددهم إلى ١١ مليون نسمة بنسبة ٦٪ مم إجمالي عدد السكان.

فيما نوهت مدرس العلوم السياسية بجامعة ٦ أكتوبر الدكتورة مي غيث، إلى أن مستقبلا مشرقا ينتظر مصر بعدما حصلت سلعها على إعفاءات جمركية لدول تجمع الميركسور بشكل تدريجي وصولا لما نسبته ٩٠٪، مؤكدة أن هذا التجمع الاقتصادي هو أقوى تكتل جنوب الكرة الأرضية حيث يضم البرازيل والأرجنتين وباراجواي وأورجواي، وسيتم توسيعه لكي يكون مماثلا لدول الاتحاد الأوروبي، موضحة أن فرص نجاح التكتل اللاتيني أقوى لأن دول أمريكا اللاتينية تتحدث لغتين فقط هي الإسبانية والبرتغالية وتجمعهم ثقافة واحدة، في حين أن دول أوروبا مختلفة في اللغة والعادات والثقافات.

وأضافت أن اختيار وزير الخارجية السابق أنطونيو باتريوتا لكي يكون سفيرا للبرازيل في مصر، يكشف مدى أهمية القاهرة بالنسبة للحكومة في البرازيل، وأن الأخيرة أنشأت عاصمتها الجديدة برازيليا قبل ستون عاما، والآن مصر تتجه إلى نفس الاتجاه بإنشاء عاصمتها الجديدة.